رئيس قطاع "إدارة الكوارث": توقعات بـ"انسحاب سريع" لموجة الطقس غير المسبوقة مساء اليوم
اللواء محمد عبد المقصود
أكد اللواء محمد عبدالمقصود، رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث والحد من المخاطر بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع لمجلس الوزراء، أن هناك قرابة 13 جهة حكومية تعمل على متابعة تطورات أزمة تساقط الأمطار والسيول غير المسبوقة لتنسيق جهود الجهات المعنية لتتكامل وتتعاون فى مجابهة أى مخاطر.
"الإجازة"جاءت لتمكين أطقم التدخل السريع من الوصول للمناطق الأكثر تضرراً
وأضاف «عبدالمقصود»، فى حوار لـ«الوطن»، أنه من المتوقع انسحاب سريع لموجة الطقس مساء اليوم الجمعة، مشيراً إلى أنهم حددوا أماكن تجمع مياه المطار، منوهاً بأن «الإجازة» جاءت لتمكين أطقم التدخل السريع بالوصول للمناطق الأكثر تضرراً للتعامل مع الطوارئ، موضحاً أنه يتم رفع تقرير لرئيس مجلس الوزراء كل 6 ساعات لإبلاغه بالتطورات.
اللواء محمد عبدالمقصود: حددنا الأماكن الأكثر عرضة لتجمع مياه الأمطار.. وجابهنا مشكلات وصلات الكهرباء المكشوفة
أعلنت الحكومة تعرض البلاد لأزمة سيول غير مسبوقة فى البلاد.. ما الاستعدادات لذلك؟
- عقدنا اجتماعات مكثفة بين الجهات المعنية المختلفة للاستعداد للأزمة، وتابعنا تنبؤات وتحذيرات هيئة الأرصاد الجوية، ووزارة الرى، حيث حددوا كميات الأمطار بداية من الأمس حتى الغد، بحيث سيكون هناك هطول مطرى كبير ونشاط فى الرياح، لكن ستبدأ الأمطار الشديدة فى التراجع والانحسار بداية من مساء اليوم، حسب «التنبؤات»، كما تم تعميم رسائل إنذار مبكر قبل الأزمة بـ4 أيام للاستعداد، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها، ونتابع من غرفة العمليات المركزية الأزمة على مدار الساعة.
لكن أكد عدد من المسئولين أن الأزمة من المتوقع أن تنتهى غداً السبت.
- حدث تطور فى اتجاهات الريح، لتتجه إلى الشمال بسرعة، ومن ثم من المتوقع أن يحدث انسحاب سريع للموجة المطرية، لتكون الأمور أكثر استقراراً اعتباراً من مساء اليوم.
ممَّ تتشكل غرفة العمليات المركزية للحكومة؟
- يوجد فى «الغرفة» ممثلون عن 10 وزارات، هم كل من «الدفاع، الداخلية، الرى، الزراعة، النقل، الصحة، الكهرباء، التنمية المحلية، التضامن، الإسكان»، إضافة لهيئات «الأرصاد الجوية، الإسعاف، القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى»، ودورنا هو التنسيق والتكامل فيما بين الجهات المعنية لمواجهة الأزمة، بما قد يسفر عنه نقل الإمكانيات من منطقة لأخرى لتتم المناورة بالقدرات، والمعدات، والإمكانيات لمواجهة الخطر فى مكان ما قبل حدوثه.
كيف يتحقق ذلك؟
- نرى الخطر عبر خرائط تبين أماكن سقوط وهطول الأمطار، والتوقعات بشأن أكثر الأماكن هبوطاً فيها، وهنا يتم التنسيق لتقليل المخاطر والخسائر لحدها الأدنى، والتعامل السريع مع الأزمة.
هل حدث ذلك قبل الأزمة؟
- بالطبع، وتم تحديد أماكن معينة من المتوقع أن تكون أكثر تأثراً، وهنا أكدنا على المحافظات المختلفة أهمية رفع درجة الاستعداد لـ«الدرجة القصوى»، ثم جاءت لنا «تمامات» من جميع الجهات بأنهم مستعدون، بما فيها المناطق المتأثرة بأزمات الأمطار السابقة، مثل شرق القاهرة كمدينة نصر، ومصر الجديدة، وهنا نشير إلى أن قرار إعطاء الموظفين والمدارس إجازة سيسهم فى توفير سيولة مرورية إلى حد ما على نقيض أزمة التكدس السابقة، بما سيتيح لسيارات شفط وكسح المياه التحرك لأى منطقة حال الحاجة لذلك دون معوقات.
