أبو المطامير تتحول لسرادق عزاء انتظارا لجثامين ضحايا حادث وادي النطرون
تحولت قرى أبو غرارة والسناوي وأبو حسن، التابعين لمركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، إلى سرادق عزاء كبير، بعد أن فقدت تلك القرى 17 شابًا وفتاة من أبنائها، في حادث مأساوي بالقرب من مدينة وادي النطرون، أثناء عودتهم من العمل بإحدى الأراضي الزراعية، ليلقوا مصرعهم على رمال الطريق الصحراوي متأثرين بجراحهم.
وظل أهالي الضحايا والقرية، يفترشون الشوارع لتلقي العزاء في أبنائهم، بعد أن تأخرت التصاريح اللازمة للدفن، بسبب إعلان الجهات النيابية عدم استكمال إجراءات التحقيق في الحادث، مشيرة إلى أن استلام جثامين الضحايا سيكون غدًا.
ومن جانبه، أوصى اللواء مصطفى هدهود محافظ البحيرة، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لتسليم جثث الضحايا لذويهم، فيما انتقل مدير فرع البحث الجنائي، ومأمور مركز أبو المطامير، لمتابعة التحقيقات في الحادث.
وأقام أقارب الضحايا سرادق عزاء بالقرى التابعين لها، مانعين أصحاب الأراضي التي كان يعمل بها أبناؤهم من دخول العزاء، مؤكدين أنهم لن يقبلوا عزاءً ممن تلوثت أيديهم بدماء أبنائهم، الذين كانوا يوفرون ثمن نقل العمالة الزراعية، لزيادة أرباحهم، بحسب الأهالي.
يقول سليمان أحمد، عم أحد المتوفين، "لن نتقبل عزاء أصحاب الأراضي الزراعية، ممن كان يعمل أبناؤنا لديهم، فهم من ضمن الأسباب التي أودت بحياتهم، بعد أن تهاونوا في أرواح الشباب والفتيات، ولم يوفروا لهم وسيلة نقل آمنة لتقلهم إلى عملهم، الذي يدر لأصحاب الأراضي دخلًا كبيرًا، ولن نفرط في حقهم، ونطالب المسؤولين باتخاذ جميع الإجراءات ضد المقصرين".
وأوضحت فاطمة جمال، والدة هاني جمال، المتوفي في الحادث، "اعتاد أبناؤنا العمل بالأراضي الصحراوية التي تمتلكها الشركات الاستثمارية الكبرى، لتوفير احتياجاتهم المدرسية، ومساعدتنا في مصروفات المنزل، وعلى الرغم من صغر سنهم إلا أن تحمل المسؤولية لازمهم من الطفولة، فنحن أسرة محدودة الدخل يسعى كل أفرادها لتوفير لقمة العيش، ولم نعبأ أبدًا بطبيعة العمل الذي نعمله، فالسعي وراء الرزق هو أهم شئ، وفي اليوم المشؤوم خرج أبو الحمد من المنزل قاصدًا عمله، وكانت آخر كلماته لنا ربنا يقدرني وأطلعكم عمرة رمضان اللي جاي، ولكن الموت كان أسرع من آماله التي حلم بها".
كانت محافظة البحيرة، شهدت، ظهر اليوم، حادثًا مأساويًا راح ضحيته 17 من أبناء المحافظة، والذين كانوا يعملون بالأراضي الصحراوية التي تمتلكها إحدى شركات الاستثمار وإستصلاح الأراضي الصحراوية، والتي تطلب عمالة زراعية بنظام اليومية، بعد أن توفر لهم وسيلة مواصلات عبارة عن سيارة نقل كبيرة، يتم وضع جميع العمال بصندوقها الخلفي، وذلك توفيرًا في مصروفات النقل لتلك الشركات، وأثناء سيرهم بالطريق الصحراوي أمام الكيلو 97، اختلت عجلة القيادة بيد السائق، ليصطدم بسيارة نقل أخرى، ويلقى 17 شابًا وفتاة مصرعهم، ويصاب ستة آخرون.