كلاسيكو الاضطرابات.. تأجيل وتهديد بالنقل ومظاهرات حول ملعب "كامب نو"
كلاسيكو الأرض
صبغة سياسية اكتسى بها الكلاسيكو، الذي تتعلق به أعين الملايين حول العالم بين فريقي برشلونة وريال مدريد، في المباراة المؤجلة بينهما من الأسبوع العاشر للدوري الإسباني "الليجا"، حيث يستضيفها ملعب "الكامب نو" في إقليم كتالونيا الذي يشهد مجموعة من الاحتجاجات والاضطرابات منذ منتصف أكتوبر الماضي، وتسببت في تأجيل اللقاء من 26 أكتوبر غلى اليوم، وكادت أن تتسبب في نقله لملعب خارج المدينة.
ويشهد إقليم كتاليونيا احتجاجات منذ سنوات عديدة، بسبب مطالب الانفصال المتعددة عن إسبانيا، وبدأت الاحتجاجات الحالية بعدما أصدرت المحكمة العليا الإسبانية حكما بالسجن لفترات تتراوح بين تسعة و13 عاما على تسعة من القادة المطالبين باستقلال الإقليم في 13 أكتوبر الماضي.
وأدانت المحكمة القادة الانفصاليين التسعة بالتحريض على الفتنة بسبب دورهم في استفتاء الاستقلال عام 2017، الذي رفضته إسبانيا واعتبرته أنه غير قانوني، كما أدانت ثلاثة آخرين بالعصيان وعاقبتهم المحكمة بالغرامة.
كتالونيا تشتعل بالاضطرابات.. وبرشلونة وريال مدريد يرفضان نقل الكلاسيكو
الأحكام القضائية لم تمر مرور الكرام، حيث دعا خوان تاردا، النائب السابق لزعيم أحد الأحزاب لاستقلال كاتالونيا، إلى تنظيم احتجاجات سلمية، ليبدأ آلاف المتظاهرين منذ يوم الحكم سد الطرق المؤدية إلى مطار إل برات في برشلونة، والذي يمثل مركز النقل الرئيسي، وتم إلغاء أكثر من 100 رحلة بينما خاض المتظاهرون مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب في مباني الركاب.
مظاهرات واضطرابات أكتوبر كانت امتدادا لمظاهرة أخرى في شهر سبتمبر في برشلونة لدعم استقلال كاتالونيا عن إسبانيا، والتي ضمت حشودا بلغت نحو 600 ألف شخص، وهي الأقل في نسبة المشاركة من بين كل المسيرات السنوية التي بدأت منذ ثماني سنوات، حسب بي بي سي.
وبينما يشتعل الوضع في مدينة كتالونيا، كانت رابطة الليجا الإسبانية تراقب عن كثب، وتدرس موقف الكلاسيكو الذي كان مقررًا له 26 أكتوبر، أي بعد 10 أيام فقط من اندلاع الاحتجاجات التي لم تتوقف، لتقترح الرابطة على الناديين نقل المباراة لملعب ريال مدريد، سانتياجو برنابيو، في العاصمة مدريد، وهو الاقتراح الذي قوبل بالرفض من الطرفين.
رابطة الليجا تؤجل الكلاسيكو بسبب المظاهرات واحتجاجات حول الملعب تزامنا مع الموقع الجديد
لم تجد رابطة الدوري الإسباني مفرًا من اتخاذ قرار في 18 أكتوبر الماضي، بتأجيل الكلاسيكو إلى موعد يتفق عليه الطرفان في موعد أقصاه 22 أكتوبر، وبالفعل اتفق الطرفان على إقامة اللقاء يوم 18 ديسمبر الجاري، وهو ما أعلنه الموقع الرسمي لرابطة الليجا يوم 23 أكتوبر الماضي، وتم إقراره رسميًا في 13 نوفمبر الماضي.
الموعد الجديد للكلاسيكو ثارت حوله الشكوك كثيرًا، حيث شككت صحيفة "ماركا" الإسبانية في إقامة اللقاء يوم 18 ديسمبر، بسبب تضاربه مع مباريات كأس ملك إسبانيا وكأس العالم للأندية، وهو ما يؤثر على البث التلفزيوني، كما أن حركة "تسونامي" الديمقراطية التي تقود التظاهرات والاحتجاجات أعلنت عن تنظيم مظاهرات حول ملعب "الكامب نو" قبل 4 ساعات فقط من المباراة، لترد السلطات بتخصيص نحو ثلاثة آلاف من رجال الشرطة والأمن الخاص من أجل المباراة، كما أن الفريقين تلقيا التعليمات بالتوجه الى الملعب من الفندق ذاته.
"لن يتم تأجيل الكلاسيكو مرة أخرى" كلماتٌ حسم بها جوسيب بارتوميو رئيس نادي برشلونة الأمر منذ عدة أيام، مؤكدًا على إقامة اللقاء في الموعد المحدد، في تصريحات أبرزتها "ماركا"، كما خرج الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد في المؤتمر الصحفي الذي عقد قبل 24 ساعة من المباراة مؤكدًا على أنه غير قلق من الدعوات للتظاهر خارج ملعب "كامب نو" في برشلونة، التي تتزامن مع مواجهة كلاسيكو الأرض.