«محمد» ينشئ أول مركز لعلوم مسرح الجريمة «من النهاردة مفيش ضد مجهول»
«وقيدت ضد مجهول»، لفظ شائع يختتم به وكلاء النيابة محاضرهم فى بعض القضايا المستعصية، أو التى تؤدى أخطاء مسرح الجريمة لطمس الأدلة الجنائية التى تغير مسار التحقيقات، خاصة فى أحداث التفجيرات التى انتشرت مؤخراً، لكن «محمد» خريج العلوم السياسية سعى لإلغاء العبارة من قاموس الجريمة إيماناً منه بأن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها عن طريق مركز أسسه فى أبريل بمساعدة 60 خبيراً وإدارياً يهدف إلى تدريب فرق الأدلة الجنائية وخريجى كلية الحقوق بشكل أكاديمى على علوم مسرح الجريمة داخل كلية الحقوق بجامعة أسيوط. الجريمة فى مصر تحتاج لفريق بحث جنائى حقيقى، لكن ما نراه فى معظم الوقت هو «تهريج» يؤدى إلى ضياع بعض الأدلة وذلك بسبب فشل بعض فرق البحث فى إتقان بعض الشروط التى يجب توافرها للحفاظ على سلامة مسرح الجريمة، كلمات لخص بها محمد لطفى، مدير مركز علوم مسرح الجريمة وأبحاث التزييف والتزوير، بعض الحقائق التى تؤدى إلى فشل وكلاء النيابة فى الإمساك بأطراف خط حل لغز القضية، لكن يؤكد أن التدريبات داخل المركز التى تستغرق سنة ونصف السنة تؤهل المتلقى للحصول على «عندنا كل شهر 200 طالب بنوفر له شهادة يضمن خلالها وظيفة مرموقة فى الطب الشرعى أو وكيل نيابة عارف ودارس شغله كويس، لأن أغلب الجامعات الجزء العملى مش موجود، بالإضافة للطلبة الوافدين من دول أخرى، مثل: ليبيا واليمن، فالطالب بعد ما يتخرج بيلاقى مهنته صعبة لحد ما يتعلم بالممارسة، أو بنصائح اللى أقدم منه»، ومن جانب آخر يساهم المركز فى وضع حلول عملية للصعوبات التى يواجهها ضباط الشرطة، وأعضاء النيابة فى القضايا الجنائية والإدارية ووضع فرق تدريبية لرفع مستوى العاملين والمهتمين بالمجال للمساهمة فى تحقيق العدالة الجنائية، وفق قوله. «لطفى» يشير إلى أن التدريب يؤهل الطالب لمشاهدة الجريمة كاملة وسط حضور فريق بحث متكامل مكون من «خبير كيميائى، خبير فيزيائى، ضابط شرطة، وكيل نيابة» يساهمون بشكل مباشر فى توصيل بعض الإرشادات للمتلقين عن حقيقة مسرح الجريمة باعتباره الشاهد الصامت دون الانحياز لطرف دون الآخر: «إحنا مركز محايد هدفنا العدالة أياً كان الجانى بنشير ليه عن طريق البحث العلمى».. يناشد المدير العشرينى المواطنين ضرورة الالتزام ببعض الإرشادات، قائلاً: «ممنوع لمس أى مكان فى حدود 10 أمتار من الجريمة، وعدم كسر الكردون، لأنه بيتسبب بالعبث فى الأدلة».