بريد الوطن.. بين التميز الحقيقى والاستهلاك المظهرى
بين التميز الحقيقى والاستهلاك المظهرى
هناك قاعدة عامة لا بد أنك قد اختبرتها من قبل، أنه مهما امتلكنا فى حياتنا حتماً سنلاحظ باستمرار أشياء جديدة نظن أنها أفضل مما لدينا، العين المكتفية تعلم أن الإنسان لن يشبع أبداً مهما امتلك إلا إذا تم تدريبه على حياة الرضا والاكتفاء.
هناك فهم مغلوط يخلط بين حُب التميز والاختلاف وبين العين الفارغة، ويمكن أن نقوم بتقسيم التميز إلى نوعين، الأول يسمى تميز امتلاك المقتنيات، والآخر يسمى تميز امتلاك القدرات، البعض قد يهتم بالنوع الأول فقط، فيسعى لاقتناء الأحدث أو الأثمن، حتى وإن لم يكن فى احتياج فعلى لهذا، فهو شخص سريع الاقتناء وسريع الاستغناء أيضاً، وبشكل عام فإن جميع المقتنيات تسمى سلعاً استهلاكية لأنها معرضة للتلف مع مرور الوقت والاستخدام، وبعد تلفها يسقط معها بالتبعية التميز والقبول الاجتماعى، فشهوة الامتلاك الدائم لا تعد تميزاً على الإطلاق، بل يطلق عليها «الاستهلاك المظهرى»، أما القدرات فعلى العكس تماماً فهى لا تتلف بالاستخدام، بل كلما زاد استخدامها تمت تنميتها بصورة أقوى، وعلى قدر جهدك المبذول فى تنمية قدراتك ستعلو درجة جديدة فى تميزك الحقيقى وسترتفع مكانتك بين الناس، فقد ينبهر أحدهم بتميزك المزيف لبعض الوقت ولكن سرعان ما ينكشف فراغ النفس بسهولة، والسؤال الآن هل ستهتم بزيادة عدد مقتنياتك أم بزيادة قدراتك؟!
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي bareed.elwatan@elwatannews.com