رئيس "إدارة نوعية الهواء" بوزارة البيئة: إجراءات مواجهة كورونا خفّضت الانبعاثات المضرة ٣٦% بالقاهرة و٥٠% فى منطقة الدلتا
الدكتور مصطفى مراد رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء بوزارة البيئة
قال الدكتور مصطفى مراد رئيس الإدارة المركزية لنوعية الهواء بوزارة البيئة، إن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا كانت لها آثار إيجابية على البيئة، لأنها نجحت فى تخفيض نسبة الملوثات والجزيئات العالقة فى الهواء بنسبة ٣٦% بالقاهرة، وارتفعت هذه النسبة إلى ٥٠% فى الدلتا والوجه البحرى.
مصطفى مراد لـ"الوطن": الأدوات البلاستيكية الخاصة بالمرضى المعزولين ذاتياً كارثة بيئية وتحتاج إلى معاملة خاصة للتخلص منها بأمان
وأضاف «مراد» فى حوار لـ«الوطن» أن هذا التحسّن الكبير يرجع إلى توقف حركة وسائل النقل خلال ساعات الحظر وخفض أعداد الموظفين، وما تبعه من تقليل انبعاثات ثانى أكسيد الكربون. وشدّد على أن الأدوات البلاستيكية الخاصة بالمرضى المعزولين ذاتياً تُعد كارثة بيئية وتحتاج إلى معاملة خاصة للتخلص منها بأمان، مشيراً إلى أننا نحتاج للعودة إلى تطبيق قانون إغلاق المحال التجارية فى السابعة مساءً، والتوسع فى إنشاء خطوط المترو، لتقليل حركة السيارات فى الشوارع ورفع كفاءة الأوضاع البيئية.. وإلى نص الحوار:
ما التأثير الذى شهدته البيئة بعد تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا؟
- الإجراءات الاحترازية كان لتطبيقها آثار إيجابية كبيرة بعد ما رصدناه خلال الأيام الماضية من أن نسبة التلوث فى الهواء قلّت بنسبة تتجاوز ٣٦% فى القاهرة الكبرى وارتفعت إلى ٥٠% فى الدلتا والوجه البحرى، كما رصدنا انخفاضاً كبيراً فى الجسيمات العالقة بالهواء وانخفاض نسبة ثانى أكسيد الكربون.
التوسّع فى إنشاء خطوط المترو لتقليل حركة السيارات
وما السبب الرئيسى فى هذا التحسّن.. هل تطبيق الحظر وتوقف وسائل المواصلات أم توقف المصانع؟
- فى الحقيقة هذا الأمر يرجع إلى أكثر من سبب، منها قلة معدلات تحرّك المواطنين بسياراتهم، وكذلك توقف وسائل المواصلات العامة لساعات طويلة عقب التزامهم بالمنازل؛ خلال ساعات الحظر، للمساعدة فى عدم تفشى فيروس كورونا.
وأسهمت الإجراءات التى تتخذها الدولة وأبرزها تخفيض الأنشطة خلال هذه الفترة، بشكل كبير أيضاً فى تحسين حالة الهواء، أما المصانع، فأغلبها وفّق أوضاعه حسب الاشتراطات البيئية، ويتم قياس انبعاثاتها بشكل دورى، وهى ليست السبب فى تلوث الهواء، لأن وسائل النقل هى السبب الرئيسى فى ذلك، وما رصدناه من تراجع نسبة التحسّن فى جودة الهواء لتصل إلى ٣٠% مع عودة نشاط المواطنين قُبيل رمضان والأعياد، حيث زادت الحركة، ومعها زادت الانبعاثات المضرة بالبيئة.
هل هذا التحسّن مقتصر على مصر، أم تخطاها لدول أخرى؟
- هذا ليس فى مصر فقط، فقد رصد تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبى الوضع البيئى فى عدد من الدول، منها إيطاليا التى تحسّن فيها الهواء بنسبة تقارب مصر وإسبانيا التى تحسّن فيها الوضع بنسبة ٥٠%، ويرجع ذلك إلى تقليل حركة السير فى جميع الدول، وهذا الأمر يعمل على تحسين جودة الهواء بسبب قلة كمية الملوثات التى من الممكن أن تصدر فى أماكن مختلفة على كوكب الأرض.
ومعظم الأشخاص الموجودين فى المنازل أنشطتهم محدودة ومتطلباتهم على الأرض من حركة وغيرها ضعيفة، مما يؤدى إلى تحسين جودة الهواء، فجميع النتائج أظهرت مساعدة انخفاض الحركة بين الناس والسيارات، بشكل كبير، على عدم وجود انبعاثات ضارة.
يجب تطبيق قانون إغلاق المحال التجارية فى السابعة
وما الذى يجب اتباعه للحافظ على ما حققته «البيئة» بشكل غير مقصود خلال هذه الأزمة؟
- علينا العودة إلى قانون سنة ٧٠ بإغلاق المحال التجارية فى السابعة مساءً، مما يعنى التزام المنازل وتقليل النشاط وخفض الانبعاثات المضرّة بالبيئة والإسراع فى الانتهاء من الخط الثالث لمترو الأنفاق الذى يُقلل استخدام السيارات، بما تمثّله من استخدام وقود يزيد احتراقه من التلوث، ويجب علينا التفكير فى الخط الرابع والخامس للمترو والتوسّع فى وسائل النقل الكهربائية.
وهل يعنى ذلك أن ملوثات الهواء اختفت ولا توجد مخاطر أخرى؟
- فى الوقت الذى انخفضت فيه نسب تلوث الهواء نتيجة تقليل استخدام السيارات فى الشوارع بسبب ساعات الحظر، فإنه فى الوقت ذاته هناك ملوثات أخرى زادت فى الآونة الأخيرة، مثل المخلفات الطبية والجوانتيات والكمامات التى تُستهلك بكميات كبيرة الآن فى المنازل وفى المنشآت الصحية، وهو ما يعنى أن هناك أطناناً من البلاستيك ستزيد عقب انتهاء الأزمة، ليس ذلك فقط، فهناك ممارسات يجب أن نُسلط الضوء على خطورتها، منها إلقاء هذه الأدوات دون عزلها أو تعقيمها، وهو ما يُهدّد المئات من العاملين فى منظومة النظافة، وهناك خطر كبير لا ينتبه إليه كثيرون، وهو الأدوات البلاستيكية التى يستخدمها المرضى المعزولون ذاتياً، فالبعض يلقيها فى القمامة دون تعقيم، وهو ما يعنى أنه عند دخولها فى منظومة إعادة التدوير ستُعرض المئات للخطر.
وما الخطوات الصحيحة التى يجب اتباعها للتخلص من هذه الأدوات؟
- هناك إجراءات يجب اتباعها فور الدخول إلى المنازل أهمها غسلها جيداً، ثم تمزيقها ووضع الكلور عليها وإلقائها فى حقائب محكمة الغلق قبل إلقائها فى القمامة.