في وقائع القتل.. دراما البحث عن الحقيقة في مسرح الجريمة
وزارة الداخلية
تزايد جرائم القتل وارتفاع معدلاتها مؤخرا بحيث لا يكاد يخلو يوم من وقوع عدة جرائم قتل تتفاوت في بشاعتها، استدعى جهودا إضافية من جهات البحث والتحقيق وخبراء الأدلة الجنائية والفنية لكشف غموضها.
نقطة الانطلاق في كشف غموض تلك الجرائم يبدأ من مسرح الجريمة وهو المكان الذي وقعت بين جنابته جريمة القتل، لكن الأمر لا يتم اعتباطا باعتبار مسرح الجريمة شاهد صامت على الأحداث الدموية، التي وقعت فيه ومفتاح اللغز، الذي تعمد الجاني بشكل أو بآخر إخفائه.. ولذلك – حسب مصادر أمنية – تولى جهات التحقيق اهتمام خاصا ومضاعفا بمسارح الجريمة حيث يتم العمل فيه وفقا لآليات محددة.
عقب وقوع جريمة القتل والإبلاغ عنها ينتقل إلى مسرح الجريمة في معظم الأحيان الطبيب الشرعي بناء على قرارت وتكليف من الجهات القضائية، حيث يقوم بمعاينة مسرح الجريمة بالتعاون مع المحققين وضابط مسرح الجريمة والأدلة الجنائية كل له دوره.
ويشرح اللواء عادل عبد العظيم، مساعد وزير الداخلية السابق، قواعد التعامل مع مسرح الجريمة، بقوله: "هناك عدة نقاط يجب أن تشملها المعاينة بالتفصيل من قبل ضابط المباحث والأدلة الجنائية، والتي تشمل وصف مكان مسرح الجريمة بالتفصيل وعلامات العنف والمقاومة بالمكان مثل ترتيب قطع الأثاث، والأبواب والستائر ووضع الجثة بالنسبة للأشياء الثابتة بالمكان مع التقاط صور لوضع الجثة (صور عامة وصور تفصيلية) أو عمل مخطط كروكي للمكان يبين وضع الجثة".
وأضاف عبد العظيم، أنه عقب ذلك يتم البحث عن الآثار المادية بمسرح الجريمة والتقاط صور لها مثل وجود أسلحة أو أية أدوات أخرى ووضعها بالنسبة للجثة، ووجود تلوثات من أي نوع ووصفها مثل التلوثات الدموية، المنوية ووجود آثار أقدام وآثار طلقات بالحائط، أو الأثاث والبحث عن الأظرف الفارغة.
وأوضح عبد العظيم، أن هناك نقطتين هامتين يجب أن يضعهما ضابط المباحث في الاعتبار عند إجراء المعاينة، وهما: انظر بعينك واثبت ما تراه دون أن تلمس أي شيء لحين وصول الخبراء الفنيين المختصين برفع وتحريز الآثار وأن ما يظهر أمامك في مسرح الجريمة ليس بالضرورة هو الحقيقة، بل قد تبدو الأمور بصورة يقصد بها التضليل لإخفاء الحقيقة.
بالتزامن مع ذلك - بحسب اللواء عادل عبد العظيم - يقوم الطبيب الشرعي بمناظرة الجثة في موقع الحادث لتحديد وقت الوفاة التقريبي ومعرفة سبب الوفاة والتعرف على الإصابات المختلفة، إن وجدت، وتحديد الآلة المحدثة لها ومعرفة وضع الجثة وهل قام أحد بتغيير وضعها بعد الوفاة أو لا والمساعدة في معرفة نوع الحادث، أي هل الحالة جنائية.
وقبل البدء في عملية فحص وتشريح الجثة يجب على الطبيب الشرعي أخذ الصور الفوتوغرافية لوجه الجثة وكذلك لكل الإصابات الموجودة بالجثة بملابسها، وبعد خلع الملابس مع تغطية العورة حتى لا تظهر بالصورة.
وأشار عبد العظيم إلى أن فحص الملابس في مسرح الجريمة له أهمية كبيرة في عمل الطب الشرعي، وهي جزء متكامل مع الفحص الظاهري للجثة ولذلك يجب التحفظ على الملابس المتعلقة بالقضايا وتحريزها بعناية بعد فحصها للرجوع إليها إن لزم الأمر.
وأكد أنه بعد أن يتم فحص الملابس من قبل المحقق وضابط مسرح الجريمة يقوم ضابط المباحث بإرسالها محرزة إلى المعامل الجنائية، لإعادة فحصها بالأجهزة، وتحليل ما بها من آثار وإرسال التقرير الخاص بالفحص من قبل خبراء الأدلة الجنائية للنيابة.