شباب "العمرانية" يطهرون شوارعها: اللي بيضحك النهاردة هيشكرنا بكرا
يجب على السكان إدراك مدى الخطر
بآلات رش وكلور.. شباب العمرانية يطهرون شوراعها بجهودهم الذاتية
آلات الرش على أكتافهم، والخراطيم في أيديهم، يجوبون بها شوارع العمرانية لتطهيرها، لا يكترثون بنظرات المارة الساخرة أو المتعجبة من حين لآخر، ولا يستمعون لاستهزاء سائقي "التوك توك" من الشباب الذين غاب وعيهم ولا يدركون جسامة الخطر الذي يمر بمصر والعالم أجمع، جراء انتشار فيروس كورونا المستجد.
"جمال ومحمد ويحيى ومصطفى"، شباب جمعتم الحياة في منطقة واحدة، فقرروا تغيير واقعها حين اشتد الخطر، رافضين عشوائيتها وأكوام القمامة في الطرقات وعدم اكتراث البعض من قاطينها لما يحل بالبلاد، فقرر جمال أن يخرج آلاتي الرش الخاصة بمزرعته، وزاده عليها أخرى بأموالهم الخاصة، واشتروا الخامات وجالوا في الشوارع لتطهيرها.
جمال العزازي الموظف بأحد البنوك، الذي بدأ منفردا مستخدما جهازا لرش المبيدات، حين وجد مؤسسات الدولة تستخدم ما يشبهه في التطهير، يقول لـ"الوطن"، إنّه حين ذهب لطلب جهاز إضافي كانت الصدمة الأولى لارتفاع سعره بنحو 3 أضعاف، فضلا عن ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في التطهير.
الفريق الذي قرر النزول لتطهير الشوارع يوميا، بعد تطور الأوضاع وإعلان وجود حالات وفاة جراء فيروس كورونا داخل مصر، بدأ برش شوارع المنطقة بأبوابها وأماكن الجلوس لأكثر من مرة في أكثر من مكان دون الحصول على مقابل مادي من أجل توعية الناس وعدم الشعور بأن الفيروس أمر سهل، لكنه قد يطرق باب أحدنا، إضافة إلى الحفاظ على أرواح ذوينا وجيراننا وكبار السن.
محمد حسن توفيق مدرس لغة عربية، أدرك خطورة الموقف ووافق على اقتراح "جمال" فور سماع فكرته، وبالفعل قررا استخدام "المواتير" ،و"جمال" اشترى جهازا آخر لتطبيق الفكرة يوميا بشوارع العمرانية.
ويتابع جمال في حديثه لـ"الوطن"، أنّ "بعض الناس كانت بتضحك عليهم وخصوصا سواقين التوتوك، لكن مفيش حرج، ده عمل لوجه الله مفيش فيه إحراج"، مؤكدا أهمية تطهير الأماكن العملية التي ذهبوا عليها مثل مستشفيات الحكومية والشوارع الحيوية.
أما يحيى أحمد الطالب بكلية الحقوق، فلم يتقاعس عن مساعدة جيرانه رغم عدم مرور وقف كاف على تعافيه من جراحة أثرت عليه في حمل الأجهزة والتجول بها في شوارع المنطقة، ويقول لـ"الوطن": "أصعب ما في الأمر اللف في الشارع وأنا أحمل الجهاز لأني عامل عملية، لكن ضروري رش كل حاجة ممكن حد يلمسها بقصد أو دون فصد عشان محدش يتأذي".
أما الشارع الذي ضحك في اليوم الأول أصبح صامتا بعد ذلك، ثم كان هناك من يقف معهم حتى الانتهاء من تطهير محيط منزله، ومع ذلك لا تزال أكوام القمامة في الشوراع مشكلة لا تجد حالا وأسعار خامات التطهير أعلى كثيرا من معدلها الطبيعي.