في ذكراها الـ101.. "ثورة 1919" أول ثورة مصرية تشارك فيها النساء بجانب الرجال
101 عام على ثورة 1919
يرى عديدون أنه رغم وجود مسببات عديدة لثورة 1919، التي اندلعت في ظل المعاملة القاسية التي كانت بحق المصريين من قبل البريطانيين، والأحكام العرفية التي أصدرت بحق المصريين بالإضافة إلى رغبة المصريين بالحصول على الاستقلال، إلا أن السبب المباشر الذي أدى إلى اندلاعها، جاء عقب نفي سعد زغلول، بعد رفض بريطانيا مطالبه بالسماح للوفد المصري بالمشاركة في مؤتمر الصلح في باريس.
خرجت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية على السياسة البريطانية في مصر عقب الحرب العالمية الأولى في مثل هذا اليوم، بقيادة الوفد المصري الذي كان يرأسه سعد زغلول، ومجموعة كبيرة من السياسيين المصريين، كنتيجة لتذمّر الشعب المصري من الاحتلال الإنجليزي وتغلغله في شؤون الدولة، بالإضافة إلى إلغاء الدستور وفرض الحماية وإعلان الأحكام العرفية، وطغيان المصالح الأجنبية على الاقتصاد، حيث بدأت أحداث الثورة بقيام الطلبة بمظاهرات واحتجاجات في أرجاء القاهرة والاسكندرية والمدن الإقليمية، تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص عليهم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
وشهدت الثورة تلاحماً كبيراً بين مسلمي ومسيحيي مصر، ففيها اعتلى القمص سرجيوس منابر الأزهر الشريف من أجل إلقاء خطبة في المحتشدين بالجامع، كما أرسل الأزهر عدداً من الشيوخ ليخطبوا في الكنائس المصرية، ليتصدر المشهدَ شعارُ "الدين لله والوطن للجميع"، وتعتبر أول ثورة تشترك فيها النساء في مصر، بقيادة صفية زغلول مطالبين بالإفراج عن سعد زغلول.
وبعد أن شهدت القاهرة والاسكندرية وطنطا اضطرابات واسعة، قامت السلطات البريطانية بالافراج عن سعد زغلول وزملائه، والسماح لهم بالسفر لباريس، وصل الوفد المصري إلى باريس في 18 إبريل، وأُعلنت شروط الصلح التي قررها الحُلفاء، مؤيدة للحماية التي فرضتها إنجلترا على مصر.
أُوفِدت لجنة ملنر، للوقوف على أسباب هذه التظاهرات، وصلت اللجنة، في 7 ديسمبر وغادرت في 6 مارس 1920، و دعا اللورد ملنر الوفد المصري في باريس للمجيء إلى لندن للتفاوض مع اللجنة، وأسفرت المفاوضات عن مشروع للمعاهدة بين مصر وإنجلترا ورفض الوفد المشروع وتوقفت المفاوضات، واستؤنفت المفاوضات مرة أخرى، وقدّمت لجنة ملنر مشروعاً آخر، فانتهى الأمر بالوفد إلى عرض المشروع على الرأي العام المصري، قابل الوفد اللورد ملنر وقدموا له تحفظات المصريين على المُعاهدة، فرفض ملنر المناقشة حول هذه التحفظات، فغادر الوفد لندن في نوفمبر 1920 ووصل إلى باريس، دون أي نتيجة.
ودعت بريطانيا المصريين إلى الدخول في مفاوضات لإيجاد علاقة مرضية مع مصر غير الحماية، فمضت وزارة عدلي بمهمة المفاوضات، ولم تنجح المفاوضات بعد رفضها لمشروع المُعاهدة، فنشر سعد زغلول نداءً إلى المصريين دعاهم إلى مواصلة التحرك ضد الاحتلال البريطاني، فاعتقلته السلطة العسكرية هو وزملائه، ونفي بعد ذلك إلى سيشيل.
استمرت أحداث الثوة حتى عام 1922، وحققت مطالبها، ففي 28 فبراير ألغت بريطانيا الحماية المفروضة على مصر منذ 1914، وفي 1923 صدر الدستور المصري وقانون الانتخابات وألغيت الأحكام العرفية، إلا أن الثورة لم تستطع تحقيق الاستقلال التام، فقد ظلت القوات البريطانية متواجدة في مصر.