ردود فعل واسعة حول فتوى "برهامي".. وعلماء دين: "العرض" تدعو لـ"الدياثة" باسم "لا ضرر ولا ضرار"
أثارت فتوى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، والتي نشرتها "الوطن"، اليوم، ردود فعل غاضبة بين علماء الدين، الذين اعتبروا الفتوى لا أساس لها من الدين، وتروج لـ"الدياثة" وبيع الشرف، حيث أباح الداعية السلفي في فتواه للزوج بوجوب عدم الدفاع عن عرض زوجتهم وإنقاذها من المغتصب إذا ظن الزوج أنه سيقتل على يد المغتصب، حفاظًا على حياته.
وقال محمد الأباصيري، الداعية السلفي، الفتوى دعوة صريحة للدياثة وتبريرًا لـ"الزنا" تحت زعم لا ضرر ولا ضرار، مشيرًا إلى أن هذا الكلام لا يمكن أن يصدر عن "مسلم" يعرف القليل عن دينه، فلا يتصور أن يفرط إنسان في عرضه من أجل الحفاظ على ماله أو حياته.
كما هاجم الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية "برهامي"، قائلًا لـ"الوطن"، إن حماية الأعراض والنفس هي أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، وأن الفتوى خاطئة وفاسدة ولا تستند على دليل صحيح.
واعتبر الدكتور حامد أبو طالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا يجوز للرجل ترك زوجته للمعتدين للنجاة بنفسه، ففي ذلك مذلة ومهانة لا يقبلها الإسلام، والمسلم ليس من صفاته الدناءة أو الخسة في دينه حتى ينجو بنفسه.
ومن جانبه، دافع الدكتور ياسر برهامي عن فتواه قائلا: إن هناك تشويهًا متعمدًا على الفتوى التى نشرها على موقع "أنا سلفي"، وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أنه يجب الدفاع عن العرض حال احتمال الدفاع، أما إذا كانت الحالة أن الزوج سيقتل وامرأته ستغتصب، فلا يجب عليه الدفاع في هذه الحالة، لأن تخفيف أحد المصيبتين أولى.
ودافع عن الفتوى بقوله: إن "سيدنا إبراهيم عندما جاء إلى مصر، وطلب الجبار امرأته سارة فقال إنها أختي، ويقصد أنها أخته في الإسلام، حتى لا يُقتل وتُؤخذ، ثم وقف يصلي ويدعو الله أن ينجيها.. وقد نجاها الله".
يذكر أن نائب رئيس الدعوة السلفية، أفتى وأباح للزوج ترك عرض زوجته للمغتصبين حفاظًا على حياته، مستشهدًا في ذلك بفتوى للإمام العز بن عبدالسلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفاظًا على النفس من القتل.