تعديل الدستور وبناء دولة مؤسسات.. وعود مرشحي الرئاسة الجزائرية
المرشحون الخمسة لانتخابات الجزائر
بدأ المرشحون للانتخابات الرئاسية في الجزائر حملتهم الانتخابية 17 نوفمبر الجاري والتي تستمر لمدة 25 يوما وسط احتجاجات أسبوعية حاشدة ترفض الانتخابات المقررة في 12 ديسمبر المقبل.
ويخوض الانتخابات 5 مرشحون هم رئيسا الوزراء السابقان عبد المجيد تبون وعلي بن فليس، ووزير الثقافة السابق عز الدين ميهوبي، ووزير السياحة السابق عبد القادر بن قرينة، وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل.
واتفقت تصريحات المرشحين بعد مرور أسبوع على انطلاق الحملة الانتخابية على مراجعة أو تعديل الدستور فيما أكدوا جميعا أن الانتخابات هي الحل الوحيد للأوضاع التي تمر بها البلاد.
عبد المجيد تبون: مراجعة الدستور وقانون الانتخابات وتسليم الراية للشباب
وقال عبد المجيد تبون إنه سيعمل على القضاء نهائيا على أزمتي السكن والبطالة وتسليم الراية للشباب ومراجعة الدستور وقانون الانتخابات حال فوزه.
وجدد تبون في تجمع انتخابي له بولاية باتنة شمال شرق، التزامه بمراجعة الدستور وقانون الانتخابات خلال الأربعة أشهر الأولى من فترته الرئاسية في حال ما إذا انتخبه الشعب بهدف تحقيق التغيير وتسليم الراية للشباب، متعهدا بوقف توغل المال في الانتخابات والحياة السياسية لافتا إلى أن استعمال المال في الانتخابات أسهم في تهميش فئة الشباب والكفاءات الوطنية في الساحة السياسية.
ونوه إلى أن برنامجه الانتخابي الذي يتضمن 54 بندا يهدف إلى تقوية الوحدة الوطنية ومحاربة التزوير بالإضافة إلى تغيير السلوكيات وفتح مشاكل كافة القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشددا على ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة في موعدها ومؤكدا على مواصلة محاسبة سارقي المال العام.
واعتبر أن الانتخابات كفيلة بتحقيق التغيير وهي وسيلة يمارس بها الشعب سيادته كما تنص عليه المادتان 7 و8 من الدستور التي طالب بها الحراك الشعبي، داعيا إلى ضرورة احترام آراء الأطراف غير المقتنعة بإجراء الانتخابات، وأن الصندوق هو الفاصل بطريقة ديمقراطية، محذرا من خطورة المراحل الانتقالية على مستقبل البلاد
على بن فليس: فترتي الرئاسية حال فوزي ستكون انتقالية
وتعهد المرشح الرئاسي علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات أنه حال فوزه فإن فترته الرئاسية ستكون انتقالية، كما سيعمل على جمع الجزائريين الذين شاركوا في الانتخابات والذين قاطعوها من خلال حوار وطني شامل.
وقال بن فليس في تصريحات له خلال تجمع انتخابي في ولاية المدية شمال "إن الحوار سيشمل القوانين الأساسية للجمهورية بدءً بدستور جديد"، موضحا أنه سيقود هذا الحوار الوطني بنفسه.
وأضاف أنه سيشكل حكومة توافق وطني مهمتها إعداد القوانين للذهاب لانتخابات تشريعية وبلدية وتعد الدستور الجديد على أساس نظام شبه رئاسي برئيس حكومة ينبثق من الأغلبية البرلمانية.
وأكد أن برنامجه الانتخابي يملك الحل للأزمة متعددة الجوانب التي تعيشها الجزائر وذلك بفضل مشروع وطني جامع قائلا: "أنا لا أملك خاتم سليمان غير أني لدي صدق اللسان".
وأوضح أن برنامجه الانتخابي يقوم على أساس التوزيع العادل للثروة الوطنية من خلال تأسيس الدولة الديمقراطية ذات الصبغة الاجتماعية التي تكرس الوحدة الوطنية وتضمن العيش الكريم للمواطنين عن طريق توفير التعليم والصحة والحريات والعدل والمواطنة.
