المصريون القدماء عرفوا التعذيب بـ«الجلد والنفى وقطع الأذن»
أساليب التعذيب ليست حديثة عند المصريين، حيث تفنن المصرى القديم فى اكتشاف أساليب تعذيب وقمع، لم يكن أحد يتخيل وجودها فى مصر القديمة، وأكد بسام الشماع، الباحث فى علم المصريات، أنه تم اكتشاف بردية فى مقبرة أحد الكهنة فى أخميم، ترجع إلى العصر البطلمى، وموجودة حالياً فى المتحف البريطانى، لأول معتقل سياسى، وهو «عنخ شيشونقى»، أحد كهنة الأسرة الـ26، الذى اعتقله الملك لعدم إبلاغه عن مؤامرة كانت تُحاك ضده.
وعن وسائل العقاب عند المصرى القديم، قال «الشماع»: شهدت مقبرة (ميرى روكا) فى سقارة، منظراً على الجدار الأيسر، منحوتاً عليه مشهد لاثنين مربوطين فى عمود إلى جوار عدد من المساجين والحرس، وترفع العصى لترهيبهم، كما رصد المشهد مجموعة من الكتبة يدونون عدد الجلدات، وكان أغلبها بسبب التهرب من الضرائب، كما شهدت مقابر «بنى حسن» فى المنيا، مشهداً آخر يصور سجيناً يركع وشرطياً يمسكه من عنقه ورجلاً آخر مُمدّداً على الأرض، ويمسك شرطيان آخران بذراعيه، بينما تم وضع عصا تحت رقبته، حتى لا يحنى رأسه متألماً، كما احتوت بردية على قسم من أحد المتهمين المتخوفين من التعذيب، يقول فيه: «أقسم بآمون لو وجدتم أن لى علاقة بأى من اللصوص فلتجدع أنفى، وتقطع أذنى». حتى المرأة لم تسلم من العقاب عند المصرى القديم، حسب «الشماع»، حيث رصدت مقابر «بكت الثالث» فى بنى حسن، فى المنيا، مشهداً لامرأة منحنية، ويضع الجلاد يده على رأسها حتى لا تتحرك، ويهم بضربها بالعصا، وهى تحمل رضيعاً، وتم تعذيب سيدة أخرى، بضربها بخشبة، وتعذيبها باستخدام مسمار لولبى يشبه الخازوق.
وأضاف: «كان المصرى القديم يُعاقب بالحبس والجلد والنفى إلى «ثارو» فى سيناء، وهى قلعة كبيرة قريبة من منطقة القنطرة، أو النفى إلى السودان، كما كان يُحكم على بعض المتهمين بأن يعدم نفسه بيديه، كما شوهد على أحد المعابد صورة توثق لأول «كلابش» فى التاريخ، قام من خلاله الجنود بتقييد يدى اثنين من الأسرى، الغريب أن شكله لا يختلف عن الموجود حالياً.