نظرات الشفقة والنقص التى تلاحق ذوى القدرات طوال الوقت، أحياناً تكون نقطة لانطلاقهم، وحافزاً لإثبات النفس، فتتفجّر بداخلهم طاقات إبداعية، وتخرج من تحت أيديهم منتجات وأعمال فنية، لا تقل روعة عن أخرى صنعها أسوياء، لكن ينقصها تسليط الضوء والتسويق، المشكلة التى حاول مجموعة من الشباب مؤخراً حلها، بإطلاق موقع متخصص لتسويق منتجات ذوى القدرات.
الفكرة ولدت وفقاً ليوسف شعبان، مسئول الموقع، على يد مجموعة من الشباب، لديهم خبرة فى العمل التطوعى مع ذوى القدرات، قرّروا إطلاق الموقع، وتقاسموا المهام بينهم حسب الخبرة، فهناك من متخصص فى تصميم الجرافيك، وآخر فى «السوشيال ميديا»، وثالث للتواصل مع جمعيات ذوى القدرات.
مدة أقل من شهر مضت على إطلاق الموقع، حسب «يوسف»، سبقها ما يقارب الـ6 أشهر فى التجهيز، لتفادى مشكلات يعانى منها ذوو القدرات: «الدولة توفر لهم الرعاية والتدريب والمواد الخام، وتسوق منتجاتهم من خلال المعارض، لكن تظهر مشكلات كثيرة، فعدد الزوار يكون محدوداً، وكذلك عرض المنتجات يكون فى مساحة محدّدة، فضلاً عن تكبّد ذوى القدرات مشقة بدنية ومادية للانتقال بالمنتجات إلى مقر المعرض، لذا كان الموقع الإلكترونى الأنسب لظروفهم».
246 شخصاً من ذوى القدرات انضموا للموقع حتى الآن، من مختلف المحافظات، وعلى رأسها القليوبية، القاهرة والإسكندرية، لكن ظهرت عقبات فى البداية، وفقاً لـ«يوسف»: «بعض المعاقين لديهم أمية تكنولوجية، لذا خصصنا مسئولاً للدعم الفنى، وهناك آخرون لا يجيدون تصوير منتجاتهم بالشكل الأمثل، فطرحنا فيديوهات تعليمية عن تلك الجزئية». أصحاب الإعاقات الحركية هم الأكثر تفاعلاً وإنتاجاً، وهناك مشكلة فى الإعاقة الذهنية، فلا بد من موافقة ولى أمره، وتمّت إلى الآن 17 عملية بيع، وهو ما يراه «يوسف» نجاحاً.
تعليقات الفيسبوك