تجدد المواجهات العنيفة خلال مظاهرات وسط العاصمة التشيلية "سنتياجو"
تجدد المواجهات العنيفة خلال مظاهرات وسط العاصمة التشيلية "سنتياجو"
اشتبك آلاف المحتجين، أمس الجمعة، مع قوات الأمن خلال مظاهرة في وسط عاصمة تشيلي "سنتياجو"، فيما تعصف بالبلاد أزمة اجتماعية خانقة متواصلة منذ شهرين.
وتجمّع المحتجون، بعد التنسيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كعادتهم في ساحة وسط العاصمة، مركز الاحتجاجات منذ اندلاع المظاهرات الضخمة ضد الحكومة اليمينية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
بدأت المظاهرات في تشيلي، 18 أكتوبر الماضي، احتجاجا على زيادة أسعار بعض السلع، لكنها توسعت لتشمل مطالب أوسع وأصبحت أخطر أزمة اجتماعية عرفتها تشيلي منذ ثلاثة عقود.
اندلاع حريق في مركز ثقافي بجوار ساحة وسط العاصمة التشيلية
وعلى غرار ما حدث قبل أسبوع عند اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين، سيطرت قوات مكافحة الشغب المعززة بعدد كبير من العناصر لمنع أي تجمع في الساحة بعد الظهر، وفرّقت الحشد باستخدام خراطيم المياه وإلقاء الغاز المسيل للدموع.
ونجح آلاف المتظاهرين بعد نحو ساعتين من المواجهات أخيرًا من الوصول إلى وسط الساحة، فيما اندلع حريق في مركز ثقافي مجاور.
وتعد حركة الاحتجاجات الاجتماعية التي تهز البلاد منذ 18 أكتوبر الماضي الأخطر منذ عودة الديمقراطية عام 1990، ومنذ بدء هذه الأزمة الاجتماعية في تشيلي، قُتل 26 شخصاً وتكبّد الاقتصاد خسائر كبيرة، وفي محاولة وضع حدّ لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة في تاريخ تشيلي الحديث، خصصت الحكومة 5,5 مليار دولار لإنعاش الاقتصاد، وأعلنت أيضاً زيادة الرواتب التقاعدية بنسبة 50% لبعض الفئات وتقديم إعانة استثنائية لمليون عائلة.
ويتظاهر التشيليون ضد انعدام المساواة الذي يهيمن على البلاد الذي ينعم باقتصاد مزدهر ويعتبرون أن الدولة مقصّرة في مجالات التعليم والصحة والتقاعد.
كان وزير الاقتصاد في تشيلي "لوكاس بالاسيوس" قد أعلن في وقت سابق، أن الاحتجاجات التي تغزو البلاد منذ شهرين تسببت في انهيار قطاع السياحة والنقل في البلاد، في حين كشفت منظمة الدول الأمريكية أن هذه الأزمة التي تشهدها تشيلي أسفرت عن مقتل 26 شخصا وإصابة أكثر من 12 ألفا آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 20 ألفا و600 شخص، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".