قتل وتشريد وتخريب وأسلحة محرمة.. جرائم الأتراك في شمال سوريا
رماد وحرائق خلفها قصف القوات التركية على الشمال السورى
وصف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان جيشه الذى ينفذ عدواناً عسكرياً وإنسانياً على شمال سوريا منذ عدة أيام بـ"الجيش المحمدى" نسبة إلى نبى الإسلام محمد، والنبى منه برىء، فكيف لجيش يوصف بـ"المحمدى" أن يعتدى على المدنيين الآمنين؟ يقتل ويشرد ويخرب ويدمر، ويحرق الأخضر واليابس، ويهلك الحرث والنسل والزرع، بأسلحة تؤكد الشواهد حتى الآن أنها محرمة دولياً؟!
إن الواقع الحالى يؤكد أن الشمال السورى يكتب صفحة جديدة من دموية التاريخ التركى وغطرسته وانتهاكاته، فصور الأطفال الذين بُترت أطرافهم والأمهات الثكالى اللواتى فقدن أبناءهن كافية لتعبر عن جرائم الأتراك فى سوريا.
أكثر من 300 ألف سورى مدنى فروا من منازلهم وأرضهم أمام رصاص المرتزقة الذين جندهم الرئيس التركى، تركوا بيوتهم دون مأوى جديد، بينما يريد رئيس تركيا الواهم باستعادة السلطة العثمانية أن يأتى بلاجئين بدلاً منهم، أى قانون وضعى أو إلهى يقبل تلك الانتهاكات؟! إنها جرائم حرب بلا شك مكتملة تنتظر من يحاسبه عليها أملاً فى تحقيق العدالة.
"سوريا الديمقراطية" تتهم القوات التركية باستخدام "قنابل حارقة" فى العدوان على "رأس العين"
اتهمت الإدارة الذاتية الكردية، فى سوريا، القوات التركية، أول أمس، باستخدام «قنابل حارقة» محرمة دولياً فى هجومها على شمال شرق سوريا المستمر منذ أكثر من أسبوع. وقالت الإدارة الذاتية فى سوريا إن القوات التركية استخدمت «أسلحة محرمة دولياً» فى هجومها على مدينة رأس العين الحدودية، حيث تجرى معارك عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية وفصائل سورية مؤيدة لها منذ أكثر من أسبوع. وجاء فى بيان صادر عن الإدارة الذاتية الكردية أنه «فى انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية، يقوم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور والنابالم الحارق، مما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير»، وفقاً لما نقلته وكالة «فرانس برس» التى أشارت إلى أنه لم يتسنّ التحقق من صحة هذه الادعاءات من مصادر مستقلة. ودعت الإدارة الكردية «العالم أجمع إلى فتح تحقيق رسمى ودولى حيال هذه الانتهاكات»، فيما حث المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالى فى تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»، المنظمات الدولية على إرسال فرقها للتحقيق فى بعض الإصابات جراء الهجمات.
وقال «بالى» إن «المنشآت الطبية فى شمال شرقى سوريا تفتقر إلى فرق مختصة بعد انسحاب المنظمات غير الحكومية، بسبب هجمات الغزو التركى». ووجهت هيئة الصحة فى الإدارة الذاتية نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية المعنية لإجلاء الجرحى والمدنيين من رأس العين، وقالت إن فرقها الطبية تعجز عن الوصول إلى المدينة. وكانت مصادر سورية مستقلة وثقت إصابات بحالات حروق خلال الهجوم على رأس العين، وصلت إلى مستشفى تل تمر خلال اليومين الماضيين. وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، نشر مسئولون أكراد مشاهد مصورة لطفلين على الأقل، كان جسم أحدهما مضمداً بالكامل فيما الطفل الآخر بدا أنه مصاب بحروق فى وجهه على وجه الخصوص. وقال أحد الأطباء إن الإصابات مشابهة لتلك الناجمة عن استخدام هذا النوع من الأسلحة. جدير بالذكر أن القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها تقدمت، أمس، داخل «رأس العين»، وأصبحت تسيطر على نحو نصف مساحة المدينة.
وقال الطبيب فارس حمو، الطبيب بمستشفى «الشعب» بمدينة «الحسكة» شمال سوريا: «هناك عديد من الجرحى والمصابين بحروق غير معروف مصدرها. ونعتقد أن الطائرات الحربية التركية عندما قصفت موكباً للمدنيين فى محيط رأس العين خلفت كثيراً من الجرحى». وأضاف: «من بينهم حالات نشك بأنها ناجمة عن استخدام أسلحة محرمة دولياً من قبل الجيش التركى. لم نتوصل لنتيجة أكيدة حتى اللحظة، لكن الاحتمال الأكبر هو أن هذه الحالات ناجمة عن استخدام أسلحة غير تقليدية». وطلب الطبيب تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، مضيفاً: «يلزمنا أنواع عدة من الأدوية، وفى العموم نناشد المجتمع الدولى إيقاف هذه الحرب التى تشنها الدولة التركيّة علينا، لأنها تجلب الكوارث على شعبنا وهناك عدو لنا يستخدم شتى أنواع الأسلحة فى حربه ضدنا من بينها أسلحة محرمة دولياً».
ولم يتمكن «المرصد السورى لحقوق الإنسان»، ومقره «لندن»، من التثبت من صحة الاتهامات، وقال مديره رامى عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس» إن «المرصد لم يتمكن من توثيق قصف بأسلحة محرمة على رأس العين الحدودية (شمال الحسكة)، لكنه وثّق إصابات بحالات حروق وصلت إلى مستشفى تل تمر خلال اليومين الماضيين»، لافتاً إلى «قصف جوى وبرى كثيف تركز على رأس العين خلال الأيام الثلاثة الأخيرة». والمواد الحارقة على غرار النابالم أو الفوسفور الأبيض تتسبب فى حروق مؤلمة يمكن أن تصيب العظام والجهاز التنفسى. ويستخدم الفوسفور الأبيض لخلق ستار دخانى أو إرسال إشارات ووضع علامات أو حتى كسلاح حارق.
وأعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، مساء أمس، التوصل إلى اتفاق بشان تعليق العملية العسكرية التركية على شمال سوريا لمدة 120 ساعة، في تطور أتى وسط ضغوط أمريكية كبيرة خلال الساعات الماضية.