"مصنع أبوزعبل".. أفران الـ"1000 درجة مئوية" تطوِّع الحديد للصناعات المدنية والدفاعية
المصنع ينتج العديد من المنتجات المدنية والدفاعية
«وسط الحديد والنار»، يقف مئات العمال المصريين داخل شركة أبوزعبل للصناعات الهندسية، المعروفة باسم «مصنع 100 الحربى»، أمام «أفران» تصل درجات حرارتها إلى أكثر من 1000 درجة مئوية حتى ينتجوا «صلب مخصوص»، يُستخدم فى الصناعات المدنية والدفاعية، بما يُوفر المستلزمات الرئيسية لتصنيع عدد من الأسلحة، والمنتجات المدنية، التى كانت ستنفق الدولة مئات الملايين من الجنيهات لاستيرادها من الخارج.
ورغم نشأته منذ قرابة 44 عاماً، وتحديداً عقب انتهاء حرب أكتوبر المجيدة بقرابة 3 أعوام، وانتشار سمعته عالمياً، باعتباره «قلعة صناعية مصرية»، فإن كثيراً من المصريين يجهلون وجود منشأة صناعية وطنية فى «أبوزعبل» تعمل على إنتاج «صلب» من أفضل أنواع الصلب فى العالم.
المهندس مجدى شوقى، رئيس مجلس إدارة الشركة، تحدث لـ«الوطن» عن نشأة المصنع وتاريخه، ودوره المهم فى توفير منتجات استراتيجية يحتاجها الوطن، قائلاً إن مصنعه صدر قرار تأسيسه عام 1976، وبدأ الإنتاج فعلياً عام 1984، مؤكداً أن هدفهم الرئيسى شأنهم شأن باقى مصانع ووحدات الهيئة القومية للإنتاج الحربى، هو تلبية الاحتياجات الرئيسية لقواتنا المسلحة.
رئيس الشركة: ننتج "أنواع صلب مخصوص" تستخدم فى إنتاج الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.. و"المدافع" و"الهاوتزر" وكبارى اقتحام سريعة الإنشاء
ويوضح رئيس «أبوزعبل للصناعات الهندسية»، أن شركته تنتج صلباً من نوع مخصوص، يُستخدم فى صناعة أسلحة متنوعة، وكذلك أجهزة «إدارة النيران»، مثل إنتاج «المدفعيات»، سواء كانت «ثقيلة» أو «متوسطة»، و«المدافع»، و«الهاوتزر»، وكذلك كبارى اقتحام سريعة الإنشاء.
ويلفت «شوقى»، إلى أن مصنعه دخل فى مجالات صناعية مدنية متنوعة فى السنوات الماضية، فى إطار استراتيجية وزارة الإنتاج الحربى الداعمة للمشروعات القومية والتنموية فى وقت «السلم»، بالإضافة إلى دورها الرئيسى فى مد قواتنا المسلحة باحتياجاتها الرئيسية وقت الحاجة إلى ذلك.
وعن أبرز المشروعات القومية التى دخل فيها «مصنع 100 الحربى»، خلال السنوات الماضية، قال رئيس المصنع، إنهم أسهموا فى توفير الصلب لقطاعات كثيرة بالدولة، فضلاً عن عملهم فى مشروعات وكبارى «قناة السويس»، كما أن «مصنعنا مؤهل للعمل فى مشروع إنشاء أول محطة نووية مصرية لتوليد الكهرباء فى «الضبعة»، وغيرها من المشروعات الاستراتيجية المهمة».
«درجة حرارة أفران مصنعنا تصل إلى 1250 درجة مئوية»، جملة صادمة واجهنا بها رئيس «المصنع»، لكنه أكد أنهم يوفرون أعلى درجات الحماية الممكنة للعاملين، الذين يعملون فى مواجهتها بكل حب، إيماناً منهم بأهمية المنتج الذى يعملون عليه لأجل الوطن.
وعن إنتاجية «أبوزعبل للصناعات الهندسية» من «الصلب»، قال «شوقى»، إنهم ينتجون قياسات مختلفة، منها «ألواح الصلب المدرفلة على الساخن»، وذلك بسمك يتراوح بين 6 مللى متر، وحتى 100 مللى متر، وعرض من متر حتى 3.5 مللى متر.
وتنتج «الشركة» أيضاً «اللفائف المدرفلة على البارد»، بسمك يتراوح بين 0.3 مللى متر وحتى 3 مللى متر، وعرض يتراوح بين 490 حتى 1500 مللى متر، كما تنتج الشركة «درافيل صلب معالج حرارياً» بأوزان تصل إلى 8 أطنان، بالإضافة إلى «كتل صلب سبائكى» يصل وزنها من 1.8 طن حتى 10 أطنان، وتستخدم هذه المنتجات فى الكثير من الصناعات الهندسية.
وحسب «شوقى»؛ فإن الطاقة الإنتاجية لخط إنتاج الصلب بالمصنع تبلغ (15) ألف طن سنوياً، وخط الدرفلة على الساخن (28) ألف طن، وخط الدرفلة على البارد (15) ألف طن، كما توجد بالشركة وحدة لفصل الغازات (غاز أكسجين، نيتروجين، أرجون) وتبلغ الطاقة الإنتاجية بها عدد (6) ملايين لتر.
