وثائقي "قطب".. كيف تنصلت قيادات الجماعة من فكر سيد قطب؟
سيد قطب
عرضت قناة "dmc"، الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي الذي يعرض قصة حياة سيد قطب، القيادي البارز بجماعة الإخوان الإرهابية، حيث أوضح كيف تنصلت قيادات الجماعة من أفكار قطب.
وقال المعلق على الفيلم إنه عقب التحقيق بحوالي 4 أشهر، سيكون قطب ورفاقه داخل القفص، وسيصف ممثل الادعاء سمير ناجي في مذكرته المقدمة إلى المحكمة بأن هذا التنظيم صورة طبق الأصل من الخوارج، وتحديدا الخوارج الأزارقة.
وعلق الدكتور كمال حبيب، الخبير في الجماعات الإسلامية، أن فكر الخوارج خاصة الأزارقة الأكثر تشددا من غيرهم ورثه وطوره شكري مصطفى بعد ذلك.
وأضاف أنه من خلال البحث والتقصي، فإن شكري مصطفى قرأ فكر الخوارج، ولا أظن أن سيد قطب قرأ فكر الخوارج، لكن التأثير على سيد قطب ليس خوارجيا بل متصل بقراءته لأبي الأعلى المودودي، بخاصة كتاب المصطلحات الأربعة.
وقال الدكتور أسامة الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، إن قضيتنا ليست شخص سيد قطب، فهو في دار الحق ومصيره بيد الله، لكننا أمام مشروع فكري، وهذه الأطروحة الفكرية لو نسبت لعبدالحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق لكانت مرفوضة، ولو نسبت للشيخ محمد متولي الشعراوي لكانت مرفوضة.
وأضاف أننا أمام "منجم تكفيري" سبب لنا عقودا من الرعب والخراب والدماء، وهذه الأطروحة مرفوضة رفضا تاما، مهما كان الشخص الذي نسبت إليه.
وقال المعلق إنه ليس المحققون وحدهم من استنكروا أفكار قطب المتطرفة، وتشير أوراق التحقيق إلى أن زينب الغزالي أمام المحقق محمد وجيه قناوي كانت قد نفضت يديها من أفكار قطب وخطأته وتنصلت من أطروحاته التي كانت تنشرها له وبالنيابة عنه.
وأضاف أن الغزالي أكدت معارضتها لحكمه الجماعي على المسلمين بالكفر ووصفه المجتمع بالجاهلي، حيث إنه ليس لأحد أن يكفر أهل القبلة ولمن يمكن أن يطلق عليهم مسلمين مقصرين ووقعت أسفل أقوالها.
وتابع أنه كما تنصلت زينب من أفكار قطب شاء القدر أن يقوم المرشد حسن الهضيبي بنفض يديه منها هي وقطب، فأمام المحقق إسماعيل زعزوع بدت الجماعة في حالة إعياء تام وانهيار كامل، فحين سئل المرشد عن زينب الغزالي كان من بين ما قاله إن كلامها نقد للحكومة، وأن بعض الإخوان ذكروا له أن لها بعض الاتصالات ببعض السفارات الأجنبية، وأضاف أنها عندها شعور بأنها مضْطِهدة من الحكومة ومن أهل زوجها ومن ضرتها.
وتابع المعلق أن هذا الشعور الدائم بالاضهاد ربما لا برهان على دقته قدر عنوان الباب الأول من مذكراتها: "عبدالناصر يكرهني شخصيا".
وحين سئل حسن الهضيبي مرشد الجماعة عن قطب كان من بين ما قاله: "سيد قطب أحيانا يركب خياله ويتكلم عن الشرق والغرب، مما لا لزوم له عندنا".
وحين سأله المحقق عن قرارات الاغتيال والتخريب التي اتخذها مجلس قيادة التنظيم أجاب: "دا جنون أنا لو سمعت بهذا القرار كنت بلغت عنهم، ليه نقتل الناس، وإزاي نخرب المنشآت التي نصرف عليها ملايين الجنيهات، دي ملك المصريين"، ثم وقع الهضيبي أسفل أقواله واستنكاره من قطب ورفاقه.