"صوت إسرائيل": هل كانت زيارة مرسي لطهران نقلة نحو التقارب بين البلدين أم أنها استقلال الدور المصري؟
لا تزال أصداء زيارة الرئيس المصري محمد مرسي لإيران وحضوره قمة دول عدم الانحياز قبل عدة أيام، تشغل حيزا من وسائل الإعلام العالمية، ففي تل أبيب، تساءل راديو "صوت إسرائيل" في سياق تقرير له عما إذا كانت "هذه الزيارة تمثل نقلة نوعية في العلاقات بين القاهرة وطهران نحو التقارب الاستراتيجي بعد ثلاثة عقود من القطيعة، أم أن الزيارة تحمل رسائل متعددة أبرزها استقلالية السياسة الخارجية المصرية في مرحلة ما بعد مبارك."
وتابع راديو صوت اسرائيل، أن هناك أربع جهات رئيسية تابعت بقلق زيارة الرئيس المصري لطهران، كان أولها التيار السلفي المصري الذي حمل الرئيس حول عملية التقارب المفترضة مع طهران في الوقت الذي تدعم فيه القيادة الإيرانية بشار الأسد في قمعه وقتله لسوريين السنة، وثانيها دول الخليج التي تتسم علاقاتها مع طهران بالتوتر الشديد، وأعربت عن قلقها من احتمال أن تأتي زيارة مرسي لإيران بداية لتفضيل الرئيس المصري لمحور طهران - أنقرة، على حساب محور القاهرة - الخليج.
هذا بالإضافة إلى كلا من واشنطن وإسرائيل الذين اهتما بالزيارة من ناحيتين، الأولى "هل معنى الزيارة التقارب مع طهران على حساب العلاقة مع واشنطن ومعاهدة السلام مع إسرائيل، وبالتالي الإخلال في موازين القوى التقليدية في المنطقة؟"، والثانية "مساهمة الزيارة في كسر العزلة الدولية التي تحاول واشنطن وإسرائيل فرضها على طهران."
وأوردت الإذاعة الإسرائيلية حديث الباحث في مركز دارسات الأهرام بالقاهرة بشير عبد الفتاح للتليفزيون المصري قائلا "إن زيارة مرسي لطهران جاءت لنقل رسالة استقلالية القرار المصري والسياسة الخارجية المصرية في مرحلة ما بعد مبارك أكثر ما هي رسالة تقارب مع الجمهورية الإسلامية."
وأضاف عبد الفتاح أن رسالة استقلالية القرار المصري هذه نجح مرسي في توجيهها، إلا كلا من الداخل المصري، وواشنطن، وكذلك طهران وذلك عن طريق مهاجمة الرئيس نظام بشار الأسد من العاصمة الإيرانية أثناء المؤتمر، ما يعني انتقاد ضمني لساسة طهران حول الملف السوري.