"تحدي السكر" حياة.. فلسطينيون حاربوا "السم الأبيض" في 2019
مدشن المباردة: "قطار الصحة" حلمنا الأكبر لمحاربة عادات الغذاء الخاطئة
عصام حماد مؤسس "تحدي السكر" قبل وبعد خوض التحدي بفترة
"تحدي السكر".. مبادرة مجتمعية انطلقت قبل 3 أشهر في قطاع غزة بفلسطين، وقبل نهاية العام 2019 ظهرت نتائجها على المئات من المشتركين في مكافحة "السم الأبيض"؛ ليعتبروه الإنجاز الأكبر لهم قبل ختام العام والاستعداد لآخر باستكمال ما بدأوه.
أول سبتمبر 2019 بدأت الحملة بتدشسن عصام حماد منسق الحملة الأهلية لإنقاذ مرضى السرطان في قطاع غزة صفحة على "فيس بوك"، دعا فيها للاستغناء عن السكر في الأطعمة والمشروبات التي تعوّد الإنسان على تناولها، إذ كانت قراءة متعمقة وراء ما اهتدى إليه من خلال بحثه في قضية السرطان نظرًا لمنصبه، ليجد ارتباطا وثيقا بين الإصابة بمرض السرطان واستهلاك السكر، وبدأ الأمر بتحدي شخص والحديث عبر صفحته الشخصية حتى تدشين صفحة مستقلة، داعيًا الراغبين لخوض التحدي لمدة 6 أشهر متواصلة.
نص المدة المقررة انتهت بانتهاء عام 2019، يروي بعدها بعض ممن خاضوا التجربة لـ"الوطن"، تأثيرها الإيجابي على حياتهم والتحديات التي واجهوها.
عصام حماد، مدشن المبادرة قاد صفوف المتحدين الذين وصلوا إلى بضعة آلاف، وبدأ التحدي بتاريخ ٣ أغسطس، ولم تتناول أي مواد سكرية أو عيش أبيض منذ ذلك التاريخ، شارحًا أنه كان يعاني من الارتجاع المريئي؛ لكن هذه المشكلة اختفت تماما بتاريخ 17 أغسطس، ما كان دافعًا له لإنشاء المجموعة ومشاركة الناس بهذا النجاح.
مدشن المباردة: "قطار الصحة" حلمنا الأكبر لمحاربة العادات الغذائية الخاطئة
لاحظ حماد بعد امتناعه عن السكر أن الجسم بدأ يفقد الوزن حيث بدأ بوزن 125 كيلوجرامًا، ومع وصوله لأول سبتمبر ومع انطلاق المبادرة، وصل وزنه إلى 120 كيلوجراما، أي فقد 5 كليوجرامات خلال شهر.
لم يستمر فقدان الوزن على الوتيرة نفسها، حيث فهم لاحقًا أن الجسم يفقد كمية من السوائل مع بدء التخلي عن السكر، ثم تصبح عملية فقدان الوزن أبطء، ويعتمد بعدها على النظام الغذائي والرياضة، فلم يمارس الرياضة بقصد خفض الوزن لكنه اعتمد على النظام الغذائي؛ ليعتبر أفضل ما في نظام تحدي السكر أن الإنسان لا يشعر بالجوع إذا كان طعامه متوازنًا ويحتوي على البروتين والدهون بالأساس.
لاحظ مدشن الحملة كثيرا من التغيرات مثل الراحة النفسية، وتلاشي التقلبات المزاجية، والتركيز، واختفاء الآلام المختلفة في العضلات، والتي لم يكن لها سبب، وانتظام ضربات القلب، تحسن في النوم والاكتفاء بعدد أقل من ساعات النوم؛ ليعتبر أن كبرى التحديات كانت تتمثل في إقناع الناس بأن السكر من الممكن أن يزيل الكثير من الأمراض، لكن التحدي ذهب مع الوقت مع ظهور حالات استفادت من التحدي، بينما تمثل التحدي الثاني في مؤسسات "اعتبرت أننا أعداء منهم أصحاب المحلات التجارية، مراكز التخسيس، لكن مع اتساع الحملة والتغطية الإعلامية هذا الموضوع انتهى وفرضنا نفسنا".
