صدامات في برشلونة مع مشاركة نصف مليون شخص في تجمعات مؤيدة للاستقلال
صدامات في برشلونة مع مشاركة نصف مليون شخص في تجمعات مؤيدة للاستقلال
اشتبك مئات من الشبان الملثمين مع قوات الشرطة في برشلونة على هامش مسيرة حاشدة اجتذبت أكثر من نصف مليون شخص احتجاجا على أحكام بالسجن على تسعة قادة انفصاليين في إقليم كاتالونيا، وهذا هو التجمع الأكبر منذ أحكام الإثنين الصادمة التي دفعت عشرات الآلاف من أنصار الاستقلال للاحتجاج في شوارع الإقليم في شمال شرق إسبانيا، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
وقالت الشرطة إنّ 525 ألف شخص شاركوا في احتجاجات أمس الجمعة الحاشدة، أخر مظاهر الغضب الكبير لأنصار الاستقلال بعد إصدار المحكمة العليا أحكاما مشددة بالسجن بحق تسعة قادة بسبب إجرائهم استفتاء محظورا على استقلال الإقليم قبل سنتين، وفيما بدت معظم المسيرات سلمية، أشعل عدد من الشبان النيران في فيا لايتانا ما أدى لتصاعد دخان كثيف ودفع قوات الأمن لإطلاق الغاز المسيّل للدموع، على ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس.
وهتف الشبان "كاتالونيا مناهضة للفاشية" و"الشوارع دائما لنا". وأعلن الاستقلاليون أمس الجمعة يوم "إضراب عام" في كاتالونيا حيث تدفقت "مسيرات للحرية" انطلقت الأربعاء الماضي من خمس مدن إقليمية على برشلونة للمشاركة في المظاهرة الكبيرة، وقالت السلطات المحلية إن الطلاب نفذوا إضرابا بينما قطعت طرق عديدة.
وأعلنت الحكومة الإسبانية صباح أمس الجمعة أن الطريق الحدودي بين إسبانيا وفرنسا "قطع في الاتجاهين".
وقالت وزارة النقل الإسبانية إن المتظاهرين قطعوا طريقين "في الاتجاهين" على الطريق السريع "ايه بي7" عند لاخونكويرا بالقرب من جيرونا، وكذلك "ناسيونال 2" بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية.
وفي وسط برشلونة، أغلقت العديد من المتاجر والمراكز التجارية الفاخرة أبوابها بعد تواصل الصدامات الليلية منذ الإثنين.
وقال المهندس رامون بارادا البالغ 23 عاما "كل هذا رد فعل على ظلم الأحكام ضد السياسيين والقادة المدنيين الذين تصرفوا بسلمية لكن تم الحكم عليهم بين 9 و13 سنة في السجن مثل القتلة".
وقال المحامي خوامي إنريش إنّ الحكم بمثابة "القشة التي قسمت ظهر البعير". وعلى مقربة منه رفعت لافتة كتب عليها "ليس هناك أقفاص كافية لكل هذه الطيور" في إشارة للمتظاهرين المؤيدين لاستقلال كاتالونيا.
وأقام مئات الشبان الذين كانوا يهتفون "استقلال"، أمس الأول الخميس، حواجز في وسط عاصمة كاتالونيا وألقوا زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق كرات مطاطية عليهم.
وأغلقت عدد من المواقع السياحية البارزة في برشلونة مثل كنيسة ساجرادا فاميليا أبوابها أمام السياح مع احتشاد المحتجين خارجها.
وألغت أوبرا ليسيو المشهورة عروضها مساء الجمعة بسبب التوتر.
ومساء أمس الأول الخميس، جمعت مظاهرة بدعوة من الناشطين الراديكاليين في لجان الدفاع عن الجمهورية، حوالى 13 ألف شخص بعد مظاهرة طلابية شارك فيها نحو 25 ألف شخص بعد الظهر.
وأعلن وزير الداخلية الإسباني فرناندو جراندي مارلاسكا أن 97 شخصا اعتقلوا وجرح 194 شرطيا في كاتالونيا منذ أن بدأت المظاهرات الإثنين.
وقبل أقل من شهر من الانتخابات التشريعية، تطالب المعارضة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز باتخاذ تدابير استثنائية لإعادة إرساء النظام العام.
وألقى الرئيس الانفصالي لكاتالونيا كيم تورا الذي دان العنف ليلا بعدما التزم الصمت، خطابا تحدى فيه الدولة الإسبانية في برلمان كاتالونيا، وقال "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتراجع خطوة إلى الوراء في الدفاع عن حقنا الثابت في تقرير المصير"، مؤكدا أن "الخوف والتهديدات لن تهزمنا". ووعد بالتوصل إلى الاستقلال خلال سنتين.
ودخل الإسباني بيب جوارديولا مدرب نادي مانشستر سيتي الإنكليزي المعروف بدفاعه عن حركة الاستقلال على خط الأزمة مطالبا الاتحاد الأوروبي بالتدخل للحد من تصاعد التوتر، وقال إنّ "المجتمع الدوليّ ينبغي عليه المساعدة في حل النزاع بين كاتالونيا وإسبانيا"، وتابع "بعض الوسطاء من الخارج عليهم مساعدتنا في الجلوس سويا والتباحث".