الأوقاف: المسارعة في الخيرات من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة
وزير الأوقاف
قال الشيخ محمد عبدالعال الدومي، أحد علماء وزارة الأوقاف، إنّ القرآن الكريم عرض كلمة (الخيرات) في 6 مواضع، بمعان متعددة، بينها ما يتحدث عن الأمم السابقة، ومنها ما يتحدث عن أمة الإسلام، يأمرهم بعمارة الأرض، ونشر العمران فيها، قال سبحانه وتعالى: "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكونن من الممترين * ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير".
وأضاف: "قال سبحانه: "فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا"، مشيرا إلى أنّ الله تعالى مدح أهل الكتاب بأنّهم كانوا يتسابقون في فعل الخيرات، فقال سبحانه وتعالى: "ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين * وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين".
وأكد خلال كلمته بملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أنّ الله تعالى جعل فعل الخيرات سببا لنيل البركات، وبينها الرزق بالأولاد، فقد أصلح الله حال زوجة سيدنا زكريا (عليه السلام) ومن أسباب ذلك: المسارعة إلى الخيرات ، قال الله تعالى: "وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين * فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين".
ولفت إلى أنّ الإنسان العاقل هو الذي يسارع ويبادر قبل العوائق والعوارض، فنافس ما دمت في فسحة ونفس، فالصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم، فعلى الإنسان أن يسارع ويبادر إلى فعل الخير ولا يؤجله فإنه لا يدري ماذا سيحدث غدابادر بخير إذا ما كنت مقتدرا *** فليس في كل وقت أنت مقتدرأوضح أن الإسلام جعل السبق إلى الخيرات والمسارعة إلى الصالحات مطلبا شرعيا حث المؤمنين عليه وأمرهم به ، فقال تعالى: "سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض"، ومن أهم أعمال المسابقة بالخيرات التي يجب أن نهتم بها لرفعة الوطن ما يسمى بالمشاركة الفاعلة في المجتمع ، التي يمكن من خلالها النهوض بالمجتمع والارتقاء به.
وأوضح أنّ أبواب الخير كثيرة ومفتوحة للراغبين، والمؤمن العاقل هو الذي يبادر إلى الخيرات ويقطف من ثمراتها، فالتنافس في الخير هو التنافس المشروع المحمود حينما يشمر كل امرئ عن ساعده ليصنع المعروف أو يبذل الخير أو يعمر الأرض، والغاية من كل ذلك نيل رضا الله (عز وجل) والفوز بجنانه والظفر بالسعادة الأبدية الدائمة.