م الآخر| الحركات الوطنية والحركات السياسية
إن الوطن كلمة لا يمكن أن نختزلها في سماء وأرض وما عليها وما بينهما من فضاء، ولكن الوطن (شعب، أب، أم، أخوة، أخوات، أبناء عمومة، أبناء خال، عائلة، جيران وأصدقاء، حي و زملاء عمل) شعب بكل ما يحيط بك من بشر تحتكّ بهم، تختلف معهم أو تتفق ولهذا الشعب تاريخ و حضارة وكلنا نعيش معًا على أرض واحدة لا يمكن أن نتنكر إلى أحد أو نلقيه في اليّم، فالكل مصريين والاختلاف في الآراء السياسية ممكن، ولكن لا يجوز أن نختلف حول الوطن وإن اختلفنا فليقف بيننا وبينهم القانون ــ كما في حالة الجماعة الإرهابية.
حب الوطن نسميه وطنية، فإن اختلفنا في الوطنية فلا ولن يجمعنا أي شيء وإن اجتمعنا على الأرض، فقبل وبعد ثورة يناير ظهرت حركات ثورية تحررية بداية من 6 أبريل إلى الحركات التي نسمع عنها الأن مثل (تحرر و تجرد و جبهة إنقاذ و تمرد و إئتلاف شباب الثورة)، ومن قبلها الحركة الوطنية للتغيير ــ ليس فيها من الوطنية إلا أسمها.
فكيف نسميها الحركة الوطنية للتغيير، إن كان مؤسسها ينظر إلى نخبتها على أنهم (......) أو كما قال في التسريبات التي سمعناها، فكيف ينظر إلى أهل الوطن، فلقد حقق التغيير كما أراد وكما سمى حركته، ولكن هل هو تغيير للأحسن إلى مصلحة شعب هذا الوطن؟.. لا و ألف لا لأنه لم يفكر في الشعب.
ولكننا لكي نقيم حركة وطنية يجب أن نستمع إلى أهل هذا الوطن، الذين يحملون الهرم الاجتماعي من أسفله ليمضوا به إلى الحلم اللا نهائي، فيجب أن نعرف أحلامهم، نسمع آلامهم وأمنياتهم، نحقق أبسط طموحاتهم، وصدقوني إنها أبسط مما تتخيلوا فقررت بيني و بين نفسي أن أسأل المحيطين بي سؤال واحد، وأنقل لكم إجاباتهم ولا أدعي أنهم يمثلون الشعب المصري تمثيلًا كاملًا، ولكني قدر استطاعتي سألت زملائي من أول عامل البوفيه إلى رئيس القطاع وأقاربي وجيراني.
وكان السؤال هو ماذا تريد من الرئيس القادم؟
فكانت الإجابات كما سمعتها بلا أي إضافة أو نقصان "عايزين نعيش ونطمن على عيالنا، ويكون بيتقي ربنا فينا" كلٌا بتعبيره، ولكن هذا كان فحواها وأساسها كلمات بليغة تحتاج إلى شرح وتحليل كالتالي:
عايزين نعيش حياة كريمة بلا ذل أو تذلل أو هوان بحرية بلا قهر أوعنف بكرامة وعزة وشرف هذا لحاضرنا، ونطمن على عيالنا ومستقبلهم، تعليمهم، صحتهم، غذائهم، ووطنيتهم.
يتقي ربنا فينا (أصل حضارتنا التدين و الخوف من الجليل و العمل على طاعة الله فينا لا يخشى إلا الله).
لا نريد رجل دولة، لا نريد مناضلًا سياسيًا، لا نريد نشطاء سياسيين، لا نريد شعارات رنانة، لا نريد مديرًا ناجحًا، نريد رجلًا وطنيًا من بين أبناء الوطن يحبه ويحبهم، و يفسرلهم أحلامهم، ويعيش معهم آلامهم، وليعمل معه كلًا من (رجل الدولة، والمناضل السياسي، والناشط السياسي، والمديرالناجح)، ولكن ليقودهم الرجل الوطني ليصنع معهم حركة وطنية حقيقية.