إغلاق قاعدة «فورت هود» العسكرية الأمريكية بعد مقتل 4 عسكريين فى إطلاق نار
أقدم جندى أمريكى يعانى «مشاكل نفسية» على قتل ثلاثة عسكريين داخل قاعدة «فورت هود» العسكرية الأمريكية بجنوب الولايات المتحدة، مساء أمس الأول، فى حادث هو الثانى من نوعه، بعد أن شهدت القاعدة نفسها حادث إطلاق نار عام 2009 أوقع 13 قتيلاً. وقال الجنرال مارك ميلى، قائد «فورت هود»، التى تعد أكبر قاعدة عسكرية فى الولايات المتحدة، إن «الجندى الأمريكى خدم فى العراق لأربعة أشهر تقريباً فى عام 2011، وكان يعانى من مشاكل نفسية ويخضع للعلاج».
وأكد مستشفى «وايت ميموريال» الأمريكى أنه استقبل 16 مصاباً بجروح مختلفة، أربعة منهم على الأقل فى وضع «حرج» ويتلقون العلاج، إضافة إلى مقتل أربعة، من بينهم مطلق النار داخل القاعدة. وقال «ميلى»: «وقع إطلاق النار فى منطقتين مختلفتين؛ الأولى مخصصة للواء طبى، والثانية لكتيبة نقل داخل القاعدة العسكرية، واستمر إطلاق النار بين 10 و15 دقيقة تقريباً. دخل الجندى أحد المبانى العسكرية وأطلق النار قبل أن يستقل سيارة ثم يطلق النار مجدداً، ثم خرج من السيارة ودخل مبنى آخر وأطلق النار مجدداً»، لافتاً إلى أن قوات الأمن تدخلت سريعاً لمحاولة السيطرة على الوضع. وقال مسئول أمريكى بارز -طلب عدم ذكر هويته- إن التقارير المتداولة حالياً فى وزارة العدل الأمريكية، تفيد بأن الجندى المسئول عن إطلاق النار قتل نفسه.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، خلال زيارته مدينة «شيكاغو» الأمريكية، إنه «من الواضح أن هذا الحادث يفتح من جديد جراح ما حدث فى القاعدة نفسها قبل خمس سنوات. نحن نأسف للغاية أن يحدث أمر كهذا مرة أخرى. العديد من العسكريين فى القاعدة خدموا مرات عدة فى العراق وأفغانستان وخدموا بشجاعة وامتياز. عندما يكونون فى بلادهم يجب أن يشعروا بالأمان»، متعهداً بإجراء تحقيقات كافية. وتابع: «لا نعلم ما حصل هذا المساء، ولكن من الواضح أن هذا الشعور بالأمان تبدد مرة أخرى»، مؤكداً أن السلطات الأمريكية ستتمكن من معرفة ما حدث بالفعل فى القاعدة العسكرية. وأضاف: «الأولوية الآن ممنوحة لتأمين القاعدة وضمان سلامة الجنود الأمريكيين داخلها»، فيما ندد وزير الدفاع الأمريكى، تشاك هاجل، بالحادث، مؤكداً أنه «عندما نشهد مأساة كهذه فى قواعدنا، فهذا معناه أن أمراً ما ليس على ما يرام».
وأعلنت السلطات الأمريكية إغلاق قاعدة «فورت هود» تماماً فى الوقت الحالى وحتى إشعار آخر، وقال دونى آدامز، المتحدث باسم شرطة منطقة «بيل»: «أؤكد أنه وقع إطلاق نار فى القاعدة بالفعل وتم إغلاقها فى الوقت الحالى، ولكننا لا نمتلك معلومات أخرى، وقد طلبت القاعدة من جميع العاملين المناوبين فيها الاحتماء فى الملاجئ على الفور، والابتعاد عن النوافذ وإبقاء الأبواب مغلقة بالأقفال».
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية لم تقتصر تلك الحوادث على قاعدة «فورت هود» فقط، ففى سبتمبر الماضى دخل آرون أليكسس، العسكرى السابق فى البحرية الأمريكية، مجمعاً للبحرية فى «واشنطن»، وفتح النار على الموجودين به، ما أسفر عن مقتل 12 على الأقل وإصابة 8 آخرين قبل أن تنجح قوات الشرطة فى إصابته.