في المدرسة الصبح وتوصيل طلبات بعد الظهر.. "معاذ" طفل الدليفري بالسويس
طفل الدليفري: أذهب بعد المدرسة و"هكمل مع بابا في الشغل حتى لو رفض"
معاذ
ينتقده البعض ويحترمه الكثير، يقدر الجميع ما يقدمه "معاذ"، من تضحيات متواصلة، مساعدا لوالده في العمل، مع انتظامه في الدراسة والتفوق فيها، مصرا على توصيل الطلبات "دليفري"، رغم عمره الذي لا يتجاوز 12 عاما، لكنه دائم الاستمرار بجوار والده، رافضا الاستماع لأحد، ومن بينهم أسرته، بضرورة التوقف عن العمل.
معاذ رمضان "طفل الدليفري"، أصبح من أشهر الوجوه المعروفة بمحافظة السويس، بالعمل في توصيل الطلبات السريعة للمنازل، الذي يعمل معه والده المعروف بالشيخ رمضان، ولدى الطفل، أشقاء لا يعملون، ويواصلون دراستهم بشكل طبيعي.
على الرغم من عمل "معاذ" بعد انتهاء الدراسة، ومساعدة والده، ولكنه متفوق دراسيا، ومستمر في الدراسة، ومنتظم بها ولا ينقطع عنها أبدا.
قال معاذ رمضان، إن الشغل مش عيب، "بابا لم يطلب مني أن أعمل، أنا بحب الشغل، وبحب أساعد بابا، وبحب جدا أكون بجانب والدي في كل مكان، خاصة الشغل، والناس عندما تتعامل معي، بيظهر جدا إنهم بيحبوني، وأنا بحب الشغل جدا، وهكمل مع بابا في الشغل حتى لو رفض".
وأكد معاذ، أنه يذهب إلى المدرسة صباحا، وبعد انتهاء العمل يذهب للمنزل، ثم ينضم إلى والده في العمل، مؤكدا ارتباطه بوالده جدا، وأن المسؤولين عن "الدليفري"، يحبون التعامل معه، ويرسلوه بالطلبات إلى أصحابها.
وأشار إلى أنه في أوقات كثيرة يطلب أصحاب الطلبات، أن أذهب هو إليهم لتوصيل "الدليفري" لهم، مؤكدا أن بداية عمله كانت عندما كان والده مريض، فذهب إلى العمل، وطلب أن يعمل مكان والده، ومن وقتها أحب العمل.
والد الطفل رفض الحديث عن نجله، ولكن المحيطين بالطفل تحدثوا أن الطفل في البداية أصر على العمل، عندما كان والده مريض، ثم أحب العمل جدا، ليتحول إلى واحد من أشهر العاملين بـ "الدليفري".
أحد العاملين بـ"الدليفري" مع معاذ، يتحدث عن أخلاق الطفل، مؤكدا أن كل ما يتمناه فقط، أن يساعد والده باستمرار، وأن يكون سند لوالده، وعلى الرغم من صغر عمره، لكن شخصيته تحمل صفات الرجولة، لأن طفل في عمره، يصر على مساعدة والده، والوقوف بجانبه، هو شئ ليس متوافر كثيرا في هذا الزمن.