خطابات الحريري خلال أزمة التظاهرات.. صراحة ومبادرة للحل ثم استقالة
سعد الحريري
محاولات عديدة أجرها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، فخرج بعدة خطابات يتحدث فيها للمتظاهرين بهدف احتواء الأزمة، إلى أن أعلن في كلمة له أنه استقال من رئاسة الحكومة، استجابة لمطالب الشارع اللبناني، بعد أن شهدت بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب حراكًا شعبيًا نادرًا وعابرًا للطوائف على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين.
وأكد الحريري في كلمة له "وصلت لطريق مسدود"، مضيفا أنه أصبح من الضروري أن تحصل صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة. "أنا ذاهب إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة لفخامة الرئيس ميشال عون وللشعب اللبناني في كل المناطق تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان".
ويعد ذلك الخطاب هو الثالث لـ"الحريري" خلال أزمة التظاهرات اللبنانية التي اندلعت منذ ما يقرب من أسبوعين، ففي 18 أكتوبر الجاري، تحدث في كلمة بثها التليفزيون اللبناني أنه مع كل تحرك سلمي للتعبير عن مطالب المحتجين، مضيفا أن "مسؤوليتنا أن نجد حلولا لمشاكل اللبنانيين حيث نمر بظرف عصيب، ليس له سابقة بتاريخ لبنان".
وتابع: "سأتكلم بصراحة، أتمنى من اللبنانيين يسمعوا بدقة بعيدا عن المزايدات السياسية اللي بتشوفوها من إمبارح، اللي شفناه إمبارح وجع اللبنانيين وحاسس ومعترف بيه ومع كل تحرك سلمي للتعبير عنه، المهم كيف يمكن معالجة ذلك".
واستطرد: "الوجع انفجر بالشارع إمبارح، بقالي أكتر من 3 سنوات بحاول أعالج أسباب الوجع دا وتقديم حلول حقيقية، من أكتر من 3 سنوات قلت لكل شركاء الوطن إن بلدنا انفرضت عليه ظروف خارج إرادته، وبيصرف سنة بعد سنة أكتر مما يدخل وأصبح الدين كبير، الكهرباء بتكلف الدولية 2 مليار دولار بالسنة، والرواتب اللي ملتزمين بيها تبين أنها فاقت التوقعات وتكلف 2 مليار دولار عجز إضافي".
وبعد 5 أيام من الاحتجاجات أعلن الحريري في مؤتمر صحفي عقده بعد اجتماع حكومي عاجل في قصر بعبدا بالعاصمة بيروت، عدة قرارات اتخذتها حكومته لتهدئة الاحتجاجات العارمة، حيث قال إن الحكومة قررت خفض رواتب الوزراء والنواب اللبنانيين إلى النصف، كما أكد أن الموازنة الجديدة لن تتضمن أي ضرائب إضافية.
وتابع رئيس الحكومة أن التظاهرات تأتي "نتيجة شعور الشباب بالغضب واليأس"، مؤكدا أنه لن يطلب من المتظاهرين التوقف عن الاحتجاج، كما أبدى الحريري تأييده لمطلب المتظاهرين بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، واعتبر أن "التظاهرات كسرت حواجز سياسية كثيرة واستعادت الهوية الوطنية الموحدة في لبنان".