مياه زرقاء ونقية.. بحر إسكندرية في أبهى صوره سبب كورونا
وحيد: الحظر اخفض نسب التلوث وثاني أكسيد الكربون بنسبة 5%
كورنيش الإسكندرية
منظر بديع ظهرت به مياه البحر الأبيض المتوسط بمحافظة الإسكندرية أول أمس في يوم شم النسيم، حيث المياه الزرقاء الصافية والنقية والتي تداول صورها رواد السوشيال ميديا، متعجبين من الشكل الذي ظهرت عليه المياه للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، واتفق خبراء البيئة، على أن السبب في ذلك هو انخفاض نسبة الملوثات في البحر على مدار الفترة الماضية نتيجة الحظر وبسبب انتشار فيروس الكورونا.
"مواهب": لو تعاملنا بطريقة سليمة مع البحر هيفضل بالشكل ده
أوضحت الدكتورة مواهب أبوالعزم، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة سابقًا، أن سبب ظهور مياه البحر المتوسط في محافظة الإسكندرية بهذا الشكل الرائع، هو غياب كافة الأنشطة البشرية على الشاطئ، وأن ذلك هو اللون الطبيعي للمياه، بعيدًا عن كافة صور النشاط البشري أو إلقاء الأنواع المختلفة من المخلفات، قائلة: "كل ده مكنش موجود ومش بس في يوم شم النسيم، لا ده بسبب إن البحر مقفول بقاله فترة كبيرة، وخدنا بالنا أول امبارح بس عشان كان في تصوير كتير عشان نتأكد أن عيد شم النسيم هيمشي سليم ومفيش حد هيروح وينزل البحر".
وتؤكد "مواهب"، أنه عالميًا بدأت الطبيعة في التحسن التدريجي من نفسها، وأصبحت نسبة الأكسجين في المناخ أفضل، بسبب توقف الكثير من مصافي البترول والمصانع عن العمل، وأن كافة مصادر التلوث التي موجودة في العالم تعمل بنصف طاقتها، مضيفة: "المنظر ده يطمنا أننا لو بدأنا بعد كده نتعامل بطريقة سليمة مع الشواطئ هيبقى البحر بالشكل الجميل ده، والبيئة هتتحسن بشكل عام كتير، وده بيعتبر من فوائد فيروس الكورونا لأن البيئة بدأت بشكل عام تتنفس، وبصراحة ما شوفناش المنظر ده من سنين طويلة لأنه حتى في الشتاء بتبقى الرياح قوية وأمطار كثيفة بتنزل بالأتربة اللي في الجو على البحر"، مشيرة إلى أن إلقاء الصرف في بعض المناطق في مياه البحر من أهم أسباب عدم نقاء المياه.
وترى "مواهب"، أنه يجب أن تكون هناك حملات توعية بيئية على مستوى واسع في كافة المحافظات والمناطق الساحلية مثل الإسكندرية وجمصة ورأس البر وبلطيم، واستغلال فترة الحظر وانتشار فيروس كورونا، في توعية المواطنين بكيفية استخدام ونزول الشواطئ، عن طريق مختلف وسائل الإعلام.
"وحيد": عدم إلقاء المواد العضوية وتوقف المنشآت الساحلية عن صرفها في مياه البحر السبب
واتفق معها الدكتور وحيد محمود إمام، أستاذ علوم البيئة بكلية العلوم جامعة عين شمس، موضحًا أن هناك بالفعل تحسنا تدريجيا بدأ يحدث في البيئة خلال الفترة الماضية، بسبب انخفاض نسب التلوث وثاني أكسيد الكربون بنسبة 5%، نتيجة انخفاض استهلاك الوقود وعوادم السيارات في الشوارع بسبب الحظر، مع توقف بعض المصانع، وبالتالي أثر ذلك على نقاء مياه البحر وانخفاض عكارتها، مشيرًا إلى أن سرعة الرياح المعتدلة في تلك المناطق الساحلية ساعدت على نقاء المياه ورؤية قاع البحر باللون الأزرق، وأن انخفاض نسبة الملوثات في الإسكندرية سواء بعدم إلقاء المواد العضوية من خلال المواطنين على الشواطئ، أو بعض المنشآت الموجودة على ساحل البحر مثل أبوقير والتي كانت تُلقي بالصرف في مياه البحر، أدت إلى ظهور المياه بذلك المظهر النقي.
ويرى أستاذ علوم البيئة، أن المياه ستعود سيئة كما كانت بمجرد انتهاء أزمة فيروس كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها على شواطئ الإسكندرية، ولكنه يتمنى أن سلوك المواطنين يتحسن خلال الفترة الحالية بعدما رأوا جمال الطبيعة أمام أعينهم، مؤكدًا أنه لا توجد حلول سوى من خلال التوعية أولا وأخيرا بالحفاظ على البيئة، وبنشر الدروس المستفادة من كورونا، والحرص على الالتزام أثناء استخدام الشواطئ.