مناسبة استثنائية فى حياة المصريين، يودّعون عاماً مضى ويحتفلون بعام جديد، يتمنون أن يحققوا فيه أحلامهم، وتتباين الاحتفالات بين جلسة عائلية أو سفرية أو عمل خيرى أو ممارسة هواية مفضّلة أو رعاية حيوانات أو تقديم إطعام للآخرين، أى عمل يختمون به آخر صفحة فى الـ365 يوماً.
"فؤاد" يحتفل مع حصانه "حمزة"
احتفال من نوع خاص برأس السنة، داخل إحدى جمعيات الدفاع عن حقوق الحيوان، لرعاية المرضى منها والسهر على راحتها وإعطائها الدواء فى أوقاته حتى تتعافى سريعاً، هذا ما قرر فعله محمد فؤاد نصار، أحد محبى الحيوانات، حين رفض السفر مع أصدقائه إلى الإسكندرية وشرم الشيخ فى مقابل متابعة كورس علاج حصانه «حمزة» حتى بداية العام الجديد: «ببات عنده كل يوم عشان له دوا الساعة 2 بالليل والفجر».
تخرج «محمد» فى كلية الزراعة وخصص معظم وقته لرعاية القطط والكلاب ومختلف أنواع الحيوانات الأليفة: «اتعلمت أدّى حقن عشانهم وهحتفل بالسنة الجديدة وسطهم». يرعى الحيوانات ويفضّل البقاء معها على حساب نفسه، بل وينفق من راتبه على طعامها وعلاجها، مؤكداً أنه حصل على تدريب مكثف فى كيفية العناية بالحيوانات أثناء مرضها وتعلم إجراء الإسعافات الأولية لها.
الحاجة عزيزة تُسعد أطفال إمبابة بـ"أكلة حلوة وهدية"
مائدة غذاء تشمل جميع الأصناف، وحفل توزيع ملابس جديدة مصحوب بفقرات فنية للأراجوز والتنورة لأطفال عزبة الصعايدة فى إمبابة، احتفالاً برأس السنة الميلادية، جهزته الحاجة عزيزة عبدالعليم، صاحبة جمعية «أحباب الكريم»، لـ150 طفلاً مسلماً ومسيحياً: «هنفرحهم ونوزع عليهم هدايا بابا نويل»، تحكى أن هذه المرة الأولى التى تقرر فيها إقامة حفل للكريسماس لإسعاد الصغار ومشاركتهم الاحتفال على طريقتهم الخاصة.
لا تكتفى «الحاجة عزيزة»، باحتفالات رأس السنة، حيث تنظم احتفالات فى مواسم الأعياد والمولد النبوى، ومع بداية العام الدراسى، لتوزيع الزى المدرسى ومستلزمات الأطفال: «فى كل مناسبة لازم نفرّحهم ونجبر بخاطرهم». يبدأ الاحتفال بعد أذان الظهر ويشمل توزيع بلالين وألعاب على الصغار، استعداداً لمائدة الطعام التى يشارك فيها الأهالى أيضاً. يتطوع عدد من السيدات لإعداد الطعام فى ذلك اليوم دون ملل فى مخزن تحت منزلها ممتلئ بالخيرات التى يتبرّع بها أصحابها: «باكون أسعد واحدة، وأنا قاعدة وسطيهم وبأكلهم».
"كريم" يبدأ عاماً جديداً بكشف حساب العام الماضى
على مدار ثلاث سنوات اعتاد كريم عادل أخذ دراجته الخاصة لعمل جولة فى منتصف ليل رأس السنة كنوع من الاحتفال، بعد حفلة غنائية داخل النادى الذى يعمل فيه إدارياً لكرة الطائرة، يشارك اللاعبون من مختلف الأعمار الاحتفال كأسرة واحدة ومعهم أولياء الأمور: «بنلعب ماتش والأهالى بتشجع وبنتصور صورة جماعية»، يحكى أن الأهالى يُحضرون «أكل بيتى» لتناول العشاء معاً: «كل واحد بيجيب أكل أو حلويات معاه وهو جاى»، وتنطلق الصواريخ فى الهواء مع دقات الثانية عشرة لتعلن بدء عام جديد: «وفى نهاية اليوم بارجع البيت أكتب الحاجات اللى هعملها واللى هبطّلها».
طقوس خاصة اعتاد عليها «كريم» لترتيب أولويات العام الجديد والاستفادة من أخطاء العام السابق والعزم على تطوير نفسه وتحقيق أمنياته المنتظرة: «لازم أعمل كشف حساب وأجدد نيتى».
