في أول جمعة بعد قرار منع التجمعات.. إقبال كثيف على المساجد
وإمام يهدد بعدم استكمال الخطبة إلا بدخول المصلين إلى المسجد
المصلين يملئون الشوارع رغم التحذيرات
شهدت ساحات عدد من المساجد بالقاهرة والجيزة، إقبالا كثيفا من المواطنين بعد ساعات من قرار رئيس الوزارء بمنع التجمعات وإغلاق المحال التجارية والمطاعم في السابعة مساء، وذلك ضمن الإجراءات الوقائية التي تأخذها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا.
المواطنون لم يلتزموا بالإرشادات المتعلقة بضرورة ارتداء الكمامة في التجمعات منعا لانتقال العدوى، إلى جانب ضرورة ترك مسافة لا تقل عن متر بينهم حال وجودهم في أماكن التجمعات.
ففي مسجد أسد ابن الفرات بمنطقة الدقي، والذي شهد إقبالا كثيفا من المواطنين، لم تتخذ إدارة المسجد إجراءات وقائية للحد من انتشار الفيروس، ولم تمنع المصلين من استخدام صنابير المياه حتى لا تنتقل العدوى في حال وجود إصابة بينهم.
وانقسم المصلون إلى نصفين، الأول منهم يصلي داخل المسجد الذي لم يكن مزدحا عند رفع الأذان، ولكن عند صعود الإمام المسجد ازدحم المسجد عن آخره، والنصف الثاني من المصلين جلس في الساحة الخارجية للمسجد منذ البداية رغبة منهم في حماية أنفسهم من خطر التواجد والتجمع في مكان مغلق، بعدما فرغ الجميع من الوضوء في المكان المخصص لذلك خلف المسجد، وهو عبارة عن عدة صنابير للمياه داخل حوض كبير، في الهواء الطلق.
بصوت مرتفع وقف رجل أربعيني يرتدي جلبابا ينادي في الناس، ويقول إن دورات المياه مغلقة ومسموح فقط باستخدام صنابير المياه، وذلك بعدما أغلقتها إدارة المسجد، ولكن هذا لم يمنع المواطنين من استخدام إحدى دورات المياه قيد الإنشاء.
وفي أحد المساجد القريبة من شارع البطل أحمد عبدالعزيز، جلس المصلون في ساحة ضيقه أمام المسجد بعدما امتلئ المسجد عن آخره، دون اتخاذ إجراءات احترازية لمنع انتقال العدوى، الجميع يجلسون بجوار بعضهم البعض دون فواصل بينيه للحماية، في مكان مغلق لا تزيد مساحته على 3 أمتار.
لم تستغرق الخطبة سوى 10 دقائق فقط، وكان ملخصها الحديث عن كيفية الوقاية من الفيروس وضرورة مساندة جهود الدولة في الحد من انتشار الفيروس، إلى جانب الاهتمام بالنظافة الشخصية والتقرب من الله في تلك الفترة والدعاء برفع البلاء.
بينما شهدت الزوايا المنتشرة في محيط منطقة البحوث، افترش المواطنون الشوارع بـ"سجاجيد" الصلاة، وجلسوا للاستماع إلى خطبة الإمام عن بعد عبر مكبرات الصوت، ولم تكن هناك أي إجراءات وقائية اتخذها المصلون لحماية أنفسهم من خطر انتقال العدوى إليهم.
لم يختلف الحال كثيرا في مساجد القاهرة، حيث شهد أحد المساجد بمنطقة "الضاهر" إقبالا كثيفا من المواطنين على الصلاة، ولكنهم قرروا من تلقاء أنفسهم الصلاة خارج المسجد في الساحة المحيطة به، خوفا من الدخول إلى المسجد وانتقال العدوى إليهم، قبل أن يخطب فيهم الإمام ويدعوهم للدخول إلى المسجد، مخبرهم أنه لن يكمل الخطبة قبل أن يدخلوا إليه، وبعد أن يمتلئ يمكنهم الصلاة بالخارج، ومع رفض المصلين الدخول أصر هو الآخر على عدم استكمال الصلاة ما دفع الناس إلى دخول المسجد.
وتحدثت أئمة المساجد في خطبة الجمعة، اليوم، عن فيروس كورونا، إلى جانب الدعاء إلى الله بأن يحمي البلاد والعباد.