بعد تعليقه في الكنائس.. كيف يصلي الأقباط أسبوع الآلام في المنازل؟
القمص فيلوباتير: كل بيت بمثابة كنيسة وحان الوقت لعودة المذبح العائلي
الكنائس بلا مصلين
"سلم على الكنيسة التي في بيتك".. لم يكن تعليق صلاة أسبوع الآلام في الكنائس، أمراً يفقد الأقباط النيل من بركة هذه الأيام المقدسة، فكل منزل يعد بمثابة كنسية يسكنها المسيح، ويمكن أن يمارس فيه كل فرد الطقوس الدينية دون انقطاع، فبحسب ما ذكره عدد من القساوسة، لـ"الوطن"، هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن يتبعها الفرد للاستفادة من قدسية أسبوع الآلام في منزله، أهمها غلق المحمول، وقراءة النبوات.
قال القمص فيلوباتير زاخر، وكيل مطرانية طهطا: "فكل بيت مسيحي هو كنيسة، سواء في أسبوع الآلام أو غيره"، موضحاً: "فيمكن للإنسان أن يصلي كافة الصلوات خاصة في أوقات الحظر في منزله، حيث تكون الأسرة مجمعة"، هنا يظهر ما يسمى بالمذبح العائلي، ويقوم بدوره، فبحسب ما رواه "زاخر" لـ"الوطن"، في البداية كانت تقدم ذبيحة واحدة في الكنيسة أما الآن أي بعد الحظر فيمكن تقديم أكثر من ذبيحة شفاء أي ذبيحة صلاة في كل منزل، موضحاً أن كل بيت مسيحي يمكن أن يقيم صلاة البسخة المقدسة، وتكون صلواتها صلاة عائلية.
فيما رشح القس لوكاس ناجي، كاهن كنيسة العذراء بمطرانية بني سويف، مجموعة من الطرق يمكن إتباعها للاستفادة من أسبوع الآلام خاصة بعد تعليق الصلاة في الكنائس، بسبب فيروس كورونا المستجد، أهمها غلق المحمول، ووضع صورة للسيد المسيح وهو مصلوب على عود الصليب، فضلاً عن إعداد طاولة صغيرة أمام الصورة ووضع قماشة سوداء عليها، وورود لتمثيل الجمعة العظيمة على أكمل وجه حتى نشعر كأننا في الكنيسة تماماً، بحسب قول "لوكاس".
وأضاف "لوكاس": "نقرأ النبوات ونخطط على الآيات التي بها رحمة ونطلب من ربنا الرحمة وبعدها هنقف ونقول ثوك تأتي جوم التي تقال في الكنيسة ١٢ مرة وممكن رب الأسرة يقول مرة وأفراد الأسرة ترد عليه"، وتابع: "بعدها: "نصلي أبانا الذي في السموات ونقرأ المزمور والإنجيل والطرح والمرد الذي يقول "السيح مخلصنا جاء وتألم عنا"، واصفاً هذه الطريقة بأنها تعتبر أجمل بسخة.
مشيراً إلى أن في الأيام الماضية كان الاهتمام ينصب على شراء ملابس جديدة للعيد فقط، أما هذه الأيام تعلمنا كيف نرضي الله، قائلا: "زمان كان المسيح بيتألم لوحده في الكنيسة واحنا مشغولين دلوقتي كلنا هنتألم معاه".
ونصح كاهن كنيسة العذراء مريم، بقراءة كتاب قداسة البابا شنودة الثالث "كيف نقضي أسبوع الآلام"، والسهر في ليلة أبو غالمسيس، وقراءة سفر الرؤيا.كانت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أعلنت استمرار تعليق جميع الصلوات بالكنائس، بما فيها صلوات أسبوع الآلام، والتي تعتبر من أهم المناسبات الكنسية في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وذلك لحين استقرار الأوضاع وانتهاء الأسباب الصحية التي دعت لذلك.
وقالت الكنيسة في بيان لها، إن ذلك جاء خلال اجتماع لجنة سكرتارية المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس الثاني اليوم الخميس، لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا.
وأشارت الكنيسة إلى أنه في ظل استمرار الوباء والذي لا يزال يهدد مصر والعديد من دول العالم حتى الآن، وحيث أن الكنيسة هي جزءًا أساسيًّا من المجتمع، وتسعي دائمًا للحفاظ على جميع أفراده، وتؤمن أن النفس الواحدة لها قيمة غالية عند الله محب البشر، وانطلاقا من حرصها علي سلامة الجميع وصحتهم وفي ظل خطورة إقامة أي تجمعات، قررت كذلك تأجيل طقس إعداد زيت الميرون المقدس، الذي كان من المقرر إعداده خلال الأسبوع المقبل، وهو حدث كنسي له أهميته الكنسية والتاريخية والرعوية وهو الذي يقوم به البابا مع جميع مطارنة وأساقفة المجمع المقدس، والتأكيد على أن تقتصر الجنازات على أسرة المنتقل فقط.
كما قررت الكنيسة إيقاف صلوات الأكاليل، لحين استقرار الأوضاع، و استمرار الكهنة في متابعة العمل الرعوي للأسر ولا سيما الحالات الخاصة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وشددت الكنيسة أنها تثق في تفهم الأقباط للظرف الراهن، والضرورة التي دعت الكنيسة لاتخاذ هذه القرارات الاستثنائية سعيا لكل ما هو صالح لجميع أبناء الوطن الغالي.