دلالات إلقاء خامنئي أول خطبة منذ 8 سنوات وحديثه بالعربية
توحيد صفوف الشعب الإيراني وكسب ود العراقيين
المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي
ألقى المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي، خطبة الجمعة اليوم، لأول مرة منذ 8 سنوات، وخصص وقتا في الخطبة للحديث باللغة العربية، متطرقا فيها إلى العلاقات مع العراق، في خطبة يصفها الشارع الإيراني بأنها "مصيرية".
وقال خامنئي بالعربية: "إن مساع مغرضة هائلة بذلت لخلق نظرة سلبية بين الشعبين العراقي والإيراني وأنفقت أموال ضخمة وجندت أفرادا لا يشعرون بالمسؤولية في إيران ضد الشعب العراقي والساحة العراقية شهدت ضخا إعلاميا ضخما شيطانيا ضد الشعب الإيراني.. إلا أن الشهادة الكبرى (لسليماني) أفشلت كل الوساوس الخبيثة".
وعن دلالات ظهور المرشد الأعلى وحديثه باللغة العربية، قال الدكتور هشام البقلي خبير الشأن الإيراني، إن ظهور خامنئي دليل على حالة الارتباك في صفوف النظام الإيراني ومحاولة توحيد صف الشعب الإيراني خلف الحكومة، لخفض حدة التظاهرات والانتقادات الموجهة للحكومة والحرس الثوري.
وأضاف البقلي لـ"الوطن"، أن ظهور خامنئي يدل أيضا على فقدان الشعب الإيراني الثقة في كافة المسؤولين حتي يظهر المرشد الأعلى بنفسه ليحاول تهدئتهم، مشيرا إلى أن حديث خامنئي لن يساهم في خفض حدة التوترات.
وأكد خبير الشؤون الإيرانية، أن حديث المرشد الأعلى باللغة العربية، يعد محاولة منه لاستعطاف الشعوب العربية، موضحا أنه في تشيع سليماني تحدث أيضا باللغة العربية ودعا له، في إشارة منه إلى أن الضرر الأمريكي سيكون على كل الدول العربية.
من جانبه قال الدكتور محمد سليمان، الباحث في الشأن الإيراني، إن ظهور خامنئي في خطبة الجمعة دلالة مهمة، حيث كان آخر ظهور له في 2012، موضحا أنه جاء لتدهور الأوضاع في الداخل الإيراني مع احتمالية فرض عقوبات اقتصادية جديدة من عدة دول، فأراد حشد الرأي العام الداخلي لمساندته في المرحلة المقبلة.
وأضاف سليمان لـ"الوطن"، أن حديثه باللغة العربية عن العراق، لأنه يريد أن يوصل رسالة للشعب العراقي، الذي يتظاهر ضد النظام الإيراني والحرس الثوري، موضحا أنه أراد كسب الشعب العراقي إلى جانبه، فالصراع الإيراني الأمريكي انتقل إلى العراق.
وتابع أن العراق يعد بوابة اقتصادية هامة لطهران، وأن إيران لا تتحمل أي خسارة اقتصادية خلال الفترة الحالية، وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية التي تعاني منها وتدهور الأوضاع داخليا.