عنتر هلال: "سالمونيلا" أغنية شيطانية ومشاركة "العسيلي" بها "سُبة في جبينه"
الشاعر عنتر هلال
واثق جداً فى نفسه، ولا يعتبر ذلك غروراً، ولكنه يرى أنه حق اكتسبه على مدار سنوات طويلة صنعت منه «شاعر تقيل» كما يحب أن يصنف نفسه، وفى حواره لـ«الوطن» وجّه الشاعر عنتر هلال سهام نقده للجميع دون استثناء، بداية من مطربى «المهرجانات» مروراً بتميم يونس صاحب أغنية «سالمونيلا»، واصفاً ما يقدمونه بـ«الغناء الحرام»، الذى يهدم القيم وينشر القبح، ولم تسلم فترة التسعينات من سهام نقده، ووصفها بأن أغانيها كانت «تافهة». وإلى نص الحوار:
شاعر الـ"كامننا" يفتح النار على الجميع: أنا شاعر كبير و"ماحدش يقدر ينتقدنى"
ما تعليقك على أغنية تميم يونس «سالمونيلا»، التى أثارت جدلاً حولها؟
- لا تعتبر أغنية من الأساس لأنها «لا كلام ولا لحن ولا صورة»، والأغانى لها قانون يقول لا بد أن يكون هناك رسائل بين المطرب والمتلقى، أما «سالمونيلا» فهى أغنية شيطانية المقصود بها التشويش على الوعى، ولا تحقق من ورائها أى متعة، ولا تحمل أى نوع من الرسائل، ومشاركة محمود العسيلى بها بمثابة «سُبة فى جبينه»، ويبدو أن «العسيلى» يقود حملة لـ«تسفيه» الفن، منذ أول أغانيه «مجنونة»، فما يتم تقديمه حالياً «فن شيطانى»، رغم أن الغناء حلال جداً.
ماذا تقصد بالغناء الحرام؟
- كل الأغانى التى تحرض على القبح وتروج له «حرام»، ومقاومة هذا النوع من الفن ليست بالمنع ولكن بالعمل على زيادة الوعى عند الجمهور، وتقديم أغانٍ إيجابية تواجه هذه الظواهر السلبية، وتبنى المواهب الحقيقية لاستمرار الفن الحقيقى والهادف.
"المهرجانات" صُنَّاعها "مدمنون".. والفنان "ملكية عامة" ولا يوجد ما يسمى بـ"الحرية الشخصية"
هل أغانى المهرجانات تدخل ضمن تصنيف ما تطلق عليه «الأغانى الحرام»؟
- أعتقد أنها الحرام بعينه، وأتحدى الجميع بأن كل شخص من صناع هذه النوعية من الأغانى سواء «اللى كتبها أو لحنها أو غناها أو بيسمعها» مدمنون، لا يمكن شخص يكون «فايق» ولديه وعى أن ينسجم مع هذه النوعية من الأغانى، لأنه زى ما بيقولوا «بيهيس» معاها.
ولكن ماذا عن عبارة «الفنون جنون»؟
- هناك فرق بين الجنون والعبث و«الهرتلة»، الجنون الإيجابى المقصود به الإتيان بما لم يأت به الآخر من إبداع ورُقى.
وماذا عن رأيك بشأن تفكير نقابة الموسيقيين بدراسة إنشاء شعبة لمطربى المهرجانات؟
- لن تصلح الحلول الكلاسيكية للحد من أغانى المهرجانات، فالأفراح المحترمة نفسها أصبحت تهتم بهذا النوع من الأغانى، فيجب البحث عن الجذور لحل هذه المشكلة، فأنا أرى أن «الماسونية العالمية» تقف وراء الظواهر الغريبة التى تحدث للأغنية المصرية، وبدأتها فى العالم بـ«الهارد روك والراب»، وذلك لـ«تسفيه» القيم على مستوى العالم، من أجل إحلال قيم أخرى للسيطرة. وأنا مقتنع بأنك إذا أردت هدم الدول، فابدأ بالفن، لتغييب الوعى، وبالدين من خلال الدعاة الجدد. وللأسف هناك مطربون كِبار فى مصر يقدمون فناً ماسخاً تقف وراءهم الماسونية العالمية، من خلال تقديم جوائز وحفلات كبيرة لهم، بالرغم من أن المحتوى الذى يقدمونه «ولا حاجة».