كيف حددتم تلك الأماكن؟
- عبر رصد أماكن تجمع مياه الأمطار فى الأزمات السابقة، وهنا نشير لوجود فرق طوارئ وانتشار سريع من مختلف الجهات المعنية جاهزة للتحرك.
ما أبرز التنسيقات التى حدثت مع الجهات المعنية؟
- منها على سبيل المثال وزارة الرى ستتابع مناسيب المياه لتكون آمنة فى الترع والمصارف والسدود، حتى لا تحدث مشكلة جراء خروجها عن مساراتها، وفى الحقيقة هم متمرسون، ومن أكثر الوزارات احترافية فى مواجهة مخاطر السيول، كما تم التأكد من القدرة على الاستفادة بكميات من مياه الأمطار عبر الأعمال التى نفذتها الوزارة لذلك، وأيضاً تم تفعيل غرفة «العمليات المركزية» على مدار الـ24 ساعة، لتتم متابعة الأحوال الجوية، وتعميم إنذار لإعطاء الفرصة لكل الجهات لتكون جاهزة ومستعدة، كما تم المرور على مخرات السيول، والسدود، والتخزين، وإجراءات الحماية، والإعاقة، لتتحرك المياه فى اتجاه مخرات السيول، لنستفيد من المياه، لتكون «منحة» بدلاً من «محنة»، كما قامت وزارة الداخلية بدور رائع للحفاظ على النظام العام، والأمن، وتسهيل وتيسير حركة المرور، ولا توجد مشاكل كبيرة فى المرور نظراً لعدم خروج الطلاب والموظفين فى توقيتات توقع خروج السيول.
ماذا عن دور باقى الوزارات؟
- كل وزارة عملت وفقاً للأدوار المنوطة بها؛ فمثلاً وزارة النقل عملت فيما يتعلق بمترو الأنفاق، ومحطات السكك الحديدية، والنقل العام، ووزارة الكهرباء مرت على المنشآت الكهربائية للتأكد من سلامتها، وعدم تضررها من الأمطار والسيول، وليتم رفع درجة الاستعداد لمواجهة أى أعراض طارئة قد تحدث.
هل تم التعامل مع مصادر الكهرباء «المكشوفة»؟
- تم التعامل مع أعمدة الإنارة المكشوفة، وتم إعطاؤنا «تمامات» بشأنها، بما يواجه أى مخاطر قد تحدث عن الوصلات، وأيضاً فى إطار الاستعداد تحركت وزارة التنمية المحلية للتأكد من خطة انتشار السيارات الموجودة لديها للتمركز، وكذلك تفقدها للتأكد من جاهزيتها، وهناك فرق انتشار سريع من «الصحة»، وتنسيق مع هيئة الإسعاف، فضلاً عن جاهزية وزارة التضامن ومختلف الجهات للتعامل مع أى أزمة، كما أننا لم نغفل دور المجتمع المدنى، حيث تم التواصل والتنسيق مع الهلال الأحمر، ومنظمات المجتمع المدنى، لأنها فى بعض الأحيان قد تكون أسرع قدرة للوصول لمجتمعات محلية لأنهم موجودون فيها، مثلما حدث فى «رأس غارب» على سبيل المثال من قبل.
وما أبرز توجيهات رئيس الوزراء بشأن إدارة الأزمة؟
- نعمل من خلال توجيهات رئيس الوزراء؛ فهو كان سبَّاقاً فى اتخاذ قرار تخفيض الوجود السكانى والمواطنين بالشارع خلال فترة الهطول المطرى بكميات كبيرة، ومن ثم تم منح المدارس والجامعات إجازة، ثم الموظفين أيضاً لمنح فرق الانتشار السريع والطوارئ فرصة تخفيف أى مشكلة قد تحدث، ونرفع تقريراً دورياً لرئيس الوزراء كل 6 ساعات نحيطه علماً بكل التطورات، ولو هناك طارئ نتواصل معه بشكل مباشر لإخباره بالتطورات أولاً بأول.