علماء الأزهر: فتاوى الشيخ السلفى فاسدة وشاذة وتنشر الفوضى
هاجم علماء الأزهر، الفتاوى الأخيرة الصادرة عن الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، مؤكدين أنها فتاوى فاسدة وشاذة؛ لأنها تشيع الفوضى فى المجتمع وتلهى الناس عن قضاياهم الرئيسية وتسمح للزوج بقتل زوجته المتلبسة بجريمة الزنا دون اللجوء إلى القضاء، وتصدر للعالم الخارجى أن الحديث عن المرأة والجنس هى القضايا الشاغلة للمسلمين. وحذروا من تطويع الدين لخدمة أغراض سياسية ومآرب دنيوية.
قالت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، تلك الفتاوى مصيرها الزبالة ولا يُعتد بها، ولا يصح شغل الأذهان بها أو إعارتها أى اهتمام لأنها دون المستوى. وأكد الشيخ محمد البسطويسى، نقيب الدعاة، أن «برهامى» يسىء للدين باقتصار الفتاوى على العلاقات الزوجية والجنسية ويترك القضايا الملحة، فليس من الفطنة اختلاق أمور تشغل الناس عن القضايا الرئيسية. ووصف الدكتور علوى أمين، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، الفتاوى الصادرة عن «برهامى» مؤخراً بالآراء الشاذة والأفكار المنحرفة، مطالباً بتجريم الإفتاء من غير المتخصصين. كما دعا الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إلى ترك الفتاوى لأهلها؛ لأن من يتصدر للفتوى يجب أن تتوافر فيه المعايير العلمية التى أجمع العلماء عليها من معرفة بالمصادر الشرعية، ومعرفة بالواقع. وقال الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إذا حدث وجرى مهاجمة أسرة وحاول المعتدون الفتك برب الأسرة أو الزوجة ونحو ذلك، فيجب عليه صد هذا الاعتداء بكل وسيلة حتى لو أدى ذلك إلى قتله، حيث يحتسب فى هذه الحالة شهيداً. وأضاف «أبوطالب»: لا يجوز للرجل ترك زوجته للمعتدين للنجاة بنفسه، ففى ذلك مذلة ومهانة لا يقبلها الإسلام. واستطرد أن هناك جهات تحرك «برهامى» وأعوانه فى محاولة لإلهاء الشعب عن قضاياه الأساسية، داعياً التيار السلفى إلى ترك الفتوى للأزهر والمختصين ووقف تلك المهاترات التى تشوه صورة الدين.
من جانبه، رفض الشيخ محمد عبدالله نصر، منسق حركة «أزهريون مع الدولة المدنية»، فتاوى الشيخ برهامى، متسائلاً: ما الحكم الشرعى إذا جاء أناس يغتصبون زوجتى فتركتها لهم حفاظاً على حياتى، فقالوا لى نحن لوطيون وسنغتصبك أنت، فهل يجوز لى أن استسلم لهم ليغتصبونى حفاظاً على حياتى؟! وأشار «نصر» إلى أن من مات وهو يدافع عن عرضه فهو شهيد، كما علمنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلمنا أيضاً أن الديوث هو الذى يرضى الخبث فى أهله وليس المسلم بديوث أو قواد.
وقال الشيخ عبدالعزيز النجار، مدير إدارة الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، إن تلك الفتاوى تنم عن عدم علم، فالدين الإسلامى جاء ليحافظ على الأعراض والأموال والحقوق الشخصية لكل إنسان ويصونها من الاعتداء عليها، والدين والعرف يرفضان الاعتداء على المحارم، فليس من مبادئ الإسلام ولا شيم العرب ترك المرأة فريسة للمغتصبين، فالتاريخ الإسلامى شاهد على اندلاع أكثر من حرب بسبب تعرض المرأة لكشف عورتها، والإسلام دين حياة ولا يصح اقتصاره على قضايا المرأة والجنس.
وأشار الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن «برهامى» ليس مختصاً فى الشريعة والعلوم الإسلامية، وإنما هو طبيب، وعليه أن يترك الفتوى للأزهر والإفتاء.