مزارعو القطن بالغربية: تكلفة الفدان 15 ألف جنيه والعائد 14 ألف.. إحنا بنخسر
![زراعة القطن](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/2091413711574620054.jpg)
زراعة القطن
"لا سعر يعوض ولا محصول كويس السنة دى"، بهذه الكلمات بدأ السيد صابر، مزراع بمركز قطور، محافظة الغربية، حديثه مع "الوطن" واصفا ضعف إنتاج محصول فدان القطن هذا العام، والصدمة التى استقبلها المزارعون من تجاهل الحكومة ووزارة الزراعة محصول القطن أو تحديد سعره وفتح تجمعات مثل العام الماضي.
وأشار "صابر" إلى أن العام الماضي حددت الدولة سعر القنطار بـ 2700 جنيه، أقل 300 جنيه عن العام الذي قبله، وتخطت إنتاجية الفدان العام الماضي الـ 8 و9 قناطير، وهو عائد جيد مقارنة بالعام الحالى الذى لا يتخطى فيه محصول الفدان أكثر من 6 قناطير، ووقعنا فريسة للتجار وأصحاب مغازل القطن الخاصة والذين حددوا الأسعار وفقا لتقديراتهم بـ 2040 جنيها للقنطار الواحد.
وأضاف عبد الستار سليم، مهندس زراعي، أن الحكومة تركت الفلاح فريسة للتجار، ولم تفتح مجمعات استلام القطن هذا العام داخل الجمعيات، واستغل التجار تلك الفرصة ويقومون بشراء القنطار من المزارع بـ 2040 جنيها، والحكومة محلك سر، وكأنها لا تعرف أن فى شهرى سبتمبر وأكتوبر توريد محصول القطن للجمعيات.
مصادر: "الزراعة" لم تفتح مجمعات هذا العام.. والمزارعون: الخسارة دائمة والوزارة تركتنا فريسة للتجار
وقال إبراهمي عبد المولى، مزارع، إن محصول القطن منذ سنوات وهو يكبد المزراعين خسائر، لم يعد الذهب الأبيض كما كان يطلق عليه من قبل، وكان الفلاح يتباهى بزراعته ويرتب زواج أبنائه بعد حصاده، "كنا بنتباهى بزراعة محصول القطن قبل وقت زراعته بشهور لكن حاليا بنهرب منه خوفا من الخسارة"، لافتا إلى أن محافظة الغربية بها 8 مراكز لا يزرع محصول القطن سوى بعض المزارعين فى مركز قطور، والغالبية هربوا من زراعته بسبب الخسارة إلى جانب احتياجه أيدى عاملة كثيرة.
وأضاف إبراهيم عبد الفتاح، مزارع، زراعة القطن فى التربة تستغرق 8 أشهر، بداية من مارس ونهاية أكتوبر، "كل الناس بتكسب من عملها، إلا الفلاح دائما الخسارة ترافقه، بنشتغل 8 أشهر ومكافأتنا الخسارة"، مضيفا أن فدان القطن تكاليف زراعته من وقت وضع البذرة حتى حصاده تصل إلى 15 ألف جنيه، ما بين قيمة إيجار 7 آلاف جنيه، وتكاليف إنتاج تصل إلى 8 آلاف جنيه، بينما القيمة الإنتاجية للفدان هذا العام 5 و7 قناطير، وحسب السعر المعروف حاليا لا تتخطى إنتاجية الفدان 14 ألف جنيه، وهو ما يكبد المزارع للخسائر "لا يعقل نشتغل 8 أشهر والناتج صفر"، بحسب قوله.
ويلتقط طرف الحديث، صلاح رضوان، مزارع، قائلا "هناك أنواع معينة من المحاصيل لم تعد تزرع بأراضينا ومنها القطن بسبب الخسائرالتى تكدبها الفلاح بسببه"، مضيفا "أيام زمان كان أبويا وجدى ينتظرون محصول القطن للزواج وأداء فريضة الحج".
"الفلاحين": 236 ألف فدان مزروع بالقطن هذا العام.. وتجاهل الحكومة يؤكد أن العام المقبل خالٍ من المحصول
وقال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن الحكومة تركت الفلاح فريسة سهلة للتجار، ولم تفتح مجمعات لاستلام القطن من المزارعين أو حددت سعرا مثل العام الماضي، مشيرا إلى أن التجار وأصحاب الغزول يتحكمون في السوق وفي الفلاح الذي أصبح لا حول له ولا قوة، مشيرا إلى أن مساحة مصر 236 ألف فدان منزرعة بالقطن هذا العام، والدولة تركت المزارع فريسة للتاجر، ويوجد أزمة في المحصول هذا العام في توريد القطن، والدولة قامت بشراء القطن من محافظتي الفيوم وبنى سويف وكان عن طريق المزايدة فقط وهذا كان نوع من التجربة ولم تنفذ في باقي المحافظات، ما يشير إلى أن العام المقبل سيكون عاما خاليا من زراعة القطن، والسبب الحكومة وتجالها المحصول هذا العام مطالبا بتفعيل المادة 29 من الدستور في تسلم المحاصيل الاستراتيجية من الفلاحين.
وقال مسؤول بمديرية وزارة الزراعة بالغربية، إن إجمالي المساحة المنزرعة بمحصول القطن داخل المحافظة لم تتخطَ العام الحالي 20 ألف فدان، والمديرية أوقفت عملية التسويق هذا العام بشكل نهائي، ولم تفتح مجمعات هذا العام بسبب العام الماضي، حيث تم فتح نحو 16 مجمعا ولم تورد إليه أي قنطار على مدار موسم الحصاد، وهو ما كبد الوزارة خسائر، وبالتالي قررت عدم فتح هذا العام، موضحا أن عملية التسويق حاليا تعتمد على التجار والشركات الخاصة وأصحاب الغزول الذين يقومون بغزل القطن والاستفادة من بذوره.