تحويل أفلام الرسوم المتحركة إلى تصوير حي: نجاح مضمون لحصد الإيرادات.. أم إفلاس فني؟
مينا مسعود فى مشهد من فيلم علاء الدين
تغييرات عديدة تمر بها صناعة السينما حول العالم، تعتبر استديوهات هوليوود مركزها، أصبح تحويل أفلام الرسوم المتحركة إلى أعمال تصوير حى ظاهرة واضحة، بدأت فى السنوات القليلة الماضية بشكل محدود، ولكنها أخذت صورة أكثر وضوحاً العام الحالى، حيث خاضت «ديزنى» التحدى بتحويل أعمالها الكلاسيكية من رسوم متحركة إلى تصوير، وكان النجاح حليفها فى فيلم «Aladdin» الذى وصلت إيراداته إلى مليار دولار، و«The Lion King» الذى حقق نجاحاً على مستوى الإيرادات التى تجاوزت المليار بـ652 مليون دولار، ولكن واجه هجوماً كبيراً على المستوى الجماهيرى، بالإضافة إلى «Maleficent: Mistress of Evil» بطولة أنجلينا جولى.
وفى عام 2020 كان الجمهور حول العالم على موعد مع أبرز أعمال الرسوم المتحركة «Tom & Jerry» التى تخطط شركة «وارنر برذرز» لتحويلها إلى فيلم تصوير حى يتولى إخراجه تيم ستورى، ويشارك فى بطولته كل من كلوى جريس موريتز، مايكل بينا، كين جيونج وروب ديلانى، ليكون جاهزاً للطرح فى دور العرض السينمائى حول العالم فى 23 ديسمبر من العام المقبل، وذلك بعد ما قدمت الشركة موعد طرح الفيلم، الذى كان مقرراً له فى البداية أبريل من العام 2021.
بالفعل بدأ «ستورى» تصوير الفيلم منذ شهر يوليو الماضى فى استديوهات شركة «وارنر برذرز» بالمملكة المتحدة، وأشار تقرير نشره موقع «فارايتى» إلى أن الفيلم سيتطرق إلى اللقاء الأول الذى جمع القط «توم» والفأر «جيرى»، اللذين ظهرا للمرة الأولى فى الرسوم المتحركة التى صنعها ويليام حنا وجوزيف باربيرا، عام 1940، وذكر التقرير أن الاستوديو يدرك تاريخ هذه الشخصيات البارزة، ويريد أن يوليهم الكثير من الاهتمام، تهدف «وارنر بروس» إلى تحقيق توازن بين الرسوم المتحركة والتصوير الحى، وبذل الاستوديو جهوداً متضافرة للتأكد من أن الفرق تعمل جنباً إلى جنب فى تطوير هذه المشاريع.
وفى العام نفسه ستصدر نسخة التصوير الحى من فيلم الأنميشن «Mulan»، الذى يحمل توقيع المخرجة نيكى كارو، وهو بعيد فى المعالجة عن نسخة الرسوم المتحركة التى صدرت عام 1998، وبدأ التصوير فى الفترة من أغسطس إلى نوفمبر من العام المقبل، فى نيوزيلندا والصين، ليكون جاهزاً للعرض فى 27 مارس 2020.
ويظل «ديزنى» هو الاستديو الأبرز فى عملية إعادة إنتاج الأفلام، حيث لديه خطة للأعوام المقبلة، من ضمنها فيلم «Cruella» إخراج كريج جيليسبى، المقرر طرحه فى يناير 2021، بطولة إيما ستون، التى تقوم من خلال الفيلم بأداء الشخصية الشريرة «رويلا درفيل» التى ظهرت فى فيلم الرسوم المتحركة «101 Dalmatians»، إنتاج عام 1961، ووقع اختيار شركة «ديزنى» على الممثلة الأمريكية هالى بيلى، لأداء دور حورية البحر «آريل» فى فيلم التصوير الحى «The Little Mermaid» للمخرج روب مارشال، لتكون المرة الأولى التى تقدم فيها ممثلة من أصل أفريقى دور شخصية بيضاء فى النسخة الأصلية من العمل، واستقر المخرج على مجموعة كبيرة من أبطال الفيلم، من بينهم خافيير باردم، مليسا مكارثى، جاكوب تريمبلاى وأوكوافينا.
وكان آخر الأفلام التى أُعلن عن نية تقديمها فيلم «Snow White»، تولى إخراجه مارك ويب، وتتولى إيرين كريسيدا ويلسون كتابة سيناريو الفيلم، بينما يكتب الثنائى بينج باسيك وجوستين بول أغانى جديدة للفيلم، يأتى ذلك بعد 82 عاماً من تقديم نسخة الرسوم المتحركة «Snow White and the Seven Dwarfs»، الذى كان أول فيلم رسوم متحركة طويلة، أنتجته الشركة عام 1937، وهو العمل الذى يستند بشكل أساسى إلى رواية الأخوين جريم.
وعلى الجانب الآخر، واجه الإعلان عن تقديم النسخ الجديدة حالة من الترقب لدى جمهور النسخ الأصلية للأفلام، حيث يرى البعض أنها تشويه لأعمال الرسوم المتحركة التى كونت وجدانهم، وهو ما يعكس حالة من الإفلاس لدى صناع السينما تكشف عدم قدرتهم على تقديم أعمال جديدة توازى القديمة فى أهميتها وإبداعها، وهو ما تطرق إليه تقرير منشور على موقع «إى نيوز» بعنوان «كيف تحول ديزنى الحنين إلى مليارات»، حيث يعود الأمر عندما عيّن الرئيس التنفيذى بوب إيجر، شون بيلى رئيساً لشركة والت ديزنى بيكتشرز، فى عام 2010، تلاه تعيين آلان هورن رئيساً لشركة والت ديزنى ستوديوز عام 2012، أصبح الطريق إلى إنشاء قائمة إنتاج أفلام تصوير حى واضحاً، وهو الأمر الذى قالوا عنه «سنستمر فى اللعب بطرق نأمل أن تكون ممتعة وغير متوقعة». «وارنر بروس» تحول «توم وجيرى» إلى فيلم حى فى 2020.. و«ديزنى» لديها خطة تشمل 4 أعمال أخرى