وعن الصناعات المدنية التى يدخل فيها «الصلب»، الذى ينتجه المصنع، قال إنها متنوعة ما بين صناعات السيارات، والتكييفات، وأدوات المطبخ، والغسالات، والثلاجات، والمراوح، وإصلاح الكبارى، وحتى محطات المياه، والصرف الصحى، وماكينات تدوير المخلفات.
نسهم فى "حقل ظهر".. ومؤهلون لتوفير بعض احتياجات "المحطة النووية بالضبعة".. ونشارك فى مشروعات مدنية متعددة استغلالاً لفائض طاقتنا الإنتاجية
وأشار رئيس مجلس الإدارة إلى أن الشركة تسهم فى تنفيذ خطة الدولة للتنمية المستدامة من خلال مشاركتها فى الكثير من المشروعات القومية المهمة، حيث تقوم الشركة بتدبير المستلزمات والخامات من الألواح المدرفلة على الساخن، المطابقة للمواصفات القياسية والعالمية والمستخدمة فى بعض المشروعات، مثل حقل ظهر، ومحور المحمودية، ومعامل تكرير البترول بأسيوط.
وأكد «شوقى» أن الشركة تنتج الكثير من المنتجات المدنية، ومنها معدات حماية البيئة، مثل مكونات مصانع تحويل المخلفات إلى سماد عضوى، وهى ماكينة التقطيع والتقليب، التى تُستخدم فى تقطيع وتقليب المواد العضوية، المنخل الناعم المتحرك (الذى يستخدم لغربلة المواد العضوية بعد عملية الكمر والإنضاح لإنتاج سماد ناعم)، المنخل الخشن الثابت، ويستخدم فى غربلة القمامة بعد فرزها وفصل المواد العضوية عن غيرها، وكلها معدات تعد من أهم المكونات فى أى مصنع لتدوير القمامة وتحويلها إلى سماد.
كما أشار «شوقى» إلى أن خزانات المياه الرأسية تعد من أهم منتجات الشركة التى تتمتع بمزايا تنافسية كبيرة من حيث الجودة والأسعار، حيث تُستخدم فى تخزين المياه بسعة 200 متر مكعب، وهى مطلية من الداخل بمادة «الأيبوكسى» المقاومة للصدأ والتآكل، طبقاً للمواصفات القياسية لمياه الشرب، كما تنتج الشركة خزانات الوقود التى تتميز بالصلابة، ويتم أيضاً دهانها بمادة «الأيبوكسى» المقاومة للصدأ بسعة تخزينية 50 متراً مكعباً.
وأسهمت الشركة أيضاً، حسب «شوقى»، فى تنفيذ الخطة القومية لتطوير الكبارى والطرق، وذلك من خلال تدبير المستلزمات والخامات من ألواح الصلب المدرفلة على الساخن، والمطابقة للمواصفات القياسية والعالمية فى إنشاء (كوبرى العبور - كوبرى البدرشين - كوبرى المشير - كوبرى القطامية - القطاع السابع للنوبارية - كوبرى التوفيقية)، وإنشاء كبارى معديات حمولة 70 طناً، كما تشارك فى تنفيذ مشروعات لصالح هيئة قناة السويس.
وتابع «شوقى»: «الجميع بالشركة يقوم بعمله على أكمل وجه، وكل شخص له دور مكمل للآخر، ونطبق هنا مبدأ الثواب والعقاب على الجميع، ويعد دخول منتجات الشركة فى الكثير من المشروعات القومية بمثابة حافز للعمال، لتقديم المزيد من الجهد، فعلى سبيل المثال، رغم أن درجة الحرارة فى الأفران بخط الدرفلة على الساخن تصل إلى (1250) درجة، فإن العمال يشعرون بالرضا عن العمل الموكل إليهم». يقول رئيس مجلس إدارة الشركة: «الشركة تضم 2300 عامل، ويتم توفير خطوط مواصلات ونظام للعلاج ورحلات ترفيهية للنوادى والدور التابعة لوزارة الإنتاج الحربى وتنظيم رحلات إلى مصايف خاصة بالشركة فى فصل الصيف». ويضيف: «ويتم تنظيم دورات تدريبية داخل المصنع وخارجه بصفة دورية حتى يواكب العمال والمهندسون أحدث طرق التطور التكنولوجى فى الدرفلة، ونقوم بتنفيذ أنظمة العلاج والتدريب والترفيه للعاملين بهدف توفير بيئة عمل مناسبة لهم جميعاً وتشجيعهم على زيادة الإنتاجية».
وأكد أن الشركة على استعداد لتبنى أفكار الشباب الجاد وتنفيذها على أرض الواقع، حيث تفتح كل الشركات التابعة لوزارة الإنتاج الحربى أبوابها أمام اختراعات الشباب، وكذا تدريب شباب الجامعات، حيث يتم استقبال الطلبة من كليات الهندسة من جميع أنحاء الجمهورية للتدريب داخل الشركة فى فترة الصيف، وذلك لتأهيلهم لخوض غمار سوق العمل، وأيضاً سد احتياجات المصانع المختلفة من التخصصات المطلوبة.