نزلاء العباسية يرسمون "بابا نويل": شفت حلو إزاى؟
ورشة فنية بمناسبة رأس السنة لنزلاء مستشفى العباسية، رسموا خلالها شجرة الكريسماس وبابا نويل، احتفال من نوع خاص شارك فيه عدد من المرضى النفسيين بمستشفى العباسية للأمراض النفسية، لانخراطهم وربطهم بالمجتمع عن طريق المناسبات المختلفة: «فى المولد النبوى بنصمم عروسة المولد برده» حسب الدكتورة عبير عصمت، مدير إدارة الخدمة الاجتماعية بالعباسية، مؤكدة أن الورشة تمت تحت إشراف عدد من الإخصائيين الاجتماعيين لمساعدة المرضى فى تنفيذ الخطوات واكتشاف مواهبهم: «كانوا متحمسين جداً ورسموا على الحيط ولونوا شجرة عيد الميلاد».
تحكى عن مهارة التواصل مع المرضى بدأت تزداد بشكل ملحوظ وذلك نتيجة سماع أفكارهم الفنية وتحفيزهم على تنفيذها وتنمية مهاراتهم وترجمتها لصور فنية متنوعة.
"دنيا" تحتفل مع أطفال مدينة السلام بـ"طرطور وصورة"
ملامح بريئة يكسوها الشقاء والبساطة، تعكس حياة طفل عاش يتشبث بفرحة عابرة قد تغمر فؤاده الصغير بجرعة سعادة بطعم ونكهة العيد، أصر على أن يوثقها بصورة تخطف العين والقلب معاً بعدسة المصورة دنيا بهجت، يرتدى «الطرطور» استعداداً لاستقبال عام جديد يتمنى أن يكون سعيداً عليه وأفضل مما مضى. تحكى «دنيا» أنها اعتادت على مدار ثلاث سنوات أن تذهب لمدينة السلام لتوزيع هدايا على الأطفال وذويهم منذ صباح يوم العيد والاحتفال معهم لإدخال السرور على قلوبهم برفقة مجموعة من الشباب، مؤكدة أنهم ينتظرونهم للحصول على «البلالين»، ومن بينهم هذا الطفل الذى خطف قلبها بالإضافة لعدد من الصغار: «بيقابلونى بكل حب، وعمرى ما سألت طفل عن ديانته، همّا حبّوا الصور جداً وهطبعها وأوزعها عليهم السنة دى». لا تكتفى بالمشاركة فى توزيع هدايا العيد، بل تساعد فى تعليم الصغار على مدار العام من خلال تقديم دروس لغير المتعلمين وتأهيلهم تربوياً وتحسين سلوكهم: «لأن كلهم أسر فقيرة محتاجة».
"أحمد" وأصدقاؤه يهربون من الامتحان بـ"خروجة حلوة"
يستعد لامتحان مادة مدخل علوم قانونية فى اليوم التالى، لكنه أصر على الاستمتاع بليلة رأس السنة مع أصدقائه، لشحن طاقتهم قبل دخول اللجنة، لكسر رهبة الامتحان وتخفيف التوتر والضغوط التى تحاوطهم منذ بداية الامتحانات، قرر أحمد سامى، طالب بكلية الحقوق جامعة القاهرة، الخروج مع رفقاء دراسته بالدراجات الهوائية من مدينة الشيخ زايد مروراً بفيصل والمهندسين وحتى وسط البلد، حتى منتصف الليل، للاحتفال بطريقتهم الخاصة: «هناكل نوتيلا وهنستنى الساعة تدق 12 ونروح ننام عشان الامتحان». فاطمة وهاجر وعبدالرحمن وغيرهم من أصدقائه الذين يحتفلون معه بهذا اليوم الذى لا يتكرر سوى يوم واحد فقط فى العام يلعبون ويمرحون على طريقتهم الخاصة: «بنتشعبط فى أى مناسبة عشان نهرب من المذاكرة». لأول مرة يصر الشاب العشرينى على الاحتفال برأس السنة فى ظل امتحاناته، لكنه وجدها فرصة للخروج من حالة الضغط التى يواجهها وصعوبة المواد التى يدرسها، فضلاً عن أنها السنة الأولى له بعد انتهاء مرحلة الثانوية العامة التى كانت بمثابة رعب له.
"رياض" يقضى رأس السنة مع حماته: قعدة عائلية
جلسة عائلية مليئة بالدفء والحكايات التى تلخص 365 يوماً مرت، وخطة جديدة يتفقون على تفاصيلها معاً لاستقبال عام يأملون أن يكون أفضل، هكذا اعتادت أسرة رياض رفعت، مهندس، قضاء رأس السنة مع عائلته المكونة من زوجته وبناته وأحفاده وحماته التى يشعر بالسعادة فى وجودها، لأنها تُشعرهم جميعاً بأن أعمارهم لم تتقدم، وأنهم لا يزالون صغاراً: «رغم إن عمرى 65 سنة»، تتخلل الجلسة حكايات وقصص لكل شخص فى العام الذى يودعونه وأمنياته فى العام الجديد: «اليوم بيوم زى عيد ميلاد حد فين أو احتفالنا بالعيد».
تعليقات الفيسبوك