هدى هاشم، 42 عاما، من غزة، فقدت 3 كيلوجرامات في شهرها الثاني من التحدي، ليؤازرها زوجها ليلاحظا سويا امتناعهما عن الشكوى من القاولون، لتروي تجربتها "أول شي عملت لايك للمجموعة، بعدها فكرت كتيير بالموضوع، وبدأت أخفف أول شي الخبز الأبيض واستبدلته بالقمح، بعدها بعدنا عن الصودا، المياه الغازية، بعدها العصائر، بعدها خلاص صرنا في التحدي، وكنا مبسوطين كتير حسينا باختلاف في النشاط، أنا كنت باتناول الكولا بشكل يومي وبعد كل غذا، هلأ خلاص عديت المرحلة أولها كانت صعبة بس بالعزيمة بتمشي وبتعدي".
واجهت هدى إغراءات كثيرة خصوصًا حينما تزور أهلها: "إلحاح ماما عليا بتناول أشياء عليها سكر وأقعد أشرح لهم إزاي أضرار السكر على جسم الإنسان وأقنعهم أنهم يبتعدوا عنه"، وبدأت في اعتماد ذلك النظام شيئًا فشيئًا مع صغارها حتى اعتادوا على نمطٍ صحي غذائي جديد بتغيير عادات أكلهم.
أما تجربة محمد حافظ في هذا التحدي تمثلت في امتناعه بالكامل عن تناول السكر المصنع والدقيق الأبيض، واستبدلهما بمصادر السكر الطبيعية وطحين الشعير: "استطعت، منذ 1/9 وحتى اليوم، التخلص من 10 كيلوجرامات من وزني الزائد.. والأهم هو أنني متفاجئ من القدرة على كبح جماح رغبتي الشديدة في الحلويات والخبز الأبيض ومنتجاته، والتي كان تناولها أساسيا في نظامي الغذائي القديم"، ويستطيع الآن تناول الفواكه دون أي قيود من حيث الكمية ووقت تناولها.
مظهر آخر للتحدي اتضح عند أبو إياس جابر، البالغ من العمر 44 عاما، في مواجهة مرض السكري ويقول: "أنا كنت أعاني من ارتفاع في معدل السكر في الدم، وكان نسبة السكر في الدم 373 والمخزون كان عندي 10- 5 وبدأت في تحدي السكر من تاريخ 14- 7 - 2019، وكان البيت الزوجة والأولاد لهم من الدعم لي، ما ساعدني على التخلص من هذا المرض، أصبح السكر عندي صائم 97 وبعد الأكل بساعتين 80، وبالنسبة للمخزون أصبح 5-5".
وتمثل نظام أبو إياس في أكل طعلم صحي "لا زيوت لا مقالي، لا أرز، لا خبز أبيض، لا سكر، وكل ما يدخل به من تصنيع"، وظهر كذلك عليه في خفض الوزن فكان وزنه 82 كيلوجراما ليصبح 68، وعاد ليمارس أشياء مثل الرياضة والمشي.
يحيى زيارا، 48 عاما، يعمل محاسبا في مطعم، بدأ التحدي من 10 أكتوبر، ويؤكد أن "تحدي السكر عمل معي فرق أنا مريض سكر من النوع الثاني كان لا يقل عن 150 وأنا صائم 12 ساعة، بعد تحدي السكر 124 ومفارقة عجيبة عملت عملية جراحية بتاريخ 3/12/2019، وعملت تحليل للسكر صباح العملية 83 صائم من 12 بالليل حتى 9 صباحا حتى أبهرت النتائج الطبيب".
هدف أكبر يتطلع إليه مدشن المبادرة في الخطة المقبلة متمثلًا في تدشين مؤسسة تحمل اسم "قطار الصحة"، تستطيع أن تجمع حولها مئات الآلاف في فلسطين ودول مجاورة ويتشاركون جميعا في فكرة الطعام الصحي: "لنحمي أبناءنا وأنفسنا من الطعام غير الصحي الثلاثي (السكر والزيوت المهدرجة والدقيق الأبيض)"، إضافة لبعض الأشياء لها علاقة بالهرمونات المضافة للدجاج أو المبيدات تتحط في الزراعة، فالحلم أن تتوسع لمؤسسة تثقيفية تستطيع أن تصل لكل من تصل إليه رسالة التحدي بلغتنا العربية.