بورفايل| «تميم» الأمير يراوغ
«من شابه أباه فما ظلم».. المقولة الأكثر تمثيلاً للوضع الحالى لأمير قطر تميم بن حمد، فالأمير الشاب سار على خطى والده الأمير السابق حمد بن خليفة بالحرف الواحد. دخل أولاً فى كلمته أمام القمة العربية المنعقدة فى الكويت يصف مصر بـ«الشقيقة الكبرى»، مؤكداً قوة علاقة الأُخوة بين البلدين، ثم يتغاضى عمداً عن تهنئة مصر بإقرار الدستور الجديد فى الوقت الذى وجه فيه التهنئة للجمهورية التونسية لإقرارها الدستور الجديد من خلال ما سماه «الحوار الوطنى»، إضافة إلى تحيته لليمن لبدء الحوار الوطنى فى البلاد.
الأمير تميم بن حمد الذى قارب على إتمام عامه الأول فى السلطة، جاء خلفاً لأبيه تماماً لاستكمال مسيرة «السيطرة والنفوذ». يأخذ المسار نفسه ويصر على «مواقفه المراوغة» تجاه مصر، رغم ما قاله عنها فى كلمته الافتتاحية للقمة العربية أمس. تارة يتحدث عن مصر «الشقيقة» وأخرى يتدخل فى شئونها ويدعو لحوار وطنى، ويؤكد أن اعتبار «الإخوان» جماعة إرهابية جاء لمعارضتها سياسات الحكومة. لم يكتفِ الأمير الشاب بهذا فقط، فبعدها تمنى لمصر أن تحقق هدفها، لكنه لا يتوقف عند هذا الحد، بل يضيف: «لا يليق ببعض الدول التى تفشل فى تحقيق الوحدة الوطنية باتهام الطرف الآخر ودول أخرى بدعم الإرهاب فى بلادها».
قبل أن يتولى «تميم» العرش تمتع بحضور دبلوماسى واسع، جعل البعض يظن أنه مختلف عن والده، وأنه حين يصبح أميراً للبلاد باعتباره ولى العهد، سيكون له منهج مختلف عن منهج أبيه التابع لقرارات أجنبية تحركه فى المنطقة فى سبيل السيطرة والنفوذ، وبعد 9 أشهر من الحكم سار «تميم» على نهج «حمد»، الأمر الذى دفع كثيرين إلى التأكيد أن الأمير الوالد ما زال هو الحاكم الفعلى من وراء الستار. ومع استمراره على نهج سياسة أبيه ومع التغيرات التى لحقت بالمنطقة بعد أحداث «30 يونيو» فى مصر، تطورت الأمور، وسرعان ما تحولت الأزمة من مجرد أزمة بين مصر وقطر، إلى أزمة أكبر بين «السعودية والإمارات والبحرين» من جانب، و«قطر» من جانب آخر، وأصبح الأمير الشاب فى ورطة لم يشهدها تاريخ قطر القصير.
كانت الفرصة أمامه لفتح صفحة جديدة تبدأ بوعود ثم قرارات يسعى من خلالها لفك الحصار الخليجى، المهدد بالتوسع إذا استمرت السياسة القطرية على نهجها الحالى، لكنه لم يفعل. وبين ادعاءات قطرية بأن لـ«الدوحة» موقفها المستقل، وبين تزايد أعداد الوافدين «الإخوان» للأراضى القطرية تزداد العلاقات «القطرية - العربية» توتراً، ويبقى الأمير الشاب فى «ورطة» لا يُحسد عليها.