عبد العزيز بلعيد: الانتخابات الرئاسية هي الحل الوحيد للوضع الحالي
وأكد عبدالعزيز بلعيد أن الانتخابات الرئاسية هي الحل الوحيد لإنهاء الوضع الحالي.
وقال بلعيد في تصريحات له خلال تجمع انتخابي "إنه بعدم الذهاب للانتخابات نكون قد ظلمنا شباب الحراك الذي خرج في 22 فبراير الماضي منتفضا لكرامته ونكون قد ابتعدنا عن مطلب الشعب الجزائري".
وأضاف أن المعارضين لتنظيم الانتخابات أو دعاة الفترة الانتقالية ليسوا أقل وطنية وإنما هم يرون الحل للأزمة من زاوية أخرى، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستفرز ميلاد الجمهورية الجديدة التي يحلم بها كل جزائري.
وجدد بلعيد التزامه بفتح حوار مع كل الفاعلين في المجتمع الجزائري تمهيدا لإرساء جمهورية جديدة يكون فيها الشعب مصدرا للسلطة وشريكا في الحكم قائلا: "إن الجزائر ملك لكل الجزائريين وليس لنخبة معينة".
وتعهد بإرساء قاعدة اقتصادية قوية عبر تشجيع المبادرات وخلق مؤسسات اقتصادية حقيقية، "سأعمل على توفير كل الظروف للتشجيع على الاستثمار وخلق مؤسسات حقيقية وليست وهمية".
عبد القادر بن قرينة يحذر من التدخل الأجنبي في شئون البلاد
فيما حذر عبد القادر بن قرينة، من أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للجزائر لعرقلة تنظيم الاستحقاق الرئاسي.
وقال بن قرينة خلال تجمع شعبي إن الاتحاد الأوروبي يعتزم مناقشة الوضع السياسي في الجزائر تحت عنوان "الجزائريون يرفضون الانتخابات".
وطالب بن قرينة، كافة الجزائريين الأحرار بمن فيهم الحكومة والشباب والمعارضة، وحتى باقي المرشحين "إصدار بيانات تعبر عن رفضهم لأي تدخل أجنبي في شؤون بلادنا".
وأكد بن قرينة، أن الجزائريين يرفضون تكرار سيناريو ليبيا وسوريا واليمن في الجزائر.
عزالدين ميهوبي: سأبني جمهورية مؤسسات
وأكد عزالدين ميهوبي رفضه القاطع التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بعد أن أعلن نواب من البرلمان الأوروبي عقد جلسة لدراسة الأوضاع في البلاد.
وقال ميهوبي، خلال تجمع انتخابي، "إن هذا التدخل من البرلمان الأوروبي سافر ومحاولة يائسة، وبعض النواب الأوروبيين لم يستوعبوا أن زمن الوصاية انتهى وأن الجزائر بلد مستقل".
واعتبر أن هذه التدخلات التي تصطدم بصخرة الشعب تدل على ضعف وخوف أمام الإرادة الشعبية للجزائريين، مؤكداً أن الجزائر التي بنت عقيدتها الدبلوماسية على مبدأ احترام الشأن الداخلي للدول، ترفض التدخل في شؤونها وتسعى لحل مشاكل البيت الداخلي بين أبنائها فقط.
وأكد ميهوبي أن الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر المقبل، هي المخرج الوحيد بالنسبة للجزائر التي باتت في أشد الحاجة إلى حلول دستورية.
وتعهد ميهوبي ببناء جمهورية مؤسسات، تقوم على مؤسسات ثابتة ومتماسكة مهما كانت التحديات، وقال "نريد أن نبني جمهورية على أساس الثقة والتميز العملي والكفاءة والنجاح".
وتكررالسلطات الجزائرية إن الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر هي الوسيلة الوحيدة للخروج من أزمة تشهدها البلاد منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في أبريل تحت ضغط المحتجين والجيش.