من الإصابة للتعافي.. رحلة جونسون مع كورونا قبل عودته للعمل
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون
بعد شهر كامل من إصابته بكورونا المستجد "كوفيد 19" ليشكل ذلك صدمة كبيرة بين البريطانيين عقب إعلان وصول الفيروس نفسه للأمير البريطاني تشارلز، يعود اليوم رئيس الوزراء الإنجليزي بوريس جونسون، إلى مهام عمله من جديد.
وأكد مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن بوريس جونسون سيعود لاستئناف مهام عمله بعد غد الإثنين بعد تعافيه من فيروس كورونا المستجد، وفقا لوكالة "روتيرز".
وكان جونسون يتعافى من إصابته بفيروس كورونا في منزله الريفي، بعدما أمضى ثلاثة أيام في العناية المركزة أوائل الشهر الجاري.
وأوضحت الحكومة البريطانية أن جونسون، الذي كان يدير حكومته في غضون أزمة فيروس كورونا، في حالة تشوق للعودة للعمل من جديد، وبموجب ذلك سيتنحى وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، عن منصبه كرئيس وزراء بالإنابة، مما يسمح لجونسون بالعودة الكاملة لممارسة مهام منصبه.
وفقا لوكالة "سبوتنيك"، أكد مصدر أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيتعرض لضغوط فور عودته للعمل، غدا، لوضع خطة لتخفيف إجراءات العزل العام المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد بعد أن تغيب عن العمل لـ3 أسابيع بسبب إصابته بمرض كوفيد-19 الذي يسببه الفيروس.
في 27 مارس الماضي، أعلن جونسون، إصابته بـ"كوفيد 19"، حيث إنه لديه أعراضًا متوسطة وسيخضع للعزل الذاتي، من خلال فيديو على حسابه بموقع "تويتر"، قائلا إنه شعر بارتفاع طفيف في درجة الحرارة دفعه للخضوع لاختبار، قبل أن يتبين إصابته، مؤكدا أنه يعمل من المنزل، ومواصلته قيادة الحملة الوطنية ضد فيروس كورونا، بحسب ما نقلت صحيفة "جارديان" البريطانية.
Over the last 24 hours I have developed mild symptoms and tested positive for coronavirus.
— Boris Johnson #StayHomeSaveLives (@BorisJohnson) March 27, 2020
I am now self-isolating, but I will continue to lead the government’s response via video-conference as we fight this virus.
Together we will beat this. #StayHomeSaveLives pic.twitter.com/9Te6aFP0Ri
استمر جونسون يتولى زمام الأمور في بريطانيا، لعدة أيام، حيث ظل يطلق العديد من التصريحات التحذيرية المخيفة للشعب من "القادم أسوأ، والأيام المقبلة سوداء"، حتى 5 أبريل الجاري، حيث أمضى ليلته الأولى في المستشفة لإجراء مزيد من الفحوصات، نتيجة استمرار معاناته من أعراض كورونا، على مدى 10 أيام من إصابته، وفقا للحكومة البريطانية حينها.
في اليوم التالي، أكد وزير الخارجية البريطاني، أن بوريس جونسون يواصل قيادة الحكومة من المستشفى، وأنها انتقل لها كخطوة استباقية، وأضاف "كل أذرع الحكومة تعمل ما بوسعها لمواجهة كورونا"، ليتولى دومينيك راب الحكومة منذ ذلك الحين بالإنابة، ليكون بذلك جونسون هو أول زعيم بالعالم يدخل المستشفى إثر كورونا.
بعد ساعات من ذلك، انتشرت عدة تصريحات بتدهور حالة جونسون وفقدانه لوعيه، بينما نقلت "رويترز" عن مصادر، أن رئيس الوزراء البريطاني لا يزال واعيا، بعد نقلة إلى العناية المركزة في محاولة للعلاج من الإصابة بالفيروس، وأنه يتلقى إمدادات أكسجين طوال اليوم.
وباليوم التالي، أكدت الحكومة أن رئيس الوزراء حالته مستقرة ويتفاعل إيجابًا مع العلاج ومعنوياته عالية، موضحة أنه لا يعمل من المستشفى لكنه يتواصل مع فريقه عندما يحتاج لذلك.
في 10 أبريل، تعافى رئيس الوزراء البريطاني من إصابته بمرض كوفيد-19، وصدم مظهره المواطنين، حيث بدا واهنا بوضوح عند خروجه من العناية المركزة بمستشفى سانت توماس بعد أن أمضى بها ثلاث ليال إثر نقله مصابا بارتفاع في درجة الحرارة وسعال، وقال والده ستانلي جونسون لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، "لابد أن يستريح" موجها الشكر للبريطانيين على ما أبدوه من دعم هائل وطلب منهم تعلم الدرس.
كما أعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أنه تمكن من المشي لمسافات قصيرة، في إطار الرعاية التي يتلقاها لتساعده على التعافي من إصابته، موضحا أن "جونسون" في مراحل تعافيه الأولى، والطاقم الطبي هو من سيقرر متى تنتهي فترة العلاج.
عقب يومين، أفادت قناة "العربية" أن جونسون سيقضي فترة النقاهة بعد خروجه من المستشفى إثر إصابته بفيروس كورونا في المقر الصيفي لرئيس الحكومة البريطانية تشيكرز، بعد مغادرته للمستشفى، في عيد الفصح.
وفي غيابه، واجهت الحكومة انتقادات متنامية من الطواقم الطبية في المستشفيات ودور الرعاية بشأن عدم تزويدهم بالإمدادات الكافية ومعدات وأدوات الوقاية وبشأن مستويات إجراء فحوص كورونا التي تقل بكثير عن المستهدف.
لكن مع وجود مؤشرات على أثر اقتصادي كارثي ومع تنامي الإحباط العام لدى المواطنين من إجراءات التباعد الاجتماعي الصارمة تواجه الحكومة مطالبات متزايدة ببدء توضيح الطريقة التي تعتزم بها تخفيف العزل العام.
ورفض الوزراء حتى الآن الإفصاح عن أي مؤشرات في هذا الشأن وقالوا إن الأفضل الآن هو إبقاء التركيز على الرسالة الأساسية ألا وهي البقاء في المنزل واقتصار الخروج على الضرورات.