«الإسلاميون» و«الفلول» على لائحة الاتهام فى حرق «محمد كريم»
اتهم إسلاميون «الفلول» بحرق تمثال المخرج محمد كريم داخل حديقة مدينة الفنون بالهرم، فيما وجه مثقفون وأكاديميون أصابع الاتهام للتيار السلفى، وغسلت وزارة الثقافة يديها من الحادث قائلة إن التمثال لا يتبعها. وقال صابر عرب، وزير الثقافة، لـ«الوطن» إنه لا يملك أى معلومات عن الواقعة، بينما أغلق سامح مهران، رئيس أكاديمية الفنون، هاتفه، لتبقى الحقيقة الوحيدة أن التمثال تعرَّض لحريق ومهدد بالتدمير.
وانتقلت قوة من مباحث العمرانية، أمس الأربعاء، لمعاينة التمثال الذى احترق فجر الجمعة، ونفى نوح محمد، رئيس وحدة الأمن بالمدينة، وجود شهود عيان على واقعة الحرق.
فيما قال الدكتور علاء عبدالعزيز، الأستاذ بأكاديمية الفنون: إن التمثال يحوطه الغموض منذ البداية، فمن غير المعروف مَن الفنان الذى صنعه، والأهم تكلفة صنع هذا التمثال وما الجهة التى تحملتها وكيف وُضع هذا التمثال داخل المدينة.
كانت وزارة الثقافة قد قررت الاحتفاء بالمخرج الكبير محمد كريم بوضع تمثال له أمام مدينة الفنون، وهو ما اعترض عليه أحد نواب البرلمان الإسلاميين، بدعوى أنه يمثل استفزازا لمشاعر السلفيين، مما اضطر وزير الثقافة لوضعه داخل المدينة.
واتهم جمال العشرى، نائب الحرية والعدالة عن دائرة العمرانية، فلول النظام السابق بالوقوف وراء الحريق، وقال العشرى لـ«الوطن»: إن الذين أحرقوا شركة بترول السويس وألقوا بالسولار فى الصحراء هم الذين أشعلوا النيران فى التمثال بهدف إلصاق التهمة بالتيار الإسلامى.
وانتقد علماء بالأزهر حرق التمثال. ووصف الشيخ محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية، ذلك بـ«شغل بلطجة»، وقال إن من يقومون بذلك هدفهم إثبات الذات وليس خدمة الدين. وأوضح عاشور أن الأصنام كانت تُعبد فى عهد النبى -عليه الصلاة والسلام- وتقدم لها القرابين، ولذلك تم تحريمها، أما حاليا فلا توجد أصنام، وبالتالى انتفى التحريم.
وقال الدكتور محمد الشحات الجندى، أستاذ الشريعة عضو مجمع البحوث الإسلامية: إن هدم أو حرق تمثال يعد فهما مغلوطا للإسلام، وأوضح الدكتور محمد رأفت عثمان، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المجمع أصدر فتوى سابقة بعدم حرمة التماثيل.
من جانبه، أكد علاء عبدالعزيز، الأستاذ بأكاديمية الفنون، أن الحادث لا علاقة له بالتيار السلفى، خاصة أن هناك اعتراضا من قبل أعضاء هيئة التدريس على التمثال المنحوت بطريقة سيئة للغاية لا تليق بصرح فنى على هذا المستوى.
لكن أحمد سخسوخ، عضو هيئة التدريس بالمعهد العالى بالفنون المسرحية، انضم لـ«جبهة الإبداع» فى اتهامها للسلفيين بحرق التمثال، متسائلا: لماذا صب السلفيون غضبهم على هذا التمثال؟!
وأصدرت جبهة الإبداع، أمس، بيانا تستنكر فيه ما سمته حرق مجموعة من السلفيين لتمثال محمد كريم فى مدينة السينما. وأكد المخرج هيثم يوسف أن السلفيين يحاربون هذا التمثال منذ أكثر من ثلاثة شهور عندما علموا أنه سوف يوضع أمام أكاديمية الفنون بشارع خاتم المرسلين بالهرم.
ويعد محمد كريم، صاحب التمثال، أحد رواد الإخراج السينمائى فى مصر، عاش بين عامى 1896 و1972، وهو أول عميد لمعهد السينما ومخرج كل أفلام الموسيقار محمد عبدالوهاب السبعة، كما أخرج فيلمين عن رواية «زينب» لمحمد حسين هيكل، الأول صامت عام 1930 والثانى ناطق عام 1952.