45 عاما على مجزرة "بحر البقر"..عندما يكون الأطفال هدفا لجيش الاحتلال
"الدرس انتهى لِمُّوا الكراريس، بالدم اللي على ورقهم سال، في قصر الأمم المتحدة، في مسابقة لرسوم الأطفال"، بهذه الجملة يوثّق الشاعر الراحل صلاح جاهين، ما حدث في صباح يوم الأربعاء الموافق 8 أبريل سنة 1970، عندما ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة راح ضحيتها 30 طفلاً وأُصيب فيها 50 آخرين، بمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، والتي تقع بمدينة الحسينية، بمحافظة الشرقية.
وكانت المدرسة تتكون من طابق واحد فقط يضم ثلاثة فصول تحوي 150 طفلاً، قبل أن تتحول المدرسة إلى كوم من الأطلال، أسفله 30 جثة من تلاميذ المدرسة، حيث قصفت خمس طائرات فانتوم تابعة للجيش الإسرائيلي، المدرسة، في تمام الساعة التاسعة والربع من صبح 8 أبريل 1970 ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز، وكعادتها أكدت إسرائيل أنها قصفت أهدافًا عسكرية وليس مدرسة، لأن القصف جاء متزامنًا مع مساعٍ دولية لوقف حرب الاستنزاف.
"يقتل القتيل ويمشي في جنازته" ينطبق هذا المثل الشعبي على رد الفعل الأمريكي تجاه مجزرة بحر البقر، فبالرغم من أن طائرات الفانتوم التي استخدمتها إسرائيل في العملية أمريكية الصنع، إلا أن وزارة خارجية أمريكا وصفت الهجوم الإسرائيلي على مدرسة "بحر البقر" بـ"الأنباء المفزعة"، كما أضافت: "إذا تأكدت هذه الأنباء فإن هذا الحادث الأليم يعتبر عاقبة محزنة يؤسف لها من عواقب عدم الالتزام بقرارات مجلس الأمن الخاصة بوقف إطلاق النار".
وشجع الموقف الأمريكي المتراخي، إسرائيل للتبجح والاعتراف بالمجزرة، على لسان وزير دفاعها موشي ديان، والذي ادعى فيه أن المدرسة التى ضربتها الطائرات الإسرائيلية "هدف حربي"، وأضاف: "تلاميذ المدرسة الابتدائية كانوا يرتدون الزي الكاكي اللون، وكانوا يتلقون التدريب العسكري".
دفعت الدولة وقت المجزرة 100 جنيه للشهيد و10 جنيهات للمصاب، وخلّدت ذكراهم بعد عشرات السنين بـ"لم الكراريس" وجمع بعض متعلقات الأطفال من "مرايل" و"أقلام" و"كتب" و"أحذية" وما تبقى من ملفات، فضلاً عن بقايا لأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعًا في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلاً تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية"، تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".