البابا يرد على منتقديه: لا ننتظر أن يعلمنا الآخرون الغيرة على الكنيسة
كشف البابا تواضروس، بطريرك الكنيسة الارثوذكسية، كواليس جلسة المجمع المقدس للكنيسة فى فبراير الماضى، لاعتماد الطريقة الجديدة لعمل الميرون المقدس، وهو احد اسرار الكنيسة السبع، والتى سيتم عبرها تصنيع الميرون للمرة ال 35 فى تاريخ الكنيسة ايام 8 و 9 و 21 ابريل المقبل، بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون، وهاجم البابا منتقدى الطريقة الجديدة والمشككين فيها، وذلك فى افتتاحية مجلة الكرازة الناطقة بلسان الكنيسة.
وقال البابا: "نحن لدينا غيرة كبيرة علي كنيستنا الأرثوذكسية ولاننتظر ان يعلمها لنا آخرون مهما كانت التسميات التي يطلقونها علي انفسهم والتي توحي للعامة انهم فقط الذين يعرفون وادعوهم الي الافصاح عن اسمائهم بدلا من النشر علي النت والتستر وراء عبارات تهدم اكثر مما تبني وتسبب بلبلة نحن في غني عنها من أجل سلامة حياتنا وكنيستنا وكل الشعب فيها".
واضاف البابا: "انه ليس فى المسيحية مايمنع من استخدام نتاجات العقل والعلم والتطور والتقدم في تسيير امور كنيستنا دون المساس بعقائدنا واساسيات ايماننا المستقيم وليس من الحكمة مثلا استخدام الهاون في الطحن ونحن نملك الخلاط الكهربائي فهذا بالتأكيد عبث واضاعة للوقت الذي هو اثمن عطية هذا تطوير في الوسيلة وليس في جوهر العمل كله علي نفس المنوال نستخدم حاليا السيارات بدلا من الدواب والجمال في السفر ونستخدم الميكروفون بدلا من الحنجرة الطبيعية بمفردها ونستخدم المصابيح الكهربائية مع الشموع ونستخدم الايقونات المصورة احيانا بدلا من الايقونات المرسومة ونستخدم ماكينات عمل الزخارف الخشبية في عمل حامل الايقونات بدلا من الاسلوب اليدوي ونستخدم العجانات الكهربائية بدلا من العجن باليد في صنع القربان والامثلة عديدة جدا، كانوا قديما يستخدمون مواد عمل الميرون بالدرهم وحاليا نستخدمها بالجرام الاسلوب الجديد يتيح لنا استخدام الزيوت العطرية الطبيعية والمستخلصة كفاءة تامة ونقاوة كاملة بامكانيات غير موجودة لدينا هي فقط في المصانع الكبري والتي تحتكر استخلاص العطور فقط في ست او سبع شركات متخصصة موجودة في الاسواق العالمية. كما ان هذا الاسلوب الجديد يتم بدون سمات تبقي التفل التي تلقي وتطرح خارجا بلا فائدة".
واشار البابا فى مقالة انه توضيحا لبعض التساؤلات حول الميرون المقدس حيث تم الاعلان عن عمل الميرون هذاالعام نظرا لقرب نفاذ الكميات المتبقية منه وتمت مناقشات اولية حول الاسلوب الجديد في التحضير والذي يسبق صلوات التقديس بطقسها وفي جلسة المجمع المقدس والتي كانت اساسا لمناقشةموضوعين : اولهما عمل الميرون للمرة ال35 في تاريخ كنيستنا وثانيهما إقرار لائحة انتخاب البابا. وبخصوص الموضوع الأول عرض القمص جوارجيوس عطا الله الكاهن بإيبارشية لوس انجيلوس بامريكا ( وهو دارس متخصص في الكيمياء وقد استعان به المتنيح البابا شنودة الثالث في كل المرات التي تم عمل الميرون فيها وهي سبع مرات من 1981 وحتي 2008 م عرض الموضوع باستخدام الاسلوب الجديد واجاب علي الاسئلة التي طرحها المجتمعون ودارت مناقشات ولم يفرض رأي معين واخذت الموافقة برفع الايدي والاتفاق علي تحديد ايام 8 و9 و21 ابريل 2014 لهذا العمل المقدس بدير الأنبا يشوي العامر. وتقوم فكرة عمل الميرون علي استخلاص الزيوت العطرية الموجودة في 27 مادة نباتية صلبة بعمليات كيميائية من طحن ونقع وتسخين وتقليب وتبريد وتصفية التفل ثم غسل التفل بزيت الزيتون (لعمل الغاليلاون)، ثم إلقاء التفل المتبقي. وهذه العمليات نسميها "طبخ الميرون" وهي تسمية شعبية تماما (كما نسمي سهرات شهر كهيك :سبعة وأربعة) وهي في الحقيقة عمليات كيميائية –لمن لايدري- بهدف استخلاص العطور الموجودة في المواد النباتية الصلبة حيث تضاف إلي زيت الزيتون. واساليب الاستخلاص تتطور بتطور العلم مثلا قديما استخلصوا "الرحاية" في الطحن ثم تطور الامر الي الدق بالهاون وحاليا يستخدمون الخلاط الكهربائي والذي ينجز نفس العمل في وقت اقصر بكثير وبكفاءة عالية وبنتائج افضل. الميرون = عطور تضاف لزيت الزيتون وتقدس بالصلوات والقرءات.
وختم البابا مقالة قائلا: سوف نتمم هذا العمل والذي يتقدس بالقراءات الكتابية في خطوات الاعداد الاولي وتستغرق اليوم الاول 8 اريل 2014 ثم بقداس التقديس في اليوم الثاني 9 ابريل 2014 ثم قداس اضافة الخميرة المقدسة صباح يوم اثنين القيامة (شم النسيم) ثم يحضر الميرون قداسات الخماسين المقدسة ليبدأ بعدها توزيعه علي الايبارشيات والكنائس.
كانت عدد من الحركات القبطية المغمورة مثل: رابطة «حماة الإيمان» ومجموعة «الصخرة الأرثوذكسية»، و«تاريخ الأقباط المنسي» و«لا اتحاد كنائس إلا بحوار مسكوني» ومجموعة «لا طلاق إلا لعلة الزنى» ومجموعة «لا تفاوض في الأسرار المقدسة»، ومجموعة «أبناء البابا شنودة المتمسكون بكل تعاليمه»، أطلقوا بيانا، أكدوا فيه أنه «كانت سعادتنا كبيرة عندما علمنا أن البابا تواضروس الثاني ينوي القيام بعمل زيت الميرون المقدس في أبريل المقبل، لكن كان حزننا أكبر عندما علمنا أن طريقة عمل الميرون ستختلف، رغم أنها الطريقة المتبعة منذ قرون طويلة، وهي أيضا الطريقة التي اتبعها قداسة البابا كيرلس السادس وبعده البابا شنودة الثالث مرات عدة لطبخ الميرون».
وأضاف البيان، أن «الطريقة الجديدة التي أعلن عنها البابا تواضروس في مجلة الكرازة عدد 28 فبراير الماضي، ستحول طبخ الميرون إلى عملية كيماوية بحتة، تستخدم فيها مستخلصات النباتات العطرية بنسب معينة وتختصر الوقت جدا مع إلغاء الخمس طبخات المتعارف عليها، وأصبح الموضوع أقرب لعمل دواء، ولا نعرف هل سينجح الأمر أم لا».