إعلامى ليبي: الأزمة أمنية.. وستنتهي بسيطرة الجيش الوطني
الإعلامي والمحلل السياسي الليبي حسين مفتاح
قال الإعلامى والمحلل السياسى الليبى حسين مفتاح إن اقتصاد بلاده يقوم بالأساس على النفط الذى يمثل منبع الأطماع الخارجية فى ليبيا، مشيراً إلى أن «الصراع فى ليبيا لا يمكن النظر إليه على أنه صراع اقتصادى، بل هو تنازع على السلطة والشرعية، وهو ما دفع كل طرف للبحث عن موارد المنطقة التى يسيطر عليها، لكن يبقى الصراع الخارجى على ليبيا نابعاً من المطامع الأجنبية فى النفط والغاز».
حسين مفتاح: 95% من اقتصاد الدولة قائم على النفط
ما الملامح العامة لقدرات ليبيا الاقتصادية؟
- 95% من الاقتصاد الليبى قائم على النفط ومشتقاته، وبقية الـ5% هى موارد اقتصادية أخرى أعتقد أنها الآن معطلة بسبب الفوضى وغياب الأمن فى البلد. والبعض يتساءل: كيف تعيش دولة الفشل والفوضى ولا يزال المصرف الليبى لديه إيرادات، فهو يعتمد بشكل كامل على تصدير النفط والغاز، أما بقية الأنشطة مثل الاستثمارات والنشاط الصناعى والزراعى لا توجد الآن معلومات واضحة حولها؟
هل كان الاقتصاد تاريخياً محركاً أساسياً للثورة الليبية أو الصراع السياسى؟
- لا أعتقد أن الصراع فى ليبيا كان وليد العملية الاقتصادية أو توزيع الثروات فى ليبيا، وحتى فى مؤتمر برلين وما تم تسريبه الآن تم النص على توزيع متكافئ للثروة فى ليبيا، والأزمة ليست اقتصادية فى ليبيا، بل سياسية، وحتى البنك المركزى منقسم وأصبح هناك هاجس هل سيقود الانقسام فى توزيع الثروة إلى نزاع عسكرى؟ وهذا مؤشر خطير جداً لم يكن موجوداً فى ليبيا الملكية ولا فترة معمر القذافى الـ42 سنة، لأنه كانت هناك سلطة مركزية موحدة، أما الصراع حول الاقتصاد فهو نتيجة انقسام وتنازع الشرعية.
ماذا عن الأوضاع الآن ودور الاقتصاد فى الصراع الراهن؟
- الإشكالية فى ليبيا هى إشكالية أمنية أكثر من كونها سياسية، وإذا تمكنت القوات المسلحة العربية الليبية من السيطرة واحتكار السلاح من جانب هذه المؤسسة العسكرية المحترفة، فإنه يمكن البناء عليها سياسياً واقتصادياً.
كيف أدى النفط والغاز والموقع الجغرافى إلى صراع إقليمى ودولى حول ليبيا؟
- ليبيا تمتلك موقعاً جغرافياً متميزاً وأكبر ساحل فى جنوب المتوسط يطل على أوروبا. بدون أى خلاف الإشكالية بين توتال وإينى حول الغاز الليبى سبب كثير من الخلافات السياسية بين فرنسا وإيطاليا، وفى الداخل الليبى أيضاً. وفى دولة هشة مثل ليبيا يترجم ذلك إلى تدخلات خارجية وغزو خارجى كما تفعل تركيا، ولا يمكن لدولة أن تعمل بمعزل عن محيطها، ولكن عندما تتجاوز التدخلات السيادة، فإنها تكون غير مقبولة. مجرد إيقاف حقل الشرارة النفطى تخرج القوى الكبرى فى بيان مشترك بضرورة رفع أى خطر على إنتاج النفط وإعادة إنتاج النفط من جديد، ولا يتحدثون مطلقاً عن الاقتتال الليبى - الليبى.
كيف يمكن توحيد المؤسسات الاقتصادية الليبية؟ وما أبرز المعوقات؟
- فى وجود سلطة مركزية مؤمّنة بنسبة 100% ولا يمكن أن تتأتى بوجود مجموعات مسلحة خارجة عن القانون فى الشارع.