ولكن إذا كانت النجومية مصطنعة من وجهة نظرك، ماذا عن الجمهور الداعم لهم؟
- الجمهور نفسه مصطنع، الحل أن تتجه الدولة للاستعانة بالشعراء الحقيقيين لتقديم أغانٍ جيدة لمواجهة ما يحدث، «عايزين نملا العالم أغانى».
ما الصعوبات التى تواجه الشعراء؟
- الصعوبات كثيرة، منها مثلاً أننا نذهب للمصنفات الفنية لعرض كلمات الأغانى أولاً للحصول على الموافقة، وندفع 500 جنيه لا ترد، وهذا ساعد فى إبعاد شعراء موهوبين لأنهم لا يملكون الـ500 جنيه، وهو ما ساعد أيضاً على انتشار أغانى «بير السلم». ليه أدفع 1500 جنيه فى الأغنية الواحدة للحصول على ترخيص ما بين «رسوم مصنفات، وشهر عقارى»، بخلاف الضرائب بعد بيع الأغنية، فمع هذا «التعجيز» المادى أصبحت الساحة خالية أمام «أوكا وأورتيجا وبيكا وشطا» وغيرهم.
ولكن مثلما يوجد حمو بيكا ومجدى شطا هناك أيضاً عمرو دياب وأنغام وشيرين عبدالوهاب؟!
- عمرو دياب «بيفتفت الفتافيت وبيهرج»، الفن إذا لم يواكب ما يحدث مع المجتمع يصبح «مدسوساً وشيطانياً»، أريد معرفة ما رسالة عمرو دياب لزيادة قيم الوعى والخير والانتماء والجمال، حتى الحب لديه يعانى من مشكلة ما، وأفعاله تبدو لى غريبة، ولا أحد يقول لى إنها حرية شخصية، لأن الفنان ملكية عامة، ونموذج يقتدى به، ولا يوجد حرية شخصية للفنان.
وماذا عن مشروعك لتجميع تراث مصر الغنائى؟
- الفلكلور المصرى كاملاً يوجد لدىّ بمختلف أنواعه، وكذلك فلكلور الدول العربية، وهدفى الحفاظ على هويتنا باستغلال الأغانى الفلكلورية وإعادة صياغتها وطرحها بشكل جديد، كما فعلت من قبل مع أغانى «ليلة يا ليلة، وأمّايا يامايا، وعينى»، أتمنى أن تتبنى جهة إنتاج هذا الفلكلور الذى بدأت فى تجميعه منذ أكثر من 25 عاماً، خصوصاً أنه بحكم عمل والدى فى الجيش، تنقلت لمحافظات كثيرة وتعرفت عن قرب على الفلكلور الغنائى الخاص بهم، وأصبح لدىّ مخزون كبير لا يمتلكه أحد.
أغانى التسعينات كانت "تافهة".. وعمرو دياب "بيفتفت الفتافيت وبيهرج".. و"الماسونية العالمية" تقف وراء تدمير الأغنية المصرية
هل تفتقد أغانى فترة التسعينات؟
- أغانى التسعينات كانت «تافهة»، بالرغم من أنى أحد شعراء هذه الفترة، فالأغانى وقتها كانت تهدف إلى «الرقص واللحظة الحلوة»، والعصر الذهبى للأغنية كان فى فترة الستينات، لكن مع ظهور عصر حميد الشاعرى كانت بداية «المسخ الموسيقى»، بالرغم من تعاونى معه فى «عينى» وكانت بها «معانى حلوة».
وكيف كنت تتعامل مع الانتقادات بسبب أغانيك؟
- ماحدش يقدر ينتقدنى، عيب، ما أكتبه يصعب تقييمه، وهذا ليس غروراً، واللى ينتقدنى أقول له انت مين؟، أنا لدىّ خبرات سنوات طويلة، ولم أتوقف عن القراءة والكتابة يوماً، «عندى 3 شقق مليئة بالكتب».