كاتب لبناني يوضح كيف أصبح "ديكارت" صاحب المدرسة الفلسفية الأولى
مجموع سنواته الدراسية لم تتجاوز التسع.. وعلم ملكة السويد
الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطا الله
أكد الكاتب الصحفي اللبناني سمير عطا الله، أن تحول اسم الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت (1550 – 1696) إلى صفة في اللغات الغربية، وهي "الديكارتية" التي تمثل الدقة والوضوح، وإحكام العقل، ونبذ الخرافة والتحرر من الأساطير التي ينشأ عليها الإنسان في العائلات البسيطة، وتتوارثها الأجيال من قرن إلى قرن، من دون أن تسائل احتماليتها.
وأضاف عطا الله، من خلال مقالتة في جريدة "الشرق الاوسط اللندنية"، أن "ديكارت" مثل كثيرين من مفكري المرحلة، هرب إلى هولندا بعيداً عن اضطهاد العقول المغلقة بأقفال الجهل والتبلد، وبعدها أصبح صاحب المدرسة الفلسفية الأولى في البلاد، والمرجع الفكري الأخير، وصار منذ نشر أطروحاته المعاصرة، بمثابة أرسطو و أفلاطون في العصور الأولى، حيث كان موسيقياً وفارساً وعالماً، وقد استدعته ملكة السويد لكي تتلقى مزيداً من العلم على يديه.
وتابع الكاتب اللبناني أن الرجل الذي وضعت عنه ألوف الأطروحات لشهادات الدكتوراه في جامعات العالم، ظل يعاني طوال عمره من عقدة التعلم الرسمي، أو الأكاديمي، فمجموع سنواته الدراسية لم تتجاوز التسع، منها 3 في دراسة الفلسفة، وكان يعايره في ذلك جهّال وأغبياء لم يحملوا من العلم سوى شهادة الحفظ، ولم ينكر هو أنه مهما بلغ من الثقافة والمستوى الفكري، فقد حرمته ظروفه الصحية من شهادة سوف ينالها الألوف بمجرد التبحر في أفكاره، هكذا حدث لعباس محمود العقاد، وسعيد عقل.
واستشهد عطا الله بحادثة قديمة حول قيام صحافي لبناني، بسؤال العقاد وهو يضع عينه في عينه، هل صحيح أنك لم تبلغ مرحلة الصف الرابع الابتدائي؟، فكان جواب العقاد "صحيح يا بني! وفي إمكانك أن تذهب سعيداً الآن، فأنت طرحت عليّ السؤال الذي تُحرج في طرحه على طه حسين وزكي مبارك وزكي نجيب محمود وعبدالرحمن بدوي".
وأشار عطا الله، إلى أن هذة الحادثة ذكرتني بطرفة قديمة من العراق، تقول إن محافظ البصرة اضطر إلى الغياب عن مكتبه، فاتصل هاتفياً، وردّ رئيس الفراشين، فسأل المحافظ مَن على الخط؟ أجاب الرجل: "السيد أحمد عبدالجواد عبدالعظيم عبد الإله، رئيس دائرة الفراشين في محافظة البصرة، وحضرتك من أغاتي؟ أجاب الرجل؛ أنا المحافظ".