أطفال مصر يعيشون أجواء "6 أكتوبر": ركبوا القوارب المطاطية.. والتقوا أبطال النصر
طفلة تلتقط صورة تذكارية بجانب حطام الطائرة فانتوم الإسرائيلية
طوابير ممتدة، ترفع أعلام مصر، تقف فارحة، منتظرة لترى بكل فخر واعتزاز ما حققته قواتها المسلحة فى الحفاظ على أمن البلاد، واستقرارها، وسط ما أتاحته لها القوات المسلحة من توفير أجنحة ومعارض مفتوحة تعرض البطولات التى حققها الجيش المصرى فى استرداد أراضيه المحتلة تحت مبدأ «ما أُخذ بالقوة.. لا يُسترد إلا بالقوة»، لتنقل أطفال وشباب مصر ممن لم يعاصروا حرب أكتوبر المجيدة من خانة المستمعين عنها إلى واقع يعايشونه.
"جيل الألفية" يلمس حطام الطائرات الإسرائيلية
منذ الصباح الباكر، احتشد المئات من المصريين فى محيط بانوراما حرب أكتوبر؛ فمنهم من اختار أن يدخل «البانوراما»، ليُشاهد صور وبعض معدات الحرب المعروضة داخل «البانوراما»، ومنهم من اختار أن يزور المعرض السنوى للثقافات العسكرية، الذى تنظمه هيئة البحوث العسكرية فى محيط «البانوراما»، حتى يوم 10 أكتوبر الحالى.
فور توافدك إلى محيط «البانوراما»، تجد عدة نقاط يتوزّع عليها باعة «علم مصر»، وهو ما دفع العشرات من الأطفال لشرائه، ليرفعوه أثناء زيارة «المعرض». وبالقرب من نقاط «البيع»، تجد هناك انتشاراً مكثفاً من رجال الشرطة العسكرية، مما أعطى زواره الإحساس بالأمان والطمأنينة، بأنهم فى حماية جيش مصر.
ومع دخولك المعرض، تجد جناحاً لـ«القوات البحرية»، يوجد فيه نماذج لعدد من القطع البحرية الحديثة، إلا أن أبرز مُعدة معروضة كانت «القوارب المطاطية»، التى ركبها الأطفال، مع ارتداء بعضهم سترات النجاة من الغرق، ليعايشوا بأنفسهم حالة «العبور».
"الشئون المعنوية" تنقل أمجاد "خير أجناد الأرض" بالصوت والصورة
ومع استمرار تجولك بـ«معرض الثقافات العسكرية»، تجد إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة تلعب دوراً بارزاً بتوعية المواطنين عن مختلف إدارات وأسلحة وأفرع القوات المسلحة، عبر فيديوهات تثقيفية تتضمّن لقطات حية من ملاحم العبور، وبطولات الجيش المصرى. ورغم تنوع وثراء المعرض، فإن أكثر قطع معروضة شهدت توافداً وإقبالاً شديداً عليها لمشاهدتها، والتقاط الصور التذكارية معها، كان حطام طائرات «الفانتوم» الإسرائيلية، التى أسقطتها قوات الدفاع الجوى أثناء حربى «الاستنزاف» والسادس من أكتوبر المجيدة، مما شكل مصدر فخر واعتزاز لدى الأطفال والشباب.
ولدى دخولك أجنحة المعرض، تجد مختلف إدارات القوات المسلحة عارضة نماذج للمعدات المستخدمة فى حرب أكتوبر المجيدة، وبعضها يضع نماذج للأسلحة الحديثة التى انضمت للقوات المسلحة مؤخراً، مثل حاملة المروحيات من طراز «ميسترال»، كما تجد هناك أجنحة لدور النشر، تتوافر بها كتب عن حرب أكتوبر المجيدة، وكذلك أجنحة للجامعات والإدارات التعليمية موجود بها نماذج مجسّمات عن تاريخ مصر العسكرى، محفورة بأيدى الطلاب فى مختلف المراحل التعليمية.
