الدكتور عمرو السنطاوى
دق هاتفه فى الواحدة والنصف صباح يوم الجمعة 3 أبريل الحالى، ظن الطبيب، أن المتصل «مريض» يحتاج إلى رعاية أو خدمة، إلا أنه فوجئ بشخص لخّص له الحكاية فى مكالمة لم تتعدّ مدتها دقيقتين، مؤكداً اختياره ضمن الفريق الطبى لمستشفى بلطيم للعزل فى كفر الشيخ.
الدكتور عمرو السنطاوى، البالغ من العمر 28 عاماً، إخصائى باطنة بمستشفى كفر الشيخ الجامعى، لم يستوعب المكالمة فى البداية، لم يفهم لماذا وقع عليه الاختيار، خاصة أن كلية الطب والمستشفى الجامعى لم يبلغاه بشىء حتى وقت المكالمة، بات يفكر لدقائق معدودة، ثم خلد للنوم، وفى الصباح تلقى اتصالاً آخر من الدكتور محمد عبدالعال، عميد كلية طب كفر الشيخ، يخبره باختياره ضمن الفريق الطبى المكون من 12 طبيباً ليعاونوا أطباء وزارة الصحة ويكونوا جميعاً على «خط النار»، فى مواجهة الوباء العالمى «كورونا المستجد».
عقب صمت «عمرو» لوهلة، جاء رده على عميد الكلية بالموافقة، لإيمانه أن مهمته إنسانية وعمله بطولى فى المقام الأول، أعقب ذلك حديثه لأسرته لطمأنتهم: «اعتبرونى فى استدعاء ومهمة وطنية ولازم ألبى النداء، ماقدرش أتأخر عن تأدية واجبى، علمتونى أكون قد المسئولية، ده تطوع مش إجبارى».
«السنطاوى» روى لـ«الوطن»، طبيعة مهمته وكيف يقضى وقته بعيداً عن أسرته، قائلاً: «عند استقبال أى حالة نحاول طمأنتها، العامل النفسى مهم جداً، لأن الحالات فجأة وبدون سابق إنذار تركت أسرها فى محافظات تانية وأصبحت وحيدة، فلازم نكون إحنا بمثابة العيلة، نخدمهم ونرعاهم طبياً وندعمهم نفسياً، بنقضى وقتنا معظمه فى المستشفى مع مرضى كورونا وبنحاول نرفع روحهم المعنوية، والحمد لله فيه استجابة، حالات تحسّنت وخرجت ونفرح لما حالة تخرج، ومعظم الحالات كلها مسألة وقت ويخرجوا بالسلامة».
وعن شعوره بالمشاركة فى المهمة الوطنية، أكد الطبيب أنه فخور بثقة عميد كلية الطب به وبزملائه، وأنهم حملوا على عاتقهم مهمة وطنية جديدة لخدمة البلد فى هذا الظرف الاستثنائى: «بكل فخر وحب بنشارك فى مواجهة هذا الوباء اللعين لآخر نفس، تدرّبنا على كيفية التعامل مع مرضى كورونا، ونعتبر أنفسنا فى مهمة قومية ووطنية لا تقل عما يقوم به أبطالنا فى الجيش والشرطة، وسنخرج منتصرين من هذه الحرب وسأكتسب قدرات جديدة وثقة أكثر، وواثق أننى سأكتسب مهارات قيادية بسبب التعامل مع فريق لديه القدرة على اتخاذ القرار».
تعليقات الفيسبوك