تجدد المظاهرات في بغداد قبل انعقاد جلسة للبرلمان
متظاهرون يحتشدون في ساحة التحرير في بغداد
احتشد مئات المتظاهرين، اليوم، في ساحة التحرير وسط بغداد، حيث استخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، قبل ساعات من انعقاد جلسة برلمانية لبحث مطالب المحتجين. وأدت مظاهرات أمس إلى مقتل أكثر من 40 شخصا، غالبيتهم في جنوب البلاد، بينهم من قضى احتراقاً بالنيران أو بالرصاص خلال عمليات اقتحام مقار فصائل مسلحة تابعة للحشد الشعبي، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "فرانس برس" الفرنسية.
وكان 11 متظاهراً قتلوا مساء أمس، حرقاً بعد إضرام النار بمقر منظمة بدر، أكبر فصائل قوات الحشد الشعبي في مدينة الديوانية بجنوب العراق، بحسب ما أفادت مصادر أمنية.
وحاولت قوات الأمن اليوم، صد المتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة التحرير وعند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث المقار الحكومية والبرلمان والسفارات الأجنبية، عبر إطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، وفقا لمراسلي فرانس برس. وبحسب جدول أعمال مجلس النواب، فمن المقرر أن تعقد جلسة اليوم عند الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي، بهدف "مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات".
ووعدت الحكومة العراقية بتنفيذ حزمة إصلاحات، أثر احتجاجات انطلقت مطلع أكتوبر الحالي، وخلفت أكثر من 150 قتيلاً، معظمهم من المتظاهرين، وفي غضون ذلك، أصيب البرلمان بالشلل بسبب الانقسامات بين كتله السياسية، ولم يتمكن من التصويت على تعديل وزاري لعدم اكتمال النصاب القانوني في أكثر من مناسبة، وفقا لما ذكرته وكالة انباء "الشرق الاوسط".
وكان المتظاهرون يهتفون خلال المظاهرات أمس الجمعة، "كلهم حرامية"، داعين إلى إسقاط الحكومة، في بلد غني بالنفط لكنّه يعاني عجزا مزمن في التغذية بالتيار الكهربائي ومياه الشرب.
من جانبه، خاطب رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي للمرة الثانية المتظاهرين، الذين خرجوا ليل الخميس الجمعة لاستئناف تظاهراتهم المطلبية، ووجّه خطاباً إلى الأمّة دافع فيه عن إنجازاته، واتّهم أسلافه بأنهم سلّموه دولة ذات اقتصاد مستنزف وأمن هش. كما انتقد الصدر من دون أن يُسمّيه، فيما أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي اليوم السبت إنه زار المتظاهرين في ساحة التحرير خلال الليل.
وكانت الحكومة العراقيّة أصدرت في 6 أكتوبر الجاري سلسلة قرارات "هامّة" خلال جلسة استثنائيّة عقدت برئاسة عبدالمهدي، تضمّنت حزمة إصلاحات من أجل تهدئة غضب المتظاهرين، الذين معظمهم من الشباب والعاطلين عن العمل.
"العمليات المشتركة": التعامل مع قاتلي المتظاهرين وفقا لقانون مكافحة الإرهاب
من جانبها، أعلنت قيادة العمليات المشتركة بالعراق، اليوم، أنها ستتعامل مع قاتلي المتظاهرين بحزم وقوة وفقا لقانون مكافحة الإرهاب، وقالت - في بيان أوردته قناة "السومرية نيوز" الإخبارية العراقية - إنه "في الوقت الذي تشهد فيه البلاد مظاهرات للمطالبة بالحقوق التي كفلها الدستور العراقي، فقد استغل البعض هذه المظاهرات وعمل على قتل المواطنين وإصابة آخرين وحرق الممتلكات العامة والخاصة ونهبها، دون أي ضمير"، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وكانت السلطات العراقية، أعلنت أمس الجمعة، حظرا للتجول في البصرة، وبابل، والناصرية، كما فرقت القوات الأمنية محتجين في كربلاء المقدسة لدى الشيعة، بخراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع.
وأضافت قيادة العمليات المشتركة أن "قواتنا الأمنية ستتعامل مع هؤلاء المخربين المجرمين بحزم وفقا لقانون مكافحة الإرهاب"، معتبرة "هذه التصرفات غير القانونية جريمة يجب التعامل الفوري معها بشكل ميداني وعاجل"، محذرة "من العبث بأمن المواطنين وسيكون هناك إجراءات صارمة بحق هؤلاء الذين لا يمتون للمتظاهرين السلميين بصلة"، داعية المتظاهرين إلى "التبليغ عنهم وعدم السماح لهم بالتواجد في صفوفهم". وأكدت القيادة، أن الأجهزة الأمنية ستكون كما عهدها الشعب العراقي السيف القاطع ضد الإرهاب والمجرمين.