وفى آخر المعرض، تجد عدداً من أبطال حرب أكتوبر المجيدة يتحدثون أعلى منصة، ويختلطون بالأطفال والشباب، ويتحدثون معهم عن الحرب، وعظمة الجيش المصرى، كما أسس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية جزءاً خاصاً به على هامش المعرض، يبيع فيه منتجاته المتنوعة بـ«أسعار مخفّضة».
يُذكر أن المعرض، الذى افتتحه اللواء أركان حرب ناصر العاصى، مساعد وزير الدفاع، يوم 5 أكتوبر الحالى، سيواصل استقبال المواطنين حتى يوم 10 أكتوبر المقبل، حرصاً من القوات المسلحة على إثراء الفكر الثقافى للجماهير، وتعريفهم بأمجاد، وبطولات العسكرية المصرية على مر العصور.
وتفتح «البانوراما»، أبوابها لاستقبال الزوار على فترتين، الأولى من العاشرة صباحاً حتى الثالثة عصراً، ومن السادسة حتى التاسعة مساءً، وذلك «دون رسوم زيارة». «تحصين لمحاولات الاختراق واللعب بالعقول»، بتلك الكلمات عقب العميد أركان حرب عادل العمدة، المستشار بكلية الدفاع الوطنى فى القوات المسلحة، على تنظيم المعرض فى عامه الثانى عشر، مؤكداً أن إتاحة ركوب الأطفال للقوارب المطاطية، والتصوير مع المعدات الإسرائيلية التى تم تدميرها وكانت أحدث معدات فى العالم وقتها، ومشاهدة بطولات أجدادهم رؤية العين أمر يتواكب مع مستجدات المرحلة.
ويوضح «العمدة»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن وسائل التواصل الاجتماعى مثل «السوشيال ميديا»، تبث معلومات مغلوطة، ويتحدث البعض فيها عن أن إسرائيل انتصرت، فيما أن المعرض يعرض بالأدلة، ويجعل الطفل والشاب يعيش الحرب بنفسه، مما يدعم ثقته فى قواته المسلحة، ووطنه، ويزيد الولاء والانتماء لديه، كما ترفع الروح المعنوية للمشاركين فى المعرض.
ويشدّد المستشار بأكاديمية ناصر، على أن «معرض الثقافات العسكرية»، يواكب مستجدات حرب اليوم، حيث إن مسرح عملياتها هو «العقول»، ومن ثم يجب تحصين النشء والشباب، أمام ما قد يحاول أن يدفعنا إليه البعض نحو «الانتحار القومى»، ومن ثم فإن إظهار بطولات قواتنا المسلحة، وأن يعايشها الشباب لأول مرة هو دعم للأمن القومى المصرى.
حديث «العمدة»، توافق مع رؤية علم الاجتماع السياسى، حيث أكد الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع السياسى، أن «من رأى ليس كمن سمع»، ومن ثم فإن رؤية الأطفال والشباب للحرب رؤية العين، سواء عبر نماذج يستطيعون ركوبها وتجربتها، أو «ماكيت» يرونه، أو فيديو من إعداد «الشئون المعنوية»، سيجعلهم يشعرون بأنهم جزء من هذا النصر، بما يدعم ولاءهم وانتماءهم نحو الوطن.
وأكد أستاذ «الاجتماع السياسى»، فى تصريح لـ«الوطن»، أن ما سيراه الشباب والأطفال فى سن صغيرة، ويلمسونه بأنفسهم سيظل محفوراً فى أذهانهم، مهما حاول البعض «اللعب فى دماغهم»، ليقف ذلك حائط صد أمام تلك المؤامرات، وهذا فى إطار «حرب الوعى»، و«حرب العقول» التى تواجهها مصر ومنطقة الشرق الأوسط حالياً.