بيان "عنان".. "قص ولزق" من خطابات "فلول" مبارك
كان لتولّي الفريق سامي عنان منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في عهد الرئيس الأسبق مبارك، وانخراطه مع مبارك في السياسة، أثره على البيان الذي ألقاه عنان، بالأمس، معلنًا فيه عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة، حيث شكّل البيان "مزيجًا من خطابات لكل من أُطلق عليهم (فلول) نظام مبارك"، وبمجرد الاستماع إلى بعض كلمات الفريق عنان وطريقة إلقائها، تلتفت سريعًا إلى جمل معهودة لخطابات "الفلول"، لدرجة الشعور بأنها عبارة عن "قص ولزق" من باقي الخطابات.
"أيها الإخوة المواطنون".. ما إن تسمع هذه الجملة حتى ترتسم في ذهنك صورة الرئيس الأسبق مبارك وهو يلقي أحد خطاباته عبر الشاشة، حيث كان تكرارها في كل فقرة "أمرًا معهودًا للرئيس الأسبق"، وبالمثل كررها سامي عنان في بيانه بالأمس، ثلاث مرات في بداية كل فقرة.. ربما لم تكن مقصودة، إلا أنها أيضًا العبارة التي قالها الفريق عمر سليمان، في بيانه الذي أعلن فيه عن تنحي مبارك.
وبمجرد الاستماع إلى جملة "الإخوة المواطنون.. في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد"، تستعيد بذاكرتك على الفور خطاب الراحل عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، والتي وجّه فيها كلمة قصيرة للشعب لإعلان تنحي مبارك، قائلاً: "أيها الاخوة المواطنون، في هذه الظروف (العصيبة) التي تمر بها البلاد قرر الرئيس حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد"، هي ذاتها الجملة التي قالها مبارك في خطابه الثاني بعد ثورة يناير: "الإخوة المواطنون.. أتحدث اليكم في ظرف (دقيق) يفرض علينا جميعًا وقفة جادة وصادقة مع النفس تتوخى سلامة القصد وصالح الوطن".
لم يجدد "عنان" بيانه، فقد استخدم نفس الكلمات والعبارات التي استخدمها "الرئيس الأسبق" و"اللواء الراحل"، وقال في بداية البيان: "في هذه الظروف (الدقيقة) التي تمر بها البلاد، وما تفرضه علينا جميعًا من تحديات جسام، أجد نفسي جنبًا إلى جنب مع كل أبناء الشعب المصري مدافعًا عن حقهم في الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".
مشاركة الكاتب الصحفي مصطفى بكري، في كتابة البيان الذي ألقاه "عنان"، جعل بعض المفردات الخاصة بـ"بكري" تطغى على البيان، من حيث الإشادة بشكل كبير بالقوات المسلحة والشرطة في العديد من الفقرات بالخطاب، علاوة على أن بكري قال قبل ذلك في واقعة تهديده بالقتل أمام منزله: "تهديدات القتلة وهتافاتهم أمام منزلي لن تزيدني إلا صلابة"، مشيرًا إلى أنه "أبلغ الأمن ولا زال ينتظر".
وهذا ما ظهر في بيان "عنان" بالأمس، وظهر ذلك في قوله: "رغم حملة الشائعات خلال الآونة الأخيرة، لن أزداد إلا (صمودًا وصلابة) وإصرارًا على مزيد من العمل".
وفي ختام بيانه، استعان "عنان" بالآية القرآنية: "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، وهي ذاتها الآية التي اعتاد الفريق أحمد شفيق الاستعانة بها، جاء ذلك في رده على من وصفهم بـ"مروّجي الشائعات"، وقال: "شعب مصر لا ينخدع بمثل هذا.. "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".