«الوطن» تحاور شاباً عائداً من السجون السعودية
فتح شاب عائد من سجون المملكة العربية السعودية قلبه لـ«الوطن» وتحدث عن أسرار عامين كاملين قضاهما فى سجون المملكة بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، والاتصال المباشر بأسامة بن لادن وأيمن الظواهرى ذاق خلالهما كل ألوان العذاب، وتدخل «الإنتربول» الدولى فى القضية، وظل تحت الأرض بالسجون لمدة عامين عاد بعدها إلى مصر دون أن يشعر به أحد أو تعلم السلطات المصرية ما جرى له هناك، كل أمله فى الحياة أن يحصل على حقه عن فترة اعتقاله.
هيثم عبدالرحمن معاذ على الحمادى «25 سنة» حاصل على دبلوم صنايع، ومقيم بقرية بسنديلة مركز بلقاس بالدقهلية، اعتقل لأن السلطات السعودية اشتبهت فى علاقته بتنظيم القاعدة وتورطه فى محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، مساعد وزير الداخلية السعودى للشئون الأمنية، يقول: «أطالب الحكومة السعودية بتعويض معنوى ومادى عما تعرضت له هناك، وخسارتى لزوجتى ومالى، وأناشد الخارجية المصرية أن تقف معى، وفى حالة حصولى على تعويض من السعودية فأنا متبرع به كاملاً إلى شهداء ومصابى الثورة، وهدفى استرداد كرامتى».[Quote_1]
ويروى ما حدث له قائلاً: «فوجئت بإلقاء القبض على والدى من داخل المنزل الذى نقيم فيه فى المدينة المنورة فى وجود والدتى وشقيقاتى الأربع «سحر وشيماء وعائشة وآسيا»، وكان الاتهام الموجه لى الانتماء لجماعة التكفير والهجرة لأننى ملتحٍ، وبعد عدة ساعات عادت القوات من جديد لتلقى القبض علىّ، واتهمونى بأننى على علاقة بأسامة بن لادن، وأيمن الظواهرى، والاتصال المباشر بهما قبل وبعد دخولى السعودية، وأننى مرصود من قِبل الأجهزة الأمنية منذ فترة طويلة، وهناك تسجيلات لتلك الاتصالات، وأننى على قائمة المطلوبين للولايات المتحدة الأمريكية وأننى سافرت إلى سوريا، تنفيذاً لتعليمات تنظيم القاعدة، وكل ذلك كذب وافتراء لم يحدث، وقضيت 5 أشهر حبساً انفرادياً فى زنزانة تحت الأرض بالمدينة المنورة ذقت فيها ألوان العذاب لإجبارى على الاعتراف بعلاقتى بتنظيم القاعدة، وبعدها نقلونى إلى سجن الدمام، وبعد شهر كامل رأيت والدى للمرة الأولى، وكان السجن كبيراً، والعنبر به 14 غرفة، والباب فيه فتحة صغيرة، وتوجد كاميرات مراقبة، وأجهزة تنصت بكل زنزانة، وهناك رأيت للمرة الأولى فى حياتى قيادات تنظيم القاعدة، منهم أحمد المقرن مسئول تنظيم القاعدة فى المنطقة الشرقية والمعروفة بالخبر، وهو المسئول عن تنفيذ عملية قتل الـ9 جنود الأمريكان، وشقيقاه عبدالعزيز المقرن «42 سنة»، وعبدالله المقرن «27 سنة» وهم سعوديون، ومحمد شريف صغير أحمد «58 سنة»، وشمس الرحمن «45 سنة» من الهند، وبعد فترة عرضوا علىّ الانضمام لتنظيم القاعدة، وقالوا لى: الولاء للدولة كفر، ولا بد أن يكون ولائى لله وحده، وأكدوا لى أننى سأجد الأمان معهم للانتقام من السعودية، ومن كل الحكومات، وعرضوا علىّ إغراءات كثيرة منها الزواج بسعودية، وإعطائى أموالاً كثيرة، لكننى رفضت وأغلقت هذا الباب نهائياً، وقلت لهم: إن حبى لمصر من حبى لله وطلبت بعدها نقلى من العنبر».[Quote_2]
وأضاف: «علمت منهم أنهم عند تنفيذ عملياتهم الإرهابية يلبسون أحزمة ناسفة وهى الطريقة التى حاولوا من خلالها اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودى للشئون الأمنية لكن وقتها حدث التفجير قبل أن يصل موكبه».
وقال: «عرفت بعد ذلك أن ما تعرضت له سببه أن الأمير محمد بن نايف اشتبه فى صورتى، وأخذوا بصماتى، وأرسلوا بها إلى أمريكا حتى يتأكدوا من صدق كلامى، وقاموا بتحليل DNA لى ولوالدى، وطلبوا من الإنتربول الدولى تقريراً عنى، وأكد التقرير أننى ليس لى علاقة بتنظيم القاعدة من قريب أو بعيد، وكنت أعمل قبل سفرى للمملكة كهربائياً فى مزرعة ببلقاس، ولم أسافر أى دولة غير السعودية، وعندما تأكدوا أننى لست الشخص المطلوب حاولوا أن يتعاملوا معى بطريقة مختلفة حتى أنسى فترة السجن، وبدأوا فى إعطائى عقاقير جعلتنى أفكر فى الانتحار، ولا أنام، وأعيش فى توهان وسرحان، إلى أن جاء ضابط، وقال لى: جهز ملابس تكفيك يومين، وبعدها أخبرونى بعودتى إلى مصر، حتى والدى لم يعرف بسفرى إلا بعدها عندما اتصلت به من مصر، ولم يتم ترحيلى من المملكة وإنما سافرت بصورة طبيعية، فقد وصلت إلى مطار القاهرة إلى بيتى مباشرة دون معرفة الأجهزة الأمنية المصرية، وبعد عدة شهور عاد والدى إلى مصر بنفس الطريقة أيضاً».[Quote_3]
وأنهى حديثه قائلاً: «كل ما أريده مساعدة السفارة المصرية فى الحصول على إثبات لفترة اعتقالى حتى أستطيع مقاضاة السلطات السعودية عن تلك الفترة التى مرت علىّ وكأنها قرن من الزمان».