وحيدا بين مقاعد الطائرة شاردا يفكر في ما عاناه من قلق وتوتر مع شبح الوباء المسيطر على العالم حاليا، محاولا تجاوز تلك اللحظات بتناول طعامه قبل.. هكذا ظهر عبدالسلام ممدوح، المصري العائد من الصين موطن تفشي مرض "كورونا"، والمتداول صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية، مقترنا بها عدد من الشائعات التي ليست صحيحة.
المصري العائد من الصين: صديقي التقط الصورة وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي
وعن تفاصيل الصورة المتداولة لـ "عبدالسلام"، الشاب العشريني، كشفها خلال حديثه مع "الوطن"، قائلا إنه لم يكن وحيدا كما ظهر بل كان برفقة صديقه "محمود" والذي التقط له الصورة بعدما قرر الجلوس بعيدا لفترة من الوقت في ظل وجود العديد من المقاعد الفارغة، كون أن عدد الركاب قليلا بالغا نحو 40 شخصا تقريبا، لافتا إلى أنه كان عائدا من الصين قبل أن يصبح ذلك الأمر صعبًا بسبب انتشار فيروس كورونا، وذلك الاثنين الماضي يوم 27 يناير الماضي.
وعقب التقاط الصورة لـ"عبد السلام"، نشرها صديقه عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت هاشتاج "ماتغلطش غلطتي"؛ لتتداول بسرعة البرق بالوكالات العالمية فضلا على "السوشيال ميديا"، مرتبطة بتعليقات خاطئة حول سفره للصين رغم أنه عائدا منها.
البلدة الصينية تحولت إلى "مدينة أشباح" بسبب "كورونا"
وسافر عبدالسلام من محافظة البحيرة إلى مدينة لينشن الصينية 5 ديسمبر الماضي، من أجل العمل كمدرس لغة إنجليزية، قبل أن تتداول أي معلومة عن وجود فيروس "كورونا"، وكان مقرر له البقاء هناك لمدة عام على الأقل.
ومع إعلان مرض كورونا لم يتخيل "عبدالسلام" أن الموضوع خطير حتى تبدلت صيغ الأخبار والمصطلحات لتصويره من "مرض" إلى "وباء يجتاح البلاد،" ومما زاد الأمر سوءا هي الأجواء العامة بالبلدة التي يعيش بها رغم عدم وجود إصابات معلنة، واصفا: "البلد اتحولت لمدينة أشباح".
وأعلنت السلطات الصينية أن عدد الوفيات المؤكدة في البلاد جراء فيروس كورونا المستجد ارتفع إلى 360 شخصا، بعدما أودى بحياة 56 شخصا إضافيا في مقاطعة هوبي، بؤرة الوباء في وسط البلاد، كما أن عدد وصل إلى ما لا يقل عن 16480 مصابا، بعد تسجيل 2013 إصابة جديدة خلال 24 ساعة، كذلك انتقل الفيروس إلى 18 دولة أخرى، منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية.
لحظات الرعب عاشها "عبدالسلام" قبل الوصول لأرض الوطن
قلق وخوف كبير عاشه الصديقان "عبد السلام" و"محمود" خاصة مع مد فترة الإجازة بالصين، مع مكالمة مديرتهما التي قالت لهما إن إذا سجلت 100 إصابة بالبلدة لن يستطيعوا التحرك، مقررين السفر مبكرا قبل تفاقم الوضع، خاصة مع قلق وضغط أسرتهما بمصر.
وخلال الرحلة التي وصفها مدرس الإنجليزية بالمرعبة، عاش لحظات قلق كثيرة بداية من تحركه من المدينة الصينية وحتى وصوله إلى أرض الوطن، قائلا: "كل سيارة بتتفتش وحجر صحي في كل مكان لدرجة وحسينا إن الوضع سيئ لدرجة إننا قولنا على الأقل لو هنموت نبقا وسط أهلنا".
"أول ما وصلت اطمنت".. هكذا كان شعور "عبدالسلام" بمجرد أن هبطت الطائرة في مصر، نظرا لحالة القلق والخوف الذي عاشه في ظل المعلومات والأخبار المتداولة عن الرعب وراء ما يفعله "كورونا" بالبشر.
تعليقات الفيسبوك