"النصب التذكاري" بجبل مريم.. قصة وراءها تضحية ودفاع عن الأرض
النصب التذكارى للجندى المجهول بالإسماعيلية
بعد مرور 90 عاما على إنشاء النصب التذكاري لشهداء الحرب العالمية الأولى بمنطقة جبل مريم، ما زال الكثيرون لا يعرفون تفاصيل إقامة هذا النصب ولماذا أقيم في هذه المنطقة بالذات والتي تبعد 7 كيلومترات عن مدينة الإسماعيلية على شاطئ القناة.
في فترة الحرب العالمية الأولى والتي اندلعت عام 1914 واستمرت حتى 1918 أرادت تركيا احتلال قناة السويس باعتبار أن مصر ولاية عثمانية ولتركيا حق في قناة السويس وكان معها ألمانيا حليف رئيسي في معركتها ضد مصر وإنجلترا ودول الكومنوليث، واستطاعت القوات المصرية بقيادة الأميرالاي أحمد حلمى بمساعدة إنجلترا وحلفائها صد الهجمة التركية على قناة السويس عند منطقة الدفرسوار بالقرب من محطة "طوسون" حاليا وإغراق القوارب المتنقلة التى استعان بها الأتراك للعبور من قناة السويس إلى الإسماعيلية ومنها إلى مصر ويوجد حتى هذة اللحظة "القاربين" بمتحف ديليسبس بهية قناة السويس كأثر تاريخى.
ويقول الباحث والمؤرخ عبدالغني الجندي، أمين عام مركز الإسماعيلية للوثائق، إن الشركة العالمية لقناة السويس قررت طرح مسابقة كبرى عام 1925، لإنشاء نصب تذكاري لتخليد أسماء الجنود الذين استشهدوا في المعركة دفاعا عن القناة تخليدا لدورهم البطولي وكانوا أعدادا كبيرة ولم يتم تحديد جنسياتهم وهم من دول مختلفة إنجلترا وأستراليا ونيوزلندا والهند وغيرهم، وأقيمت المسابقة بين ثلاثة معماريين فرنسيين هم (لوي جاك أولو) و(ميشيل رو سبيتز) و(جاك جريبير) وفاز تصميم (ميشيل روسبيتز) الذي اشترط أن ينفذ التصميم النحات (ريمون ديلامار) الحاصل على الجائزة الأولى فى روما عام 1919.
وتم الافتتاح الرسمي للنصب فى 3 فبراير 1930 وبحضورعدد كبير من القيادات السياسية فى العالم وخاصة من الدول التى شارك جنودها فى المعركة.
والنصب يوجد على ربوة عالية بمنطقة جبل مريم ويطل على قناة السويس بجوار محطة طوسون ويطلق على المنطقة الموجود بها النصب "الشيخ حنيدق " وهو أحد الأولياء الصالحين الذين كانت تقام له كل عام مولد وتم منعه بشكل نهائي بعد حرب 1967 والعودة من التهجير، حيث شكك البعض فى كونه شيخا أو وليا وخاصة فى فترة الثمانينيات التى شهدت المد السلفي وظهور الإسلام السياسى الذى حارب فكرة إقامة الموالد، المهم أن المنطقة مازالت تعرف بأسم الشيخ حنيدق وبها النصب التذكار والذى يزوره عدد غير قليل من الأجانب.
ومن ناحيته أكد اللواء شريف بشارة محافظ الإسماعيلية أن منطقة جبل مريم من المناطق الأثرية والتى يجب الإهتمام بها، مشيرا إلى أنه أعطى توجيهات للتنفيذيين بتطوير المنطقة وإعادة رصف الطريق المؤدى إلى النصب التذكاري وتجميل المنطقة المحيطة بالنصب التذكارى، ووضع برنامج سياحى لزيارة المنطقة للاستفادة من المنطقة على الصعيد السياسي.