2019 عام التطهير داخل "الأوقاف".. إقصاء المتطرفين ولا مكان لشواذ الفكر
وزارة الأوقاف - صورة أرشيفية
شهدت وزارة الأوقاف في عام 2019، حركة تطهير كبري بداخلها، حيث أقصت الوزارة المتطرفين على المنابر بأحكام قضائية وتحويل شواذ الفكر لأعمال إدارية.
ويقدر عدد أئمة الوزارة المعينين بما يقرب من 60 ألف إمام وهناك أكثر من 35 ألف خطيب مكافأة.
وأكدت الوزارة أنها لن تتهاون في إنهاء خدمة أي شخص يثبت انتماؤه لأي جماعة إرهابية أو يرتكب جريمة في حق الوطن، وأنها تسلك في ذلك صحيح القانون وتعتمد على الأحكام القضائية في ذلك.
وشهد العام الجاري إيقاف أكثر من 100 إمام وخطيب وعامل بناء على أحكام قضائية وطبقًا لقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016م ولائحته التنفيذية.
ففي ديسمبر أنهت الوزارة خدمة سبعة من الخطباء والأئمة والعاملين بمحافظة الإسماعلية، كما تم إنهاء خدمة إمامين ومؤذن بأوقاف الشرقية وعامل بأوقاف سوهاج.
وفي نوفمبر أنهت الوزارة خدمة إمامين بمديرية أوقاف القليوبية، ومؤذنين بأوقاف الفيوم، و9 أئمة من أوقاف سوهاج، وكاتب بأوقاف الدقهلية.
وفي أكتوبر تم إنهاء خدمة 7 أئمة من كفر الشيخ وعاملين أحدهما بديوان عام الوزارة، وفي سبتمبر تم إنهاء خدمة 5 من الأئمة بالدقهلية.
وكشرت "الأوقاف" عن أنيابها ضد الأئمة المخالفين للتعليمات الدعوية خلال الأشهر الماضية، حيث قامت بتحويل عدد كبير من خطباء المكافأة وبعض الأئمة للتحقيق للتقصير في أعمالهم الدعوية، وانتهاء التحقيق لتحويلهم للعمل الدعوي.
فتم إيقاف مدير إدارة القاهرة الجديدة عن العمل لمدة 3 أشهر وإلغاء تكليفه بعمل مدير إدارة، وتحويل إمام مسجد تقوى القلوب بالتجمع الخامس، وآخر بأوقاف الجيزة، إلى وظيفة باحث دعوة لصالح العمل، مع التأكيد على عدم تمكين أي منهما من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها تحت أي مسمى لا تطوعا ولا غيره وإحالة من يخالف ذلك للمساءلة.
وفي أكتوبر الماضي، ألغت وزارة الأوقاف تصريح الخطبة الصادر لعميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنوفية، بعد ما بدر منه من "حديث لا يليق على المنبر" في أثناء إجابته على سؤال عن حكم تقبيل المتزوج لزوجته بعد كتب الكتاب داخل المسجد.
كما ألغت الوزارة تصريحا آخر لإمام في الإسكندرية امتدح أردوغان على المنبر وما فعله في سوريا، وخالف موضوع الخطبة الموحدة الذي أعلنته وزارة الأوقاف، كما حولت الوزارة إماما بالبحر الأحمر للتحقيق.
وفي أغسطس، أوقفت الوزارة المدير الإداري لمسجد السيدة زينب عن العمل، وفي يوليو أوقفت إمام مسجد الفتح، وفي يونيو تم إيقاف إمام مسجد الرحمن بالأقصر وتحويل آخرين بأوقاف القاهرة والدقهلية إلى باحث دعوة، كما تم إلغاء تصريح الخطابة الخاص بخطيب مكافأة بمديرية أوقاف الجيزة، ومعلم أول بمعهد الهدى الديني الأزهري بحلوان.
"طايع": نسابق الزمن في ضبط المساجد والحفاظ على الدعوة والمنابر
بدوره، قال الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف، لـ"الوطن"، إن الوزارة تسابق الزمن في ضبط المساجد والحفاظ على الدعوة والمنابر، وتقييد حركة التطرف ومنع استغلال المساجد في السياسة، فانتهى عصر التوظيف السياسي للمنابر وانتهى عصر غير المتخصصين والدخلاء الذين اقتحموا الدعوة بجهل، ورسالة "الأوقاف" أن المساجد للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، ويجب النأي بها عن أي خلافات شخصية أو حزبية أو مجتمعية أو التعرض من خلالها بسوء لأي أحد على الإطلاق، ومن يحاول استغلال المنابر للإضرار بالمصلحة الوطنية، ستتخذ إجراءات حاسمة تجاه تلك المخالفات، فهي خروج على مقتضيات طبيعة عمل المنتسبين للأوقاف بما يستوجب المساءلة القانونية
"البسطويسي": لا تهاون في إنهاء خدمة أي شخص يثبت انتماؤه لأي جماعة إرهابية
فيما أكد الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الأئمة، ومدير المساجد الأثرية لـ"الوطن"، أن من صدر حكم قضائي لا علاقة لهم بالوزارة، وتم التنبيه على جميع مساجد الجمهورية بعدم تمكين أي من الأئمة المذكورين أعلاه من صعود المنبر أو إلقاء الدروس أو إمامة الناس بالمساجد، وتم تعميم منشور بمعرفة كل المديريات وجميع الإدارات والمفتشين والعاملين تأكيدًا على ذلك.
وشدد النقيب على توجيهات وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بأنه لا تهاون في إنهاء خدمة أي شخص يثبت انتماؤه لأي جماعة إرهابية أو يرتكب جريمة في حق الوطن وفقا للقانون والقضاء.
"هندي": نقف بحسم ضد تجاوزات العمل الدعوي
بدوره، قال عبدالغني هندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لـ"الوطن"، إنه تواجه بكل حسم أي خروج على مقتضيات الوظيفة الدعوية، وتم التصدي للتطرف وفق القانون، فتم مواجه أي خطيب يعتلي منبر بالمخالفة أو يستغله في غرض غير الدعوة، من خلال الضبطية القضائية ومن خلال حماسة العاملين بالأوقاف ورغبتهم في طرد شواذ الفكر من داخل الوزارة والوقوف ضد تجاوزات العمل الدعوي والاعتداءات على المساجد، كذلك قامت الوزارة بضبط عمل أئمتها الوافدين بالخارج وضبط عمل صناديق النذور ومواجهة أي فساد إداري.
وأوضح هندي أن الوزارة سعت لضبط العمل الدعوي ككل فتم افتتاح 1130 مدرسة قرآنية بالمساجد الكبرى، منها 18 مدرسة قرآنية تُدرِّس بها الواعظات المتميزات، كذلك افتتاح 2480 مكتب تحفيظ القرآن الكريم، و286 مدرسة علمية جديدة تهدف إلى نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ القيم الأخلاقية والتعايش السلمي، و69 مركزًا جديدًا لإعداد محفظي القرآن الكريم.