مواكب حزن في تشييع جثامين شهداء الحادث الإرهابي ببئر العبد
المئات شيعوا جنازة الشهيد عبدالحميد صبحى بالدقهلية
بهتافات منددة بالإرهاب ودموع باكية، شيع المواطنون جثامين الشهداء فى حادث إرهابى جنوب مدينة بئر العبد بشمال سيناء، أسفر عن استشهاد ضابط، وصف ضابط، و٨ جنود، ضحوا بأرواحهم أثناء أداء واجبهم المقدس فى الدفاع عن أرض الوطن والتصدى للجماعات الإرهابية الساعية إلى النيل من استقراره.
المئات يشيعون جثمان الشهيد شحاتة مصطفى في مسقط رأسه بالمنوفية
فى المنوفية، شيع المئات من أهالى قرية «الدبايبة»، التابعة لمركز بركة السبع جنازة الشهيد «شحاتة مصطفى»، وشارك فى الجنازة النائب هشام عبدالواحد، عضو مجلس النواب ورئيس لجنة النقل، والمستشار العسكرى لمحافظة المنوفية، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة، وسط حضور أمنى مكثف بمقابر العائلة، وردد مشيعو الجنازة هتافات منددة بالجماعات الإرهابية، وسادت حالة من الحزن بين أهالى القرية بعد الإعلان عن استشهاد ابن القرية، ونعى الدكتور عادل مبارك، رئيس جامعة المنوفية، ضحايا الهجوم الإرهابى على كمين جنوب مدينة بئر العبد شمال سيناء، ودعا لشهداء الوطن بالرحمة وأن يوفق الله قواتنا المسلحة فى مواجهة الإرهاب الغاشم.
قرية "طوخ" تودع الشهيد أبانوب.. وقرية "إبوان" تبكي الشهيد علاء في المنيا
وفى أقصى شمال المنيا، وتحديداً داخل قرية «إبوان» التابعة لمركز مطاى، بكى الصغير والكبير الشهيد «علاء عماد»، وبينما كان جميع أهالى قريته يذكرون سيرته العطرة، كانت «طوخ» فى أقصى الجنوب، وتحديداً فى مركز ديرمواس، تبكى شهيدها «أبانوب عبدالتواب بولس»، فى حادث إرهاب، وقال بيتر عماد، طالب بكلية الزراعة، شقيق الشهيد «علاء» إن الشهيد هو أكبر أشقائه ويبلغ من العمر 21 عاماً ووالده يعمل بشركة مقاولات ووالدته ربة منزل وجده لأمه المرحوم نسيم شفيق ميخائيل من شهداء حرب أكتوبر، وأضاف أن الشهيد من أطيب شباب قرية «إبوان»، وكان يحب صلة الأرحام ويقدم المساعدات للجميع ويذهب إلى الكنيسة باستمرار للصلاة، إذ كان عضواً فى أسرة «أبونا بيشوى كامل لخدمة الشباب»، بكنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس.
وقال مينا سامى، أحد أقارب الشهيد «أبانوب» إن شقيق الشهيد يدعى «شنودة» تلقى اتصالاً باستشهاده خلال الحادث الإرهابى الذى وقع فى مدينة بئر العبد، فذهب وعدد من أقاربه وأهالى القرية إلى مستشفى الإسماعيلية، موضحاً أن «أبانوب»، كان يعمل شماساً داخل كنيسة الشهيد الأنبا غللينيكوس فى قرية «طوخ الخيل»، وكان دائم الحرص على الخدمة داخلها، وأنه يتمتع بالخلق العالى ومحبته للجميع.
ونعى اللواء أسامة القاضى، محافظ المنيا، شهداء الوطن من أبطال القوات المسلحة، الذين سقطوا ضحية الحادث الإرهابى الغاشم، وقال المحافظ إن العمليات الإرهابية لن تزيد الشعب المصرى إلا تماسكاً وقوة لمواجهة الإرهاب الأسود واقتلاع جذوره، مشيراً إلى قوة إرادة وعزيمة الشعب المصرى ووقوفه صفاً واحداً خلف قيادته السياسية وجيشه العظيم، وجهاز الشرطة القوى لحفظ أمن واستقرار الوطن ومواجهة الإرهاب فى الداخل والخارج.
جنازة الشهيد عبدالحميد صبحي تتحول لمظاهرة ضد الإرهاب في الدقهلية.. ووالده: "كان يستعد للزواج في عيد الأضحي"
وفى قرية «ديمشلت» التابعة لمركز دكرنس بالدقهلية، شارك المئات فى جنازة عسكرية وشعبية مهيبة لتشييع جثمان الشهيد ملازم أول عبدالحميد صبحى المهدى الإمام، 24 عاماً، وخرجت القرية والقرى المجاورة فى انتظار وصول الجثمان، لم يناموا منذ أن سمعوا بخبر استشهاده، إلى أن وصل فى سيارة إسعاف ملفوفاً فى علم مصر، وجرى رفع الجثمان على سيارة إطفاء لتبدأ مراسم جنازة عسكرية مهيبة، تقدمها الدكتور أيمن مختار، محافظ الدقهلية، والعقيد تامر العوضى، المستشار العسكرى بالمحافظة، ولفيف من القيادات الأمنية والعسكرية والتنفيذية.
وتدخلت قوات الشرطة وزملاء الشهيد لمنع التزاحم على سيارة الإطفاء، وجرى التنبيه على اصطفاف أهالى القرية فى صفين بطول 3 كيلومترات من مدخل القرية وصولاً إلى المقابر، بينما سارت سيارة الإطفاء وعليها جثمان الشهيد تتقدمها فرقة من الشرطة العسكرية، وأصر ابن عمه أن يعتلى السيارة، وهو منكب على الجثمان وهو يبكى بصورة هستيرية، وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ضد الإرهاب ورددوا هتافات: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله ولا إله إلا الله الإرهابى عدو الله» و«القصاص.. القصاص» و«الله أكبر الله أكبر». وأطلقت نساء القرية الزغاريد الممزوجة بالدموع وهن يرددن «فى الجنة يا عريس»، بينما سقطت والدته مغشياً عليها وهى تصرخ «ضهرى اتكسر من بعدك يا عبده»، «الكفرة خطفوا وحيدى وسابونى فى الدنيا دى أعانى»، «خدنى معاك يا عبده مش هقدر أعيش من غيرك» ثم سقطت مغشياً عليها وتم نقلها إلى المنزل، واخترقت خطيبته صفوف المشيعين وحاولت الصعود لسيارة الإطفاء لتوديع الجثمان لكن الأهالى منعوها.
وخصص الأهالى أرضاً زراعية مقابلة للمقابر لصلاة الجنازة بها، التى امتلأت عن آخرها حتى إنهم لم يتمكنوا من إنزال الجثمان من أعلى سيارة الإطفاء، فطلب الأهالى أن يظل أعلى السيارة وبدأوا فى صلاة الجنازة، وسط دعوات له بالرحمة وبكاء هستيرى من زملائه، وأصدقائه.
وقال الأب، موجه على المعاش، 62 سنة، وهو يبكى: «عبدالحميد ده كان ابنى الوحيد وربنا رزقنا به بعد 10 سنين زواج عن طريق الحقن المجهرى، لأن كان فيه عندنا مشكلة فى الخلفة وكانت فرحتنا به كبيرة وربيناه أحسن تربية، وبعدها بنفس الطريقة ربنا رزقنا بأخته مريم، وهى فى تانية ثانوى حالياً وشكرنا ربنا على فضله» وتابع منهاراً: «رغم إنه ليس له جيش لأنه الذكر الوحيد لى، إلا إنه طلب وبإصرار أن يلتحق بالقوات المسلحة، وكأنه كان عارف إنه هيكون شهيد، وبعد تخرج عبدالحميد طلب أن نخطب له الفتاة التى أحبها، وكانت آخر إجازة له فى 12 أبريل، وهو خدمته فى الإسماعيلية، ولما نُقل إلى شمال سيناء أخفى عنى الخبر خوفاً على صحتى لأنى مريض بالسكر، وعرفت أنه فى سيناء يوم وفاته فقط»، وأشار إلى أنه كان يستعد للزواج فى العيد الكبير، ولكن للأسف: «ملحقش يفرح».
أهالي "الحكامنة" ببني سويف يودعون الشهيد محمود عادل بهتافات: "الله أكبر.. الإرهاب عدو الله"
وشيع أهالى قرية الحكامنة التابعة لمركز بنى سويف جثمان الشهيد مجند محمود عادل، وأدى أهالى القرية والقيادات العسكرية صلاة الجنازة على جثمان الشهيد أمام المسجد الكبير بالقرية، ورددوا هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، الله أكبر الإرهاب